ناشط معارض يدعو لاغتصاب فتاة سورية.. تشبيح باسم الثورة!
دعوة الجيلاني (24 عاماً) المروعة جاءت عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك"، في منشور حذف لاحقاً بسبب التبليغات الكثيرة التي اعترضت على المنشور ورأت فيه تحريضاَ على العنف، لكن الناشط الكردي مسعود عكو، قام بتصوير المنشور وإطلاق حملة منظمة ضد الجيلاني، ما جعل المشهد يتحول إلى حرب افتراضية بين جبهات مختلفة، تمثل بطريقة أو بأخرى كافة التعقيد في المشهد السوري اليوم.
واختلفت الآراء في تبريرها للمنشور أو استهجانها له، حسب الموقف السياسي للمعلق، لتغيب القصة الأساسية المتعلقة بحقوق المرأة والعنف اللفظي والتحريض على العنف، سواء كان مقصوداً أو غير مقصود، وبرز واضحاً مقدار الخلاف الكردي - العربي بين المعارضين، مع تحريك ناشطين أكراد للاتهامات وقيادتهم الحملة، على خلفية اتهامهم للجيلاني بالانتماء لجماعات معارضة مدعومة من تركيا، حسب رأيهم، وبالعكس كان المبررون هم من العرب الذين يؤيدون قوات معارضة مدعومة من تركيا في الشمال السوري، والذين قاموا بالعودة إلى تاريخ المنتقدين مثل تصريحات سابقة لعكو دعا فيها إلى تقسيم سوريا.
ورفض الجيلاني الاعتذار عن المنشور، بل أصر عليه وقدم تبريرات كثيرة، مثل أن الانفعال اللغوي لدرجة استخدام مفردات جنسية عنيفة، مبرر بسبب الاحتقان الداخلي من جرائم النظام بما في ذلك مجزرة الكيماوي في خان شيخون، وبالتالي الحقد على كل من يوالي النظام ويرفع شعاراته، لكن ذلك المستوى من الحقد لن يساهم في الوصول إلى مستقبل أفضل لسوريا بعد انتهاء الحرب، خاصة مع الطروحات الدولية التي باتت لا ترفض كلية بقاء الأسد في السلطة، ولو على مناطق محددة بتقسيم فيدرالي مثلاً.
اللافت هنا أن الجيلاني وخلال حواره مع أشخاص في غازي عينتاب ضمن التعليقات الواردة على منشوره، لم يكن يستخدم لغة من السباب أو الشتائم كما بات يبرر لاحقاً، بل كان الحديث يجري حول الوصول للفتاة وعنوانها والتفاصيل اللازمة لاغتصابها و"تأديبها"!
والحال أن منشور الجيلاني، فتح مجالاً أمام الإعلام الموالي للنظام، من صفحات ومواقع إلكترونية، إلى الاستفادة من الموقف، بنشر مواد تهاجم الثورة السورية بالمطلق إن كان أحد أبرز شخصياتها، والذي يحظى بتكريم دولي من جهات مرموقة، يتصرف بهذا المستوى الأخلاقي. بينما غابت المواقع السورية المعارضة عن تغطية الموضوع بالكامل، إما بسبب حساسية الموقف وعدم الرغبة في الانحياز لطرف ضد آخر أو بسبب عدم الرغبة في انتقاد المظاهر السلبية التي أفرزتها الثورة السورية، وفي ذلك نوع من الشوفينية العمياء التي ترفض النظر للواقع كما هو، بل تنظر إليه من زاوية ما يتمناه إصحابها فقط.
والصحافية المعارضة، زينة ارحيم، الحاصلة على جائزة "بيتر ماكلير" للصحافة الشجاعة ولقب صحافية العام من "مراسلون بلا حدود" العام 2015، اعتبرت أن الموقف غير مبرر على الإطلاق، وأطلقت عليه وصف التشبيح الذي بات منتشراً بكل النكهات والألوان من دون أي ضوابط، في معرض استنكارها لعدم تغطية الإعلام المعارض للجدل بحجة "ما بدنا ننشر غسيلنا الوسخ".