جوائز لـ"أبطال" الإعلام الاجتماعي
لحق لبنان بركب ثورة وسائل الإعلام الاجتماعية، بعد أن تحولت شبكة الإنترنت إلى فضاء رحب لحرية التعبير الهاربة من مقصات وعيون وآذان الرقيب والحسيب المفروضة على الوسائل الأخرى.
للمرة الأولى في بيروت، أتيحت للمجتمع الإلكتروني الفرصة بالتصويت وترشيح المدونين، والصحافيين، ومسؤولي منصات الإعلام الاجتماعي، والشخصيات العامة، لنيل الجوائز تقديراً لجهودهم في إشراك الناس في مناقشات ذات مغزى، وتطوير أعمالهم، ومعالجة المشاكل العامة أو مساعدة الغير خدمة لأهداف سامية.
هكذا، جرى إطلاق مسابقة "جوائز وسائل الإعلام الاجتماعية - بيروت"، لتكون بمثابة اعتراف رسمي بقوة وسائل الإعلام هذه على مختلف الأصعدة، ولتتيح لمستخدميها الترشح عن أكثر من 30 فئة، تكاد تشمل القطاعات كافة، من التدوين إلى الموسيقى والتصميم الغرافيكي والنشاط في "تويتر" و"فايسبوك"، وصولاً الى الإعلاميين، ما اعتبره البعض مبالغة، وتوسيعاً غير محترف للجائزة. وفي مطلق الأحوال تجري التصفيات على ثلاث مراحل، وصولاً إلى الفوز بالجوائز.
المسابقة واحدة من نشاطات مجموعة Online Collaborative، وهي مبادرة أبصرت النور في الجامعة الأميركية في بيروت، وتعمل اليوم على توسيع نشاطها في مختلف الجامعات والمدارس اللبنانية، سعياً إلى تعزيز المواطنة الرقمية من خلال الاستفادة القصوى من وسائل الإعلام الاجتماعية.
تقديراً منها لجهود مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية، نظمت المجموعة مسابقة "جوائز وسائل الإعلام الاجتماعية" التي يشرف عليها فريق تحكيمي "يؤمن إيماناً راسخاً في استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية من أجل الخير".
فريق التحكيم يضم شخصيات سياسية واجتماعية وإعلامية بارزة، أتقنت في السنوات الأخيرة فن الإعلام الاجتماعي، وكانت رائدة في اعتماد هذه الوسائل واستخدامها. ومن ضمن هذه الشخصيات: الكوميدي نمر أبونصار، ورئيس تحرير مجلة "راغ ماغ" فداء شعبان، والرئيس التنفيذي ومؤسس "عرب. نت" عمر كريستيديس، والسفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر، ورئيس مبادرة Online Collaborative محمد حجازي، والرئيس التنفيذي لمجموعة The Alleyway Group زياد كامل، وكذلك أستاذة التسويق في الجامعة الأميركية في بيروت ليلى خولي حنا، والصحافية والمديرة التنفيذية لشركة بريدجز للاستشارات الإعلامية أوكتافيا نصر، إضافة إلى الإعلامية شذى عمر، ومسؤولة التسويق في مبادرة Online Collaborative دارين صباغ، ووزير الاتصالات اللبنانية نقولا صحناوي، ومصممة الإعلانات مايا زنكول.
"مختلط" هو النهج الذي يستند إليه المنظمون في اختيارهم للفائز. كثرة المرشحين وتنوع الفئات والسعة الهائلة لمحتوى المواقع، قد تجعل عملية التحكيم صعبة ومربكة. لتسهيل الأمر على اللجنة، جرى التوصل إلى معايير إرشادية للقضاة لمتابعة عملية التقييم.
في حديث إلى "المدن"، يختصر محمد حجازي هذه المعايير بأنها تشمل كيفية تعامل مستخدم الموقع الاجتماعي مع ردود الأفعال السلبية، ومدى تواتر عملية النشر (الصور، المواضيع، التعليقات...) وإثارتها للاهتمام والتفاعل، وما إذا كان المحتوى أصلياً أم منقولاً، واللغة المستخدمة في مخاطبة الناس (الوعظ أو الانخراط والنقاش)، وبالتأكيد التفاعل الذي يولده ذلك، وعدد المتصفحين.
وكما في كل مسابقة أو منافسة، قد يرضى عنها البعض ويعترض عليها البعض الآخر، لاقت القائمة القصيرة لأبرز المرشحين، انتقادات من مدونين رأوا أنهم ظُلموا لأن بعض أفراد لجنة التحكيم إما أجانب أو أنهم لا يتقنون اللغة العربية أو غير مطلعين على المدونات العربية، وفي رأيهم لا تكفي المعرفة باللغة التي تُكتب بها النصوص للحكم على مضمونها.
حجازي نفى هذا الالتباس، مؤكداً أن اللائحة القصيرة "جرى التوصل إليها بعد عملية تدقيق، وفق معايير لا يمكن التلاعب بها"، مشيراً إلى أن 10 من أصل 12 من القضاة يعرفون اللغة العربية وهم مؤهلون للحكم على المحتوى العربي.
بعد انتهاء المرحلة الأولى للترشيح، تنطلق الآن مرحلة خيار الحكّام وصولاً إلى التصويت النهائي، وحفلة توزيع الجوائز. وسيتم الإعلان عن الفائزين في الفئات كافة خلال مؤتمر صحافي يعقد في نهاية آذار الجاري، على أن تكون الحفلة الختامية في فندق فينيسيا يوم 29 نيسان المقبل.