"ملعب بيليه" في دمشق.. مرآب مدافع وراجمات صواريخ
أثار مقترح اتحاد كرة القدم في سوريا بتسمية "ملعب العباسيين" في العاصمة دمشق باسم "ملعب بيليه"، سخرية واسعة، ليس فقط لأن واقع الرياضة في سوريا الأسد مزرٍ ومتردٍّ، بل لأن الملعب نفسه تحول إلى أنقاض في السنوات الأخيرة بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية.
ونقلت وسائل إعلام سورية موالية عن رئيس اتحاد كرة القدم، صلاح رمضان، أنه قدم مقترحاً للاتحاد الرياضي العام لتسمية "ملعب العباسيين" باسم النجم البرازيلي الراحل بيليه، وقال أن المقترح هو "استجابة لطلب سابق من الاتحاد الدولي لكرة القدم"، في إشارة إلى طلب رئيس الاتحاد الدولي للعبة جياني انفانتينو من الدول الأعضاء في "فيفا" أن يقوم كل منها بتسمية ملعب فيها باسم النجم البرازيلي الراحل، تكريماً له على مسيرته الخالدة في كرة القدم، إثر وفاته أواخر العام الماضي.
ويعد "ملعب العباسيين" في دمشق ثاني أهم ملعب في سوريا بعد "استاد حلب الدولي"، كما أنه من أقدم الملاعب الرياضية في سوريا، حيث بُني العام 1957 وكان يتسع لعشرة آلاف متفرج، وتم تحديثه مرتين الأولى قبل استضافة دورة الألعاب العربية في العام 1976، فأصبح يتسع إلى 40 ألف متفرج، والثانية بعد تجهيزه بالمقاعد في العام 2011 ليتسع لـ30 ألف متفرج.
ويحمل الملعب اسم "العباسيين" منذ افتتحه الرئيس الراحل حافظ الأسد العام 1977 إثر ترميمه، لكنه تحول إلى مرآب للآليات العسكرية والمدافع وراجمات الصواريخ بعد العام 2011، ما أثار سخرية واسعة، حيث نشر السوريون صورة للملعب الذي تحول إلى أنقاض، وقالوا أن الاتحاد السوري على ما يبدو يشجع ماردونا، في إشارة للمنافسة التاريخية بين اللاعبين البرازيلي والأرجنتيني حول لقب أفضل لاعب في العالم، بينما قال آخرون أن ذلك يشكل عقوبة لبيليه في قبره.
وكان رئيس الاتحاد السابق اللواء موفق جمعة صرّح العام 2018 بأن "ملعب العباسيين" سيهدم وينقل إلى خارج المدينة لأنه "أصبح يشكل عبئاً على المنطقة السكانية في العباسيين، ولا يلبي حجم الجماهير من حيث العدد"، وفي أيار/مايو الماضي، أكد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم أيمن أحمد، أن فكرة هدم الملعب أو نقله لم تمُت وما زالت موجودة وقيد الدراسة، فيما يقدّر مسؤولو اتحاد كرة القدم أن تكلفة إعادة ترميم الملعب تتجاوز حالياً 10 مليارات ليرة سورية.