أعلام المثليين تشعل فاريا..والأهالي يجبرون رئيس البلدية على إزالتها

المدن - ميديا
الجمعة   2023/07/28
إزالة أعلام قوس القزح بالكامل من فاريا قبل انطلاق المهرجان (تويتر)
أجبر سكان بلدة فاريا في جبل لبنان، بلديتها ومهرجان "سوق الاكل" بإزالة أعلام المثليين التي تزينت بها البلدة، "التزاماً بتعاليم الكنيسة"، وهددوا بمنع المهرجان من أن يُقام في حال بقيت الزينة.
وتقيم البلدية بالتعاون مع سوق الاكل، مهرجاناً في فاريا بدأ الخميس، ويستمر حتى يوم الاحد المقبل. واستبقت البلدية المهرجان بتثبيت الشوارع الرئيسية التي تستضيفه، وكان لافتاً انتشار أعلام "قوس القزح"، وهي أعلام المثليين، حيث ظهرت على كامل نطاق الشارع كمظلة كبيرة. 

وأثار انتشار الزينة استياء واسعاً اتخذ التعبير عنه جانبين، أولهما في مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشرت فيديوهات تدين رئيس البلدية ميشال سلامة، وتتهمه بالانصياع لرغبات فئات تفرض على البلدة المحافظة هذا الشكل من الترويج للمثليين.. فيما تجمهر الناس في الميادين وعبروا عن سخطهم من انتشار تلك الاعلام في البلدة. 

وأبلغ السكان سلامة أن البلدة "محافظة" و"تلتزم بتعاليم الكنيسة"، و"ترفض هذا الشكل من الترويج" لما أسموه "الشذوذ الجنسي" و"الممارسات غير الاخلاقية"، حسبما قالت مصادر في البلدة لـ"المدن". 

وقالت المصادر: "كان رئيس البلدية موافقاً على هذا الشكل من الترويج بمجرد أنه لم يعترض وسمح برفع الاعلام.. نحن لا نسمح بذلك.. لدينا أطفال وعائلات ونرفض تطبيع ما هو محرّم لدينا"، لافتة الى ان الناس تجمهرت وبدأت بتحطيم الزينة وازالتها بالقوة والتهديد بمنع المهرجان بالكامل. 

وقالت المصادر إن حجم الاعتراض "بلغ ذروته عندما تم تخيير رئيس البلدية بين منع إقامة المهرجان بالكامل، أو إزالة الاعلام كي يسمحوا له بمتابعته، ما أجبره على ازالة الزينة بالكامل". ولا يزال السكان يحمّلون رئيس البلدية مسؤولية ما يجري، ويقولون إنهم غير مقتنعين بما قاله عن أن الزينة تحمل شعار "الوجوه الضاحكة" وليست أعلاماً للمثليين، ولو أنها تتقاطع معها بالالوان. 

وأزالت البلدية، تحت الضغط، الزينة بالكامل، مما ساعد في البدء بالمهرجان، فيما احتفل بعض السكان والمتحدرين من البلدة بـ"الانتصار على المخططات الشيطانية"، حسبما ورد في تعليق لناشط في مواقع التواصل الاجتماعي.

ولا تزال قضية المثليين مثار جدل في لبنان، وتتداخل فيها المعايير الدينية والاجتماعية، مع أن لبنان يعتبر من أكثر بلدان المنطقة التي توفر مساحة للمثليين بالتعبير عن أنفسهم اعلامياً، وذلك تحت اطار "الحريات الفردية". 

لكن ذلك لا يمنع تصادماً بين المثليين وفئات اجتماعية أو مؤسسات دينية تحد من نشاطاتهم، لا سيما الاحزاب التقليدية والمؤسسات الدينية التي تعتبر أن الترويج للمثليين أو إتاحة الفضاء العام لهم، من شأنه أن يطبّع الظاهرة ويؤثر على مسارات اجتماعية رافضة للمثليين، وتتناقض مع التعاليم الدينية والثقافة الاجتماعية والتقاليد اللبنانية.