ملكة جمال لبنان لـ"المدن":أنا متكاملة شكلاً ومضموناً
الترحيب الواسع الذي لاقته ملكة جمال لبنان للعام 2022، ياسمينا زيتون، بعد فوزها باللقب، يعود في جزئه الأول الى أن الملكة جميلة، ومثقفة، وواثقة في نفسها، وتستطيع أن تخاطب العالم بلغة اللبنانيين اليوم، لغة الفرح والأمل.. أما الجزء الثاني، فيعود بشكل أساسي الى أن تنظيم قناة "ال بي سي" الحدث بالشراكة مع وزارة السياحة، أعاد الأمل الى اللبنانيين بأن بلدهم حيّ رغم الأزمات، وذلك بعد انقطاع دام ثلاث سنوات...
زيتون، خريجة الصحافة، تتمتع بشخصية قوية، كما بثقة عالية في النفس. ساهمت هذه الميزة الى حد كبير في تجاوزها التوتر والخوف ورهبة الكاميرا أمام الحاضرين والمشاهدين. ظهرت هذه الميزة في مخاطبتها للجمهور رداً على سؤالين، وفي مرحلة من مراحل المسابقة "تحكمتُ في نفسي وقلت بأنه لا بد أن أقوم بكل ما هو مطلوب مني على أكمل وجه، ولن أسمح للتوتر بالتغلّب عليّ"، كما تقول لـ"المدن"، ولذلك "لم أشعر بالضغط النفسي على الإطلاق، بل كنت أشعر بأن شيئاً جميلاً سيحصل". ربما اللحظات الأخيرة التي سبقت اعلان النتيجة كانت هي الضاغطة أكثر من غيرها.
|
إجابات ذكية
لا تتردد زيتون في التأكيد بأنه لو أعيدت المسابقة مجدداً، فإن إجاباتها ستكون هي نفسها. تقول: "أنا راضية عن اجاباتي تماماً لأنها هي التي تقف وراء فوزي. أذواق الناس مختلفة، وهم لا يرون جميعاً بأنني كنت الأجمل بين الفتيات المشاركات، لذلك أنا أعتبر أن إجاباتي، وليس شكلي، هي التي أهّلتني للفوز بلقب ملكة جمال لبنان". ورغم الاعتراف باختلاف أذواق المشاهدين، تقول زيتون بلهجة واثقة: "أنا متكاملة شكلاً ومضموناً".
الانتقادات التي وجهت إليها، لا تعكر فرحتها، ولا تعيقها عن الالتزام بمهمة ثقافية وسياحية، تتكامل الى حد بعيد مع برنامج وزارة السياحة وآمال اللبنانيين في تغيير وانتقال من الإحباط الى الأمل. تقول زيتون: "كنت تهيّأتُ نفسياً قبل المشاركة في المسابقة، وقلت أني، في حال فزت، فلن أتوقف عند أي انتقادات سلبية يمكن أن تطاولني، لأن ما أنجزه سيكون أقوى من أي كلام يمكن أن يقال عني". وتضيف: "لم يزعجني أي نقد على الإطلاق. لقد وضعت نصب عينيّ هدفاً، وسأبذل كل جهد لتحقيقه، وسأركز خلال الفترة المقبلة على التخطيط لمشاركتي في مسابقة ملكة جمال الكون". وتؤكد زيتون: "أشعر بأني أستحق كل ما حققته، ولو لم يكن الأمر كذلك لما كنت وصلت إلى ما أنا عليه اليوم".
إعلام وتمثيل.. وديما صادق
عادة ما تختار ملكات الجمال مجالات تبقيهن تحت الأضواء، كالغناء أو التمثيل، عند التوجه إلى حياة ما بعد اللقب، لكن زيتون تؤكد أنها لن تصبح مغنية، "أما العمل في مجال التمثيل، فلم أفكر فيه حتى الآن، لكني أشعر أنني أحب الصحافة والإعلام أكثر".
