14 فقط من أبناء الطائفة الإسرائيلية سيقترعون في لبنان
على الورق فقط
بلغ عدد الناخبين الإسرائيليين المسجلين على لوائح الشطب نحو 4700 إسرائيلي في العام 2018، وخُصص لهم مع بعض طوائف الأقليات 48 قلم اقتراع (لم توزع القوائم للعام الحالي بعد، والعدد بكل الأحول ثابت منذ سنوات عدة). ويشكل الناخبون الإسرائيليون نحو 0.13 بالمئة من الناخبين، على لوائح الشطب، من دون وجود فعلي لهم على الأرض. ولا يقترع منهم في الانتخابات إلا القليل، بعدد أصابع اليدين (نحو تسعة مقترعين في العام 2009). وفي العام 2018 اقترع 13 إسرائيلياً موزعين على 3 في بيروت الأولى و5 في بيروت الثانية، و2 في المتن، و3 في الشوف-عاليه. فوفق بعض التقديرات يعيش نحو 200 يهودي فقط في لبنان موزعين بين بيروت والمتن والشوف.
خلال كل الانتخابات السابقة في لبنان، ينمو عدد المسجلين للطائفة الإسرائيلية بشكل طفيف، بفعل تسجيل بعض الولادات، لكن من دون حذف الوفيات، خصوصاً أن غالبية اليهود هاجروا من لبنان قبل الحرب الأهلية ومع مطلعها. علماً أنه من أصل الـ4700 ناخب المسجلين على لوائح الشطب يوجد نحو 4 آلاف في بيروت، وتحديداً في منطقة مينا الحصن، حسب السجلات. لكن وجودهم هو على الورق فقط. فغالبيتهم العظمى هجروا لبنان من ناحية، ولا يصار إلى حذف الوفيات التي تحصل بينهم في دول الاغتراب من ناحية ثانية (بعض المسجلين يعود تاريخ ميلادهم إلى ما قبل العام 1930).
لقاء السفارة
وكان السفير اللبناني في فرنسا (المقرّب من التيار الوطني الحرّ) رامي عدوان، جمع أبناء الطائفة اليهودية في السفارة منذ حوالى الشهر (تزامن اللقاء مع تسجيل المغتربين أسمائهم في الخارج) ووصف اللقاء بـ"العائلي"، وضم نحو خمسين شخصاً من اليهود الذين هجروا لبنان قبل وبعد اندلاع الحرب الأهلية. وأكد لهم عدوان أن "لبنان في خطر، وهو بحاجة إلى كل أبنائه"، في الأزمة السياسية والاقتصادية التي يمر بها. وهذا ما دفع بعضهم إلى تسجيل أسمائهم للاقتراع في الانتخابات المقبلة.
المغتربون الأرمن
الأمر الآخر الملفت في لوائح الشطب الخاصة بالمغتربين، هو عدد الأرمن الضئيل بين الذين تسجلوا للاقتراع في الانتخابات المقبلة، رغم الهجرة الواسعة لهم في السنوات الأخيرة، ورغم وجود خمسة مقاعد نيابية مخصصة لهم. فقد بلغ المجموع العام للأرمن الكاثوليك والأرثوذكس المسجلين في الخارج نحو 3 آلاف ناخب، موزعين على مختلف الدوائر في لبنان. وتأثيرهم ضعيف جداً في المناطق التي يوجد فيها مقاعد للطوائف الأرمنية مثل بيروت الأولى (ثلاثة مقاعد) والمتن (مقعد) وزحلة (مقعد). ففي بيروت الأولى تسجل 880 أرمنياً أرثوذكسياً و390 أرمنياً كاثوليكياً (الحاصل الانتخابي نحو 5 آلاف صوت)، وفي زحلة 172 من الأرمن الأرثوذكس و59 أرمنياً كاثوليكياً (الحاصل الانتخابي نحو 13 ألف صوت) وفي المتن 643 أرثوذكسياً و251 كاثوليكياً (الحاصل الانتخابي نحو 11 ألف صوت).
لا شفافية "الخارجية"
بتوزيع وزارة الداخلية هذه الإحصاءات تكون قد التزمت بمبدأ الشفافية، وحق الوصول إلى المعلومات، بخلاف التصرفات التي اعترت عمل وزارة الخارجية حول قوائم الناخبين في الخارج. فقد عمد البعض في وزارة الخارجية إلى تسريب القوائم والبيانات الناخبين على بعض الأحزاب والمحظيين، خلال مرحلة التسجيل. ثم لم تشرح "الخارجية" كيف شطبت 14 ألف مسجل من مجموع المسجلين في الخارج (انخفض العدد من 244 ألف مسجل إلى نحو 230 ألفاً). فقد اكتفت الخارجية بإعلان إنها شطبت المسجلين المكررة أسمائهم أو غير المكتملة بياناتهم، من دون ذكرها بالتفصيل.
على عكس "الخارجية"، اعتمدت وزارة الداخلية الشفافية في نشر البيانات، وشرحت بالتفصيل كيف تم التدقيق ببيانات المغتربين وكيف تراجع العدد نحو 5 آلاف ناخب، بعد التدقيق باللوائح التي تسلمتها من "الخارجية"، وذلك من خلال شرح آلية شطب الأسماء من القوائم. فمن أصل 230.466 طلباً وصل إلى الداخلية، استقر عدد الناخبين في القوائم الانتخابية على 225.114 ناخباً يحق لهم الإقتراع في البعثات الدبلوماسية، وذلك بعد شطب 2740 ناخباً لا يحق لهم الاقتراع في الخارج، باعتبار أن عدد المسجلين في مركز الاقتراع يقُل عن 200 ناخب. وقد تم إدراجهم على القوائم الانتخابية في داخل لبنان. وشطب 681 ناخباً لا تتوفر فيهم شروط الاقتراع (محكومين، تنازل عن الجنسية اللبنانية، اكتسبوا الجنسية بموجب مراسيم لم يمضِ على صدورها عشر سنوات..)، وشطب 1178 ناخباً تقدموا بأكثر من طلب، وشطب 753 ناخباً أدخلوا بياناتهم يدوياً، ثم أفادت أقلام النفوس عن عدم وجود أي قيود لهم في سجلات الأحوال الشخصية.