كيف وصل الجرب إلى مدرسة النازحين في عبرا؟
أصيب تلامذة من مدرسة عبرا المتوسطة الرسمية المختلطة بحالات جرب، وقرر المسؤولون التربويون اقفالها مؤقتاً إلى حين معالجة هذه الحالات واتخاذ التدابير الوقائية، وبوشر العمل بتعقيم المدرسة ورشها بمبيدات صحية حفاظاً على سلامة التلامذة والمعلمين.
ووفق أوساط تربوية، فإن قصة ظهور حالات جرب في المدرسة التي تعمل بنظام دوامين صباحي (للبنانيين) ومسائي (للنازحين السوريين)، تعود فصولها إلى ما قبل عطلة عيد الفصح، إذ سجلت حالات بين تلامذة الدوام المسائي، حينها قام مدير المدرسة أنطوان سميا بإبلاغ من يعنيهم الامر في وزارتي التربية والصحة ومفوضية الأمم المتحدة المشرفة على تعليم التلامذة السوريين وعلى مخيم النازحين السوريين في عبرا، وجرى كشف صحي على المدرسة والتلامذة المصابين وطلب من ذويهم اتخاذ إجراءات وقائية علاجية خلال العطلة التي ستمتد إلى 12 يوماً تكون كافية للعلاج والقضاء على العدوى وضمان عدم تفشيها اكثر، لكنها انتقلت إلى تلامذة الدوام النهاري حيث ظهرت حالات مماثلة في صفوف تلامذة لبنانيون. وعلم أن مدرسة أصيبت بدورها دون أن تتنبه لذلك. ونقلت العدوى إلى أولادها الذين يتلقون تعليماً في مدرسة خاصة.
المدرسة التي يجمع كثيرون على "اكاديميتها" تضم أكثر من 700 تلميذ وتلميذة في الدوام المسائي، و300 تلميذ وتلميذة في الدوام الصباحي. مدير المدرسة رفض التحدث لوسائل الإعلام، "فهو بحاجة إلى إذن مسبق من مسؤوليه الإداريين، وهو ما أكده رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس.
وخلف أبواب موصدة، قام عمال التنظيفات وفرق صحية بتعقيم المدرسة، وشملت الإجراءات تنظيف المقاعد الدراسية والصفوف والجدران بمواد مطهرة، ورش الأدوية اللازمة، للقضاء على هذا الفيروس ومنع نقل العدوى لاحقاً.
في مجمع البنيان للنازحين السوريين في عبرا، رفض نازحون سوريون وصف ما سجل من حالات بمرض الجرب. وقالت سيدة ثلاثينية لـ"المدن" إن ما أصيب به تلامذة سوريون هو حساسية، جراء البرغش الذي تكاثر أخيراً بحكم موقع المجمع بين الأشجار. وأكدت أنه لو كان جرباً لانتشر المرض بين نازحي المجمع، وهو أمر لم يحصل.
وأشار رئيس بلدية عبرا ادغار مشنتف إلى معرفته بالأمر عن طريق الصدفة، وقال لـ"المدن": "علمنا بالأمر عندما سألنا تلميذاً عن سبب وجوده خارج المدرسة، فكان رده أن المدرسة مقفلة". واتصلنا بمدير المدرسة الأستاذ انطوان سميا وتبين ظهور بعض الحالات قبل عطلة عيد الفصح، وقد جرى الاتصل بالطبيبة المسؤولة عن المدرسة من قبل الأمم المتحدة ووزارة التربية وعاينت تلامذة، ونصحت الأهل بإعطاء أولادهم أدوية معينة وضرورة أخذها خلال العطلة". وينقل مشنتف عن سميا قوله إن "التلامذة الذين أخذ اهلهم الأمر على محمل الجد عولجوا، والبعض لم يتقبل الأمر معتبرين ذلك بمثابة إهانة لهم ولم يتجاوبوا مع العلاج. فتفاقمت الأمور، ومنذ ثلاثة أيام شعر المدير أن هذه الحالات بدأت تتفشى اكثر في صفوف الطلاب، وخصوصاً في دوام بعد الظهر وتقرر اقفال المدرسة".