اللواء 313.. حزب الله ثانٍ في سوريا
هذه المعلومات، التي سبقها نشر بي بي سي الأسبوع الماضي معلومات عن إنشاء إيران قاعدة عسكرية ضخمة في الكسوة جنوبي دمشق على بعد 50 كيلومتراً من مرتفعات الجولان، أشارت إليها صحيفة يديعوت أحرونوت، التي نقلت شهادات من محافظة درعا تفيد أن الحرس الثوري يقوم بتجنيد أفراد من الأقليات، لاسيما من القرى الشيعية في المنطقة (مثل بصرى الحرير والشيخ مسكين). وهم مجهزون تجهيزاً جيداً، ويحصلون على زي عسكري ويدربهم ضباط من الحرس الثوري وعناصر من حزب الله في بلدة إزرع وبالقرب من الشيخ مسكين.
تهدف جهود الإيرانية للتجنيد في جنوب سوريا، وفق يديعوت، إلى التنافس مع الجيش السوري والروس. ويُقنع الإيرانيون الشباب المحليين بالانضمام إلى اللواء الجديد من خلال تقديم رواتب أعلى من المتوسط (نحو 200 دولار شهرياً). وينضم الشباب إلى اللواء حالياً للتهرب من الخدمة العسكرية في جيش النظام.
وهناك طريقة أخرى لإغراء السكان المحليين الشباب بالانضمام إلى اللواء، وفق الصحيفة، وهي تزويدهم بالوثائق والشهادات مع رمز الحرس الثوري. ما يسمح لهم بالمرور عبر الحواجز ونقاط تفتيش الجيش السوري، حيث يتم ابتزاز سائقي السيارات وتهديدهم. وقد ترك حتى الآن 200 شاب منظمات تدعم النظام السوري للالتحاق باللواء الجديد.
وقد بدا، في العام 2015، كأنه نهاية المشروع الإيراني في جنوب سوريا، وفق الصحيفة، بعدما فشلت محاولات حزب الله في خلق جبهة ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان، التي بدأت في كانون الثاني من العام نفسه باغتيال جهاد مغنية، الذي كان مسؤولاً عن تشكيل حزب الله ضد إسرائيل في الجولان وانتهت في كانون الأول باغتيال سمير القنطار، الذي حاول تجنيد الدروز في السويداء للالتحاق بالحزب.
لكن، إيران استغلت التدخل الروسي في العامين الماضيين. ما أدى إلى تغيير في الحرب الأهلية في سوريا، لمصلحتها. لذلك، فإن التكوين الحالي للواء 313 هو في الأساس المرحلة الثانية بعد إنشاء ما يشير إليه السوريون بأنه "مثلث الموت" الشيعي، الذي يقع بين جنوب دمشق والقنيطرة ودرعا. وتقدر الصحيفة عدد مقاتلي حزب الله فيه بـ500 عنصر.
وترى يديعوت أن التغير الديموغرافي الدراماتيكي يعطي النظام السوري وإيران قاعدة حكم أقوى في سوريا اليوم. فإيران بات لديها اليوم أربع قواعد عسكرية في سوريا: واحدة في الجنوب، والقاعدة الرئيسية في مطار دمشق. وفي منطقة السيدة زينب في ضواحي دمشق؛ وفي الشمال، في جبل عزان بالقرب من حلب. أما حزب الله فيملك أربع قواعد على طول الحدود مع لبنان: في القصير وفي الزبداني وفي جبال القلمون وجنوب سرغايا.
وبصرف النظر عن هذه القواعد العسكرية، تحاول إيران الآن التوصل إلى اتفاق مع روسيا لفتح قاعدة بحرية في شمال غرب سوريا وبناء قواعد جوية في مناطق أخرى من البلاد. لذلك، تعتبر يديعوت أن القواعد الإيرانية في دمشق، التي تقع على بعد 70 كيلومتراً فقط من مرتفعات الجولان، يمكن أن تشكل تهديداً خطيراً لأمن إسرائيل في المستقبل القريب. لكن اللواء 313، الذي يتشكل حالياً على بعد 30 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية، هو خطر قريب ووشيك.
التدخل اﻹيراني في درعا
وكانت "المدن" سباقة في نشر تفاصيل عن "اللواء 313 والتدخل اﻹيراني في درعا"، ومركزه في مدينة إزرع، الخاضعة لسيطرة النظام. واعتماد حزب الله على أبناء المنطقة في تجنيد الشباب، وضمهم إلى صفوفه. في حين كانت أبرز المهام التي أوكلت في البداية إلى اللواء 313، هي اعتقال كل من تربطه صلة قربى بأعضاء الجيش الحر، واحتجازهم في مراكز معدة مسبقاً لهذا الغرض.