ما علاقة علاء مبارك بحظر وائل عباس في "تويتر"؟
فجأة ومن دون مقدمات، أغلق موقع "تويتر" حساب وائل عباس، الناشط السياسي المصري المعروف، ذي الـ350 ألف متابع، وذلك، كما قالت إدارة الموقع، لأنه مخالف لقواعدها..
فما هي القواعد التي خالفها عباس ياترى؟ هل حرض على العنف ضد جهة ما بشكل علني وصريح كما فعل كثيرون من مؤيدي النظام المصري؟ أو كما يفعل أتباع "الأمة البيضاء" في الولايات المتحدة الأميركية؟ هل سببت تغريدات وائل عباس ضرراً مادياً، ضد فئة من الشعب، حتى صارت "جريمة" يعاقب عليها القانون؟
الحقيقة أن وائل لم يأت أياً من الأفعال السابقة، وهو صاحب التاريخ الطويل، منذ أيام التدوين العام 2005، في توثيق تجاوزات الداخلية عبر مدونته الشهيرة "الوعي المصري". ربما يكون عباس صاحب "لغة عنيفة" يراها البعض "متجاوزة"، لكنه التجاوز المفهوم في سياق اللغة الدارجة المصرية، التجاوز الذي يحرر اللغة نفسها من "الأدب الزائف" خصوصاً مع التجاوزات الحقيقية التي تحدث على أرض الواقع.
كتب وائل عباس في حسابه في فايسبوك، إن إدارة تويتر "علقت حسابه" بشكل دائم، ثم عادت وتراجعت وعلقته مؤقتاً، لا سيما بعد مئات التغريدات، من متابعي عباس، والذين طالبوا إدارة "تويتر" بإعادته، أو على الأقل أن تبين تفصيلاً ما هو التجاوز الذي وقع فيه؟ وكيف تتخذ ذلك الإجراء من دون أن تسبقه خطوات معلومة، أهمها التعليق المؤقت، أو رسائل التحذير، كما تفعل في بروتوكلاتها المتعارف عليها؟
يثير عباس غباراً دائماً في كل قضية سياسية يعلق عليها، في كل حدث عام. عنفه اللغوي خلفه استقلالية سياسية، تثير حفيظة الكثيرين، في تفردها وقدرتها على قول ما لا يقوله غيره. وليس أدل على ذلك من إدانته العنيفة لحادثة "الطعن" في القدس قبل أشهر، معتبراً أن مثل هذه الأفعال لا يفيد القضية الفلسطينية، ناهيك عن تبريرها لفعل فردي اعتبره هو "جريمة".
قد تختلف مع عباس في منطلقاته وقناعاته السياسية، وقد تستفزك ألفاظه وطريقة تعبيره، وقد تتصادم معه إلى حد الشقاق والخلاف، بل والسُّباب. لكن بالتأكيد، لم يكن وائل عباس يوماً من الداعين إلى العنف، بل على العكس ربما يكون أحد فاضحيه في المجال العام المصري.
لكن عباس لم يقف عند الحساب القديم، وأنشأ واحداً جديداً على الفور، ليقول فيه تفاصيل ما حدث. وبحسب قوله، فإن الإغلاق جاء بسبب محاباة سياسية اقليمية لعلاء مبارك حينما شكا إلى "تويتر" تغريدات لوائل عباس يهاجمه فيها ويهاجم والده.
ونشر وائل عباس صورة ضوئية من "رسالة تأكيد" على إغلاق الحساب، قال إن إحدى لجان علاء مبارك نشرتها عبر حسابها ثم حذفتها، لكن بعدما قام عباس بتصوير "سكرين شوت" لها. "تم التأكد أن لجان مبارك هي من أغلقت حسابي الجديد والقديم، ربما بسبب ردي على تويتة علاء مبارك (ابن الحرامي) بخصوص ثورة يناير". ويقصد عباس التغريدة التي قال فيها علاء مبارك إن ثورات الربيع العربي هي السبب في ضياع القدس.
أما التغريدة التي أغلقت حسابه فهي "2017 ومازلنا نحارب حسني مبارك اللص وأولاده، علاء مبارك بيأدبنا يا جماعة بعد سبع سنين من الثورة".
لا يمكن الجزم بما ذهب إليه عباس، أي أن تغريدته ضد علاء مبارك هي السبب، لكن توقيت إغلاق حسابه، يجعل ذلك الادعاء قوياً بالفعل.
في جانب آخر، الدعوات مازالت مستمرة منذ أيام للضغط على "تويتر" كي يستعيد عباس حسابه، وهو ما لم يثمر حتى الآن.
أما الصحف المصرية، فقد وجدت ضالتها، لتنشر أخباراً على شاكلة ما نشرته روز اليوسف: "لتحريضه على العنف والكراهية.. غلق حساب وائل عباس على تويتر" ومثلها فعلت صدى البلد والأهرام.
ربما على متهمي وائل عباس بالتحريض على العنف أن يقدموا شواهدهم، شواهد حقيقية لتغريدات تحرض على العنف الصريح ضد أي فئة من جماعة، لا أن يعتبروا السُّباب في حد ذاته تحريضاً على العنف... وإلا ماذا يسمّى ما يحدث في أقبية "الداخلية"، بل وفي حسابات "البلطجية" الالكترونيين؟