الإيرانيون يرفضون الانجرار إلى الحرب مع إسرائيل

المدن - ميديا
السبت   2024/10/05
علي خامنئي (غيتي)
أظهر استقصاء لآراء الشارع الإيراني، عبر لقاءات مباشرة ومنصات التواصل الاجتماعي، تنامي قلق المواطنين من إمكانية اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران مع تنامي التوترات الإقليمية مؤخراً.

وفي مقابلات هاتفية مع صحيفة "نيويورك تايمز" كشف أكثر من 12 إيرانياً في مدن مختلفة، رجالاً ونساء من مختلف الانتماءات السياسية، أنهم لا يريدون ولا يدعمون حرباً في مواجهة إسرائيل أو الولايات المتحدة. وأضاف المتحدثون أنهم يعانون بالفعل بسبب الوضع الاقتصادي السيئ للبلاد، والعقوبات الأميركية، والفساد والقمع، معتبرين أن الدخول في حرب من شأنه أن يفاقم هذه المصاعب ويغرق إيران في مزيد من الفوضى.

وقالت مهدية، وهي مهندسة تبلغ من العمر 41 عاماً في طهران: "لا أعرف أحداً مستعداً لحرب محتملة. نحن مصدومون، دعونا نعيش حياتنا الطبيعية. نحن لسنا على استعداد أو نريد الدخول في حقبة حرب". وطلبت السيدة الإيرانية، عدم نشر اسمها الأخير خوفاً من الانتقام. وكشفت أنها أعدت مع زوجها "حقيبة طوارئ" تحتوي على وثائقهما، في حالة اضطرارهما لمغادرة طهران.

وفي مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت رسالة شاركها العديد من الإيرانيين تقول: "لا للحرب"، و"أي ملاجئ ستستخدمونها لحماية الشعب؟ كيف ستصلحون البنية التحتية المتضررة؟ ولا خير في الحرب، ولا تدمروا إيران".

والإثنين، أطلقت إيران 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل "رداً" على اغتيال إسرائيل لحليفها الإقليمي الأبرز، الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، ومقتل جنرال إيراني كبير في بيروت، والقائد السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران. وفي نيسان/أبريل، نفذت إيران هجوماً صاروخياً مماثلاً على إسرائيل رداً على قصف قنصليتها في دمشق.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن بلاده لا تسعى للحرب، مضيفاً: "لا يوجد منتصرون في الحرب، نحن نعرف هذا"، قبل أن يحذر من أن طهران سترد بـ"قوة أكبر إذا ارتكبت إسرائيل أقل خطأ". وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في بيان، أن طهران وواشنطن تبادلتا رسائل من خلال وسيطهما الرسمي في العاصمة الإيرانية، في أعقاب الهجوم على إسرائيل.

لكن رغم التصريحات الرسمية الحادة، بدأ بعض مؤيدي النظام الذين سبق أن دعموا الهجمات على إسرائيل، يدركون مخاطر حرب شاملة، وأصبحوا يتحدثون عن مخاوف بشأن آثارها المدمرة على البنية التحتية للبلاد واقتصادها.

وقال عالم الاجتماع البارز المقرب من التيار الإصلاحي في إيران، حميد رضا جلائي بور، في نقاش عبر تطبيق "كلوب هاوس": "كان علينا أن نصفع إسرائيل على وجهها، وإلا فإنها ستستمر في التقدم. إذا كانت هناك حرب، فستكون مفروضة علينا". وتوقع أنه في حالة نشوب حرب "ستتوحد غالبية الإيرانيين خلف العلم للدفاع عن بلادهم بقوة، وسيضعون الخلافات جانباً".

لكن الاستياء من الحكومة عميق، وفي موجات الاحتجاجات التي شهدتها إيران، خصوصاً تلك التي خرجت بعد مقتل الشابة مهسا أميني إثر احتجازها من قبل شرطة الأخلاق، دعا المتظاهرون إلى إسقاط النظام الحاكم.