صيدا تحاصر جزين أو العكس؟
في معلومات "المدن"، واستناداً إلى احصاءات محايدة ودقيقة أجريت أخيراً، تتقدم لائحة التيار الوطني الحر صيدا- جزين معاً، التي يتحالف فيها مع الجماعة الإسلامية، والرئيس الأسبق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري، على اللوائح المنافسة الأخرى. تليها لائحة التكامل والكرامة بقيادة تيار المستقبل، فلائحة لكل الناس، التي تضم تحالف أسامة سعد وإبراهيم عازار والمدعومة بقوة من الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله. لكن، الفارق لا يبدو شاسعاً، وهو قابل للتعديل والتغيير مع اقتراب موعد الاستحقاق، وتكثيف النشاط الانتخابي للمرشحين وخطبهم التحريضية، وعمل الماكينات الانتخابية.
في عروسة الشلال، تهدر "بلدوزر" العونيين. ماكينة انتخابية فاعلة وقوية ومنظمة باعتراف الخصوم، بينما لا يفصح مسؤولو الماكينة الانتخابية كثيراً عن عملهم، خصوصاً كيفية توزيع أصوات كتلتهم الناخبة "تفضيلياً" بين مرشحيهم. "هذه أسرار المهنة"، يقولون لـ"المدن".
جرعة حماسة وارتفاع معنويات لدى مناصري التيار في منطقة جزين، وفرتها طبيعة المعركة "حول قرار جزين". المرشحون المسيحيون الثلاثة هم "تيار أُح"، وعونيون أكثر من ميشال عون، بخلاف مناطق مسيحية أخرى تحالف فيها التيار مع مرشحين وقوى مسيحية بعضها على خلاف سياسي مع التيار. وما لم يقله الناشطون عن استراتيجية التيار، يكتشفه بسهولة زائرو المنطقة. إذ تم "اقفال قرى بأكملها في الولاء ومن أجل التصويت لمرشحي التيار". بالتالي، يتأكد ضمان حاصلين انتخابيين يوماً بعد يوم، والعمل جار على تمتين هذا الحاصل وتطويره. "التيار مرتاح على وضعه"، هكذا يبدو المشهد في جزين.
وإذا كان التيار سيضمن حاصلين انتخابيين ويفوز بمقعدين، ترى من المؤهل من اللائحتين الأخريين لتأمين حاصلين؟ استناداً إلى الإحصاء، فإن لائحة بهية الحريري مرشحة أكثر للحصول على حاصلين، رغم أن المستقبل يخوض انتخابات دائرة الجنوب الأولى من دون أي تحالفات مع قوى حزبية وسياسية وازنة وفاعلة في جزين، علماً أن الإحصاء يشير إلى أن لائحة "لكل الناس" تقدمت عما كانت عليه قبل شهر.
ويشير متابعون إلى ضرورة التنبه إلى أن 7 آلاف صوت شيعي، سيوفرها ثنائي حركة أمل- حزب الله للمرشح الماروني إبراهيم عازار، وفق مصادر في حركة أمل. وهي أصوات يمكنها تغيير المعادلة داخل لائحة لكل الناس، وقد يكون رقم عازار أعلى من الرقم الذي سيحصل عليه سعد، الذي يحرص حزب الله عليه أكثر من حرصه على عازار. وبالتأكيد ليس الحزب، الذي يبذل جهوداً بالغة في معركة سعد، بغافل عن مسألة كهذه. رغم إشارة الاحصاء إلى أن المعركة في جزين، وليست في صيدا، وأن الفائزين عن مقعديها السنيين هما بهية الحريري وأسامة سعد، "لكن الاحتياط يبقى واجباً".
أما خطاب النائب بهيه الحريري عن حصار تيارها وتعرضه للغدر، فأضافت إليه مؤججاً عصبوياً آخر. فأعادت التذكير بـ"أحداث السابع من أيار وتسلط حزب الهيمنة والتسلط". إذ قالت خلال لقاء مع أفراد الهيئة التعليمية في ثانوية رفيق الحريري: "أنتم بالتحديد يجب أن لا تنسوا السابع من أيار، عندما هددوا هذا الصرح بالإقفال الدائم، وتذكروا كيف طوقوا بيتي". أضاف: "ولا مرة طلبت منكم الانتخاب، بس هيدي المرة بدكم تنتخبوا بكثافة، كلهم ضدنا".
"بكائيات" الحريري وحديثها عن الحصار حقق بعض المراد. إذ حدَ من تسرب كان متوقعاً من مؤيدين للتيار باتجاه مرشحين صيداويين، كما حمس المترددين. كما أن تكثيف المستقبل من رفع صور قادته وأعلامه، رآه متابعون مؤشر لوصول مال انتخابي، خصوصاً أن المستقبل أعاد أخيراً تقديم مساعدات صحية وطبية واجتماعية كان أوقفها قبل سنوات. ولعل الحديث الأبرز يكمن في أن المستقبل سينقل على نفقته ناخبين صيداويين ينتشرون في دول عدة (لم يسجلوا أسماءهم للانتخاب في الخارج) من أجل التصويت للنائب بهية الحريري ولائحتها.