في حلب: قطع عضوه الذكري رفضاً للخدمة الإلزامية

المدن - ميديا
الجمعة   2017/03/31
"أنا مرا مو رجال" هي الصرخات المؤلمة التي صدرت من شاب سوري في حي السليمانية بحلب، قطع عضوه الذكري احتجاجاً على مداهمة الشرطة العسكرية للمكان الذي كان فيه بهدف سوقه إجبارياً "للخدمة الإلزامية".


الصورة المروعة تظهر الشاب (25 عاماً) وسط الشارع عارياً والدماء تنزف منه بشكل واضح، وخلفه سيارة الأمن العسكري، ونشرتها صفحات موالية للنظام في المدينة، منها صفحة "شاهد عيان" كدليل على أثر الحرب على نفسيات المواطنين السوريين الذين اشتاقوا للأمن والسلام، مع دعوات لإنهاء الحرب والعسكرة. قبل أن تنتقل الصورة إلى صفحات أخرى حاولت تكذيب قصتها لأنها "تضر بسمعة وشرف الجيش".


ولم تعرف بعد مدى دقة الخبر أو السبب الحقيقي الذي دفع الشاب إلى رد الفعل المروع هذه، مع ترجيح أن يكون الاحتجاج على الالتحاق بالجيش هو السبب فعلاً، لكونه أول الأسباب التي كتبت والتي تحاول الصفحات التشبيحية نفيها بإطلاق روايات بديلة "Alternative News" لذر الرماد في العيون، إضافة للكلمات نفسها التي قالها الشاب التي لا يريد بها أن يكون رجلاً وبطلاً غيرها من الصفات التي تربط الرجولة السورية بالالتحاق بجيش النظام.

ومن التفسيرات البديلة للقصة تطرح الصفحات الموالية فرضية أن أحد الضباط أو قائدي الميليشيات في حلب، عاد إلى منزله ليجد الشاب مع عشيقته فقام بقطع عضو الشاب الذكري وأجبره على النزول إلى الشارع تحت تهديد السلاح والصراخ "أنا رجل مو مرا"، وهو ما شككت به التعليقات بسبب وجود سيارات الأمن العسكري في المنطقة وعدم وجود المهدد في الصورة أو ظهور العشيقة التي لا بد أن يطولها الغضب نفسه.

كما فسر آخرون الصورة بأن الشاب مريض نفسياً بينما ذهبت أكبر الآراء تطرفاً للقول بأن الصورة محاولة مغرضة لتشويه صورة جيش النظام "الوطني" من منطلق أنه لا يوجد شاب لا يرغب في الانضمام إلى الجيش، ووجهت تلك الصفحات إهانات وشتائم وسخرية قبيحة من الشاب المسكين، "لأن الوطن بغنى عن هذا النوع من الناس ويحتاج رجالاً حقيقيين"!



اللافت هنا أن صفحات المعارضة نشرت الصورة كخبر فقط، وإشارة إلى العقلية العسكرية للنظام السوري التي تفرض الخدمة العسكرية من دون مهلة زمنية للتسريح على الشباب فوق 18 عاماً ورفعها سن التجنيد إلى 54 عاماً أيضاً، فضلا عن الإشارة لحالة الملل والاستياء لدى الموالين للنظام من شباب وعائلات، بسبب طول وقت الحرب والنزيف البشري الكبير في صفوف جيش النظام.

الكثير من التعليقات أتت ساخرة ومتعاطفة في الوقت نفسه، من منطلق أن ما قام به الشاب لن يوقف الأمن العسكري المتوحش عن اقتياده للخدمة العسكرية، بعضهم كتب عبارات مثل "أصبح أول أنثى تقاد للخدمة العسكرية"، فيما كتب آخرون أنه إن قام النظام بترك الشاب في حال سبيله فمن المرجح أن يقوم تنظيم "داعش" بضمه إلى كتيبة "الخنساء" الداعشية النسائية، حيث بات تجنيد المدنيين بالقوة من قبل الأطراف المختلفة في البلاد، لا يستثني الرجال من النساء أو حتى الأطفال.