نازحو غزة يواجهون شتاء ثانياً بلا مأوى

المدن - ميديا
الخميس   2024/10/24
أمام خارج مخبز في خان يونس جنوبي قطاع غزة (Getty)
بعد لهيب الصيف، يخشى النازحون في قطاع غزة من شتاء قاس ثانٍ بعدما تركتهم الحرب في العراء أو في خيم متهالكة لا يجدون ما يحتمون به، بلا ماء ولا طعام ولا ملابس تقيهم البرد مع انخفاض درجات الحرارة.

وقال صلاح أبو الجبين (32 عاماً): "لم نتوقع أن يأتي الشتاء ونحن مازلنا نعيش في خيام وأن تستمر الحرب كل هذه المدة". وأضاف الرجل الذي نزح إلى النصيرات وسط القطاع: "نحتاج إلى أغطية وملابس تقينا من البرد الشديد. حاولت أن أجد مركز إيواء لأن البرد قد يكون أقل وطأة هناك، لكن المدرسة ممتلئة".

ومن بين الاحتياجات التي يسعى جاهداً لتوفيرها قبل حلول الشتاء "غطاء للخيمة لأنها اهترأت بفعل شمس الصيف" الحارقة، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وفي دير البلح وسط قطاع غزة، نصب أحمد الرز خيمته على شاطئ البحر. وقال الرجل البالغ من العمر 42 عاماً: "عندما نزحت لم يكن هناك متسع بمنطقة دير البلح فنصبت خيمتي على الشاطئ. خيمتي عبارة عن قماش وأكياس طحين حكتها مع بعضها".

وأشار الرز إلى أن "البرد قارس جداً لا نحتمله ولا نعرف النوم لأننا على البحر مباشرة ولا توجد أغطية تكفي لتدفئتنا". ومثل أبو الجبين، حاول الرز الذي لديه ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة إيجاد مأوى يتسع له وعائلته لكن بلا جدوى.

ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة خلال أكثر من عام من الحرب، مرة واحدة على الأقل وكثير منهم مرات عديدة بحسب الأمم المتحدة. وقال الرز: "لا يوجد طعام ولا شراب، وإن وجد فكل شيء سعره مرتفع، نحن على مقربة من المجاعة".

ورصد مراسل "فرانس برس"، الأربعاء، عشرات الأشخاص يصطفون خارج مخبز في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة ويتدافعون للحصول على حصتهم من الخبز، إن استطاعوا، فيما يشكو قطاع غزة من تعطيل دخول قوافل المساعدات الإنسانية من المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل. والاحتياجات الأساسية إما مفقودة أو تباعد بأسعار بعيدة عن متناول معظمهم.

إلى ذلك، أفادت إسراء القرمان (30 عاماً) التي نزحت من بيت حانون في شمال القطاع إلى خان يونس جنوباً، بأنها "غير قادرة على التعود" على الوضع. وأضافت: "رغم البرد الشديد، مازلت أنا وأولادي نرتدي ملابس صيفية. أقوم بلف طفلي الصغير وعمره ستة أشهر ببطانية بالليل لأن البرد قاس جداً ليلاً"، وتخشى الأم لخمسة أطفال أكبرهم يبلغ 15 عاماً أن يصابوا "بالمرض لعدم توافر الأغطية".

وأعربت "منظمة الصحة العالمية" عن خشيتها من عواقب الطقس البارد على الوضع المزري أصلاً في مخيمات النازحين. وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن: "إن عدم توفر المياه وسوء وضع الصرف الصحي والنظافة العامة إلى جانب الاكتظاظ في الملاجئ ومواقع النزوح هي عوامل رئيسية مسببة للأمراض المعدية". وأضاف بيبركورن: "من المرجح أن تتدهور هذه الظروف أكثر خلال فصل الشتاء وأن تستمر حالات الإصابة بهذه الأمراض في الارتفاع"، فيما تمنت القرمان أن "تقف الحرب قبل دخول الشتاء وهطول الأمطار الغزيرة".