في ذلك، تحاول زيتون التمايز عمّن سبقنها، وتستفيد من تحصيلها الجامعي في مهنة الصحافة التي تستطيع من خلالها التغيير، وتكوين رأي عام حول إصلاح لبنان والترويج له، كما تقول. لا تنفي أن التمثيل "أصبح الهدف الأول عند الجميع، حتى أن أحد المتابعين علق على حسابي في إنستغرام بالقول إن ياسمينا زيتون بطلة الجزء المقبل من (مسلسل) الهيبة".. وتستدرك: "لكني لا أفكر حتى الآن بخوض تجربة مماثلة".
وتشيد زيتون بالملكتين السابقتين، نادين نجيم وفاليري أبو شقرا، وبالممثلة دانييلا رحمة التي تحمل لقب ملكة جمال لبنان المغتربين، اللواتي اقتحمن مجال التمثيل، وتضيف: "عدا عن كونهن جميلات، فإنهن بارعات كممثلات أيضاً".
زيتون، الإعلامية، لا تخفى تأثرها بالإعلامية ديما صادق، إذ تؤكد أنها "معجبة بها عندما تطل على التلفزيون"، ولكون صادق "لا تتأثر ابداً وتتميز بشخصية قوية". وسبق أن أجرت زيتون حوارات عبر السوشيال ميديا مع فنانين وعارضات أزياء وشخصيات سياسية وإعلامية معروفة في مواقع التواصل الاجتماعي، كالعارضة أنجي كيوان والنائبة بولا يعقوبيان وشاكر خزعل وأمل الشغري وأمير سعود ولنا داوود... "جميعهم رأوا فيّ إعلامية ناجحة، وهم قدموا ليَ الدعم والتشجيع بعد فوزي باللقب".
تدخلات ومليون دولار
وتردّ زيتون على من اعتبر الوصيفة الأولى، مايا أبو الحسن، الأحق باللقب، بأن الآراء كانت كثيرة ومختلفة، وتضيف: "تربطني علاقة جيدة بمايا أبو الحسن وكلانا كنا نحلم بتجربة مماثلة وخططنا لها، وأمضينا معاً الكثير من الأوقات الطيبة، ليس خلال التحضير للمسابقة فحسب، بل حتى أننا كنا نتبادل الزيارات، ولو أنها فازت باللقب فلن يتغيّر شيء بالنسبة إلي، وهي أيضاً سعيدة جداً لفوزي. شعورنا كان متبادلاً، ولا يمكن أن تزعل إحدانا لفوز الأخرى".
في المقابل علقت زيتون على إنسحاب ملكة جمال العالم من لجنة التحكيم، خصوصاً أنه أثار الكثير من البلبلة، وفسرته كل جهة على طريقتها. وأوضحت زيتون إن ملكة جمال العالم "كانت متعبة وشعرت بصعوبة في التنفس وأنا لاحظت ذلك شخصياً، ولذلك قررت الانسحاب". أما بالنسبة لمن تحدثوا عن وساطات أوصلتها إلى اللقب، فتقول زيتون: "أثير حولي الكثير من الشائعات، وقيل أن وساطات تدخلت لمصلحتي، لكن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق. ومع ذلك، لم أنزعج من أي شائعة ولم أهتم لأي سلبية تطاولني. البعض تحدث عن وساطات، وآخرون قالوا أن شخصاً دفع مليون دولار مقابل فوزي باللقب، لكني أنفيها جميعاً نفياً قاطعاً. حتى أن والدي سخر من هذا الكلام وقال لي: "أين المليون دولار؟!".
وتعيش زيتون حالياً فرحة الفوز، وهي لم تصدق حتى الآن أنها فازت باللقب، لكنها صارت أكثر حرصاً على تصرفاتها. وحول ما إذا كان اللقب بدأ يفقدها عفويتها، ترد: "اللقب مسؤولية كبيرة لأنني أمثل لبنان من خلاله. هو أعطاني كل شيء، ومنحني مزيداً من الثقة لأني بدأت أحقق كل ما كنت أحلم به".
|