النظام يطلب من المتطوعين تصريحاً أمنياً لمساعدة ضحايا الزلزال
وإلى عجزها عن تقديم المساعدة للمتضررين على النحو المطلوب، واكتفائها بتوجيه المناشدات، بدأت حكومة النظام السوري بوضع عوائق أمام العمل الإنساني والتطوعي بعد دعوات وجهها مدنيون سوريون لتنظيم الجهود الإغاثية في اللاذقية وجبلة وحماة وحلب.
وقال ناشطون أنهم جمعوا مواد غذائية وملابس للمتضررين من الزلزال في الساحل السوري، لكن السلطات منعتهم من توزيع تلك المساعدات مباشرة، وطلبت منهم أولاً الحصول على تصريح أمني، وتسليم تلك المساعدات إلى مبنى المحافظة، ثانياً، فيما عبّر العشرات عن خوفهم من أن تلك الطلبات ستنتهي باختفاء المساعدات وربما بيعها على غرار المساعدات الأممية.
وقال معين علي، أحد منظمي الجهود الإغاثية في مدينة اللاذقية، في بث مباشر عبر "فايسبوك": "بأنو منطق. بتروح أنت على المشفى لتوصل مساعدات للأطفال والناس. على أي أساس ممنوع تفوت المساعدة؟. وحصراً لازم تروح على مبنى المحافظة"، وانتقد تلك الإجراءات بشدة مضيفاً باللهجة العامية: "ليش لروح على مبنى المحافظة؟. ليش لحتى سلّم غيري أمانات محطوطة برقبتي؟. مين أنت لحتى سلّمك؟. عالم ميتة من البرد في أطفال بدها تلبس بدها أكل.. على أي أساس بتطلب تصريح أمني لحتى وصلّن ياهن؟".
وتداولت صفحات محلية مقطع فيديو لإحدى الناشطات قالت فيه إن المساعدات التي وصلت لمناطق سيطرة النظام السوري بملايين الدولارات خلال الأيام الماضية لم تصل إلى المتضررين من الزلزال المدمّر. وأشارت الناشطة إلى أن مئات آلاف طلبات الإغاثة مازالت تصلها رغم مرور 3 أيام على وقوع الكارثة ووصول مساعدات بملايين الدولارات إلى سوريا، من متبرعين أفراد.
وبحسب صورة لرسالة متداولة وصلت إلى بريد إحدى الصفحات المحلية، مدينة جبلة بريف اللاذقية شهدت وصول الهلال الأحمر وفرق الإغاثة إلى الملعب في المدينة، حيث تم توزيع المعونات والمساعدات واللحف والمياه المعدنية والفيتامينات على الأشخاص الموجودين في الملعب. لكن بعد مغادرة الهلال الأحمر، تم تصوير الأهالي وبجانبهم المساعدات وسحبها بعد التصوير إلى سيارات، ثم وُزّعت بطانيات مستهلكة وربطة خبز لكل عائلة، وعندما حاول أحد الأهالي فتح بث مباشر تمت مصادرة جهازه على الفور.
ووجهت صفحة "أخبار اللاذقية" مناشدة طالبت فيها أي شخص يريد التبرع أن يوصل التبرعات شخصياً وبيده لمن يستحقها. وأضافت أنها تتمنى لو يقوم الفنانون ورجال الأعمال بالتبرع بمبالغ كبيرة وبإشراف شخصي، فيما حذر الممثل أيمن رضا الأشخاص من بيع المعونات التي تقدّم للناس المتضررة من الزلزال، وقال في منشور مقتضب في "إنستغرام": "يا شباب اي واحد عم يبيع من المعونات بمعيتكن شكلسوه".
وتتواصل المناشدات التي أطلقتها صفحات محلية موالية في حلب للمطالبة بمد يد العون للعائلات التي اضطرت لمغادرة منازلها المدمّرة أو المتصدّعة. ونشرت شبكة "أخبار حلب A.N.N" العديد من المناشدات التي وصلتها من الأهالي حول وجود عشرات الأسر في مساجد نفيسة وميسلون والطباخ بحاجة إلى مواد غذائية وحرامات وإسفنجات للنوم عليها.
وهاجمت الصفحة الحكومة السورية بالقول: "الجوامع مليانة الساحات مليانة وين المساعدات يا حكومة مراكز الإيواء ما فيها شي.. العالم عم تشتري حرامات واكل وتوزع للمنكوبين".
وكشفت مصادر إعلامية موالية عن تعفيش سيارة محملة بالمساعدات المخصصة للمتضررين من الزلزال في محافظة حلب. ونشر الصحافي المقرب من النظام صهيب المصري، مساء الأربعاء، صورة لسيارة قال إنها من المفترض أنها وصلت إلى ملعب الحمدانية في محافظة حلب، وذكر أنها مخصصة للسكان المتضررين من الزلزال وممن يفترشون الأرض في الملعب، لافتاً إلى سرقة المساعدات المخصصة من دون إشارته إلى المتهمين بهذه العملية بشكل صريح.
وأضاف الصحافي العامل في وسائل إعلام إيرانية، أن السيارة اختفت بشكل مفاجئ، ما دفع إلى طرح تساؤلات حول مصير الاسفنجات المسروقة، ولمن تم توزيعها؟، وأضاف: "أين المواد الاغاثية والمعونات والحرامات؟ واللجان الإغاثية ماذا تعمل!؟"، فيما اتهم موالون في التعليقات "ضعاف النفوس" بسرقة الشاحنة.
واعتبر مجلس محافظة حلب بأن نشر هذه المعلومات يأتي ضمن "منشورات تثير الفوضى والبلبلة حول الكارثة التي ألمت بحلب"، وقال أن "اللجنة الإغاثية بالتنسيق مع جميع الجهات الحكومية والأهلية تصل الليل بالنهار لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى جميع المراكز المعتمدة".