تهاني عادت من اغترابها...لتضع مولودتها في لبنان

المدن - ميديا
الإثنين   2024/10/14
دمار بيروت (غيتي)
كانت اللبنانية تهاني ياسين في الأشهر الثلاثة الأخيرة من حملها عندما اختارت العودة إلى مسقط رأسها في بيروت لتلد طفلتها. ورغم أنها كانت تعيش في غينيا الاستوائية مع زوجها وأطفالها الثلاثة، فإن ثقتها في نظام الرعاية الصحية في لبنان كانت أكبر.

لكن بعد أيام قليلة من وصولها إلى بيروت، بدأت ياسين تشعر بالندم على قرارها، حيث كثفت إسرائيل حملتها العسكرية في لبنان، مستهدفة معاقل جماعة "حزب الله" في الجنوب وسهل البقاع في الشرق والضاحية الجنوبية لبيروت، بالقرب من منزلها، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

ورغم أن منطقتها لم تتعرض لقصف مباشر، فإن الضربات كانت قريبة من ياسين على نحو يثير الأعصاب، كما بدأت تشعر بالخوف بسبب صوت الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تخترق حاجز الصوت وتحلق على ارتفاع منخفض.

وبسبب حرصها على سلامة طفلتها التي لم تكن قد ولدت بعد، انتقلت ياسين (36 عاماً) إلى شقة بالقرب من المستشفى الذي كان من المقرر أن تضع فيه مولودتها. وقالت بعد ساعات من الولادة في مستشفى "طراد" وسط بيروت، في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري: "أخبرني أطبائي بأنني في مرحلة متقدمة للغاية من حملي ولا أستطيع السفر. لم يكن أمامي خيار سوى البقاء والولادة هنا".

وبينما كانت مستلقية على سريرها في المستشفى بجانب طفلتها المولودة حديثا، أبدت ياسين ارتياحها لأنها وطفلتها بصحة جيدة، وهي تجربة مختلفة للغاية بالنسبة لعدد كبير من الأمهات الحوامل في ظل الصراع المتصاعد في لبنان.

وعلق الدكتور نيكولا بعقليني، أخصائي أمراض النساء والتوليد في بيروت، أنه لاحظ زيادة في حالات الولادة المبكرة ووفيات الأجنة منذ بدء الأعمال القتالية العام الماضي. وأضاف بعقليني (61 عاماً)، الذي يملك عيادة خاصة ويعمل أيضاً في مستشفيات عديدة في بيروت: "عدد وفيات الأجنة الذين ماتوا في أرحام أمهاتهم زاد أكثر، وهو أمر صادم".

وأكمل بعقليني: "هناك كثير من التشوهات، وما يثير الدهشة هو أن العديد من زملائي لاحظوا الشيء ذاته. عندما تكون هناك حالتا وفاة لجنينين داخل الرحم في عام واحد، ثم فجأة يرتفع الرقم إلى حوالي 15 في غضون شهرين، فهذا يشير إلى أن هناك خطأ ما".