مقتل أصغر المصورين اليمنيين.. ووالده يرفد تعز بالمعنويات
ليس مقتل أصغر المصورين الصحافيين اليمنيين في تعز الجمعة، هو من قرر انتشار صورته بشكل كثيف، ولا حتى عمره، أو دوره في توثيق الدمار والحرب في اليمن.. فعبارات والده، ورباطة جأشه، تصدرت المشهد القاتم، حين قال انه مستعد لدفع أبنائه الباقين الى المعركة.
اثر الاعلان عن مقتل المصور أواب الزبيري، انتشر فيديو لوالده طارق الزبيري وهو في المستشفى أمام جثة نجله الجاهزة للدفن، دامعاً. وظهر الوالد برباطة جأش لافتة، وهو يقول: "خرجنا بأنفسنا وأموالنا وأولادنا لردع المعتدي الغاصب الذي جاء لينجزنا في عقر دارنا.. بقي لي خمسة من الأولاد.. كلهم في سبيل الله وفي سبيل الوطن".
كلمات طارق، تناقلها الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لانها تخرج من فم والد مجروح، تخطى الالم الشخصي، بل عمم وجعه على مساحة القضية. كما انها مثلت أبلغ رثاء للمصور الذي يحظى بشعبية جارفة في المدينة التي وثق احزانها واحلامها، ولن تنساه!
مدينة تعز، التي تجددت فيها معارك ضارية منذ 3 أيام، بين المقاومة والجيش الموالي للشرعية من جهة، والميليشيا والقوات الانقلابية من جهة اخرى، ودعت المصور والناشط الإعلامي الشاب أواب الزبيري الذي قتل بإنفجار شبكة ألغام في بناية، في حي المستشفى العسكري، سيطرت عليه قوات الشرعية شرقي المدينة، وكان قناصة يتبعون الميليشيا يتحصنون في البناية قبل فرارهم.
مواقع التواصل الإجتماعي غصت بنعي " أواب" الذي عرف بتقدمه في خطوط النار، ويعد أصغر المصورين الإعلاميين الراصدين لأخبار الحرب في مدينة تعز والموثقين لكل ما شهدته من دمار وخراب ومآس إنسانية متنوعة.
لكن لحظات مريرة وحزينة جدا، عاشها وشاهدها أغلب من صدمهم خبر مقتل المصور والإعلامي اليمني "الشاب الصغير والطموح والشجاع"، بعد إنتشار فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، تم تداوله على نطاق واسع، يتضمن لحظات انتشال جثته، والذين سقطوا معه، من تحت أنقاض المنزل المُفجر..
وبحسب بيان لشبكة "تعز" الإخبارية التي يعمل "أواب" ضمن طاقمها المرافق لعملية الجيش والمقاومة الأخيرة، وهي العملية العسكرية الأكبر في المدينة التي صعدت مقاوماتها بشكل منظم لدحر الميليشيات، بعد دمج المقاومة الشعبية في ألوية الجيش، "كان أواب يمارس عمله في توثيق الدمار الذي لحق بمنازل المواطنين في الحي ورصد جرائم الميليشيا في المنطقة، قبل أن يتدمر المنزل عليه إثر إنفجار ألغام زرعتها في ساحة المنزل ليفارق الحياة على الفور".
وفيما عزت الشبكة الوسط الصحافي والإعلامي اليمني برحيل "واحد من أهم كوادرها المثابرين"، قالت ان أواب "عمل بكل جهد وإخلاص وشجاعة، لرصد جرائم المليشيا بحق أبناء مدينته ونقلها بالصورة والصوت للعالم أجمع، وكان مثالاً للإنضباط والإخلاص في أداء مهمته النبيلة".
نقابة الصحافيين اليمنيين، شددت في بيان نعيها على "أهمية التزام الزملاء بإجراءات السلامة المهنية أثناء تغطية الصراعات والحروب، وان توفر وسائل الإعلام للمصورين والمراسلين الميدانيين التابعين لها في جبهات القتال أدوات السلامة، والحرص على عدم الدخول إلى المناطق غير الآمنة، أو الزج بهم إلى مناطق الصراع دون تعليمهم إرشادات السلامة المهنية وتوفير الملابس الواقية من المخاطر".
وفيما سقط أواب بالألغام، سقط قبله في مدينة تعز أيضا المصور محمد اليمني، والمصور والإعلامي أحمد الشيباني، برصاص قناص.. بينما جرح عدة إعلاميين وصحافيين ومصورين خلال الحرب ونجوا من الموت بسببها، لكن ربما إلى حين.!