محمد عفيف: اغتيال "استشهادي الحزب" وصورته الإعلامية
استهدفت الغارة الجوية الإسرائيلية في منطقة رأس النبع، اليوم الأحد، مسؤول العلاقات الاعلامية في "حزب الله" الحاج محمد عفيف، الذي استشهد في الغارة، إلى جانب آخرين.
وعفيف، الذي كان مقرباً من أمين عام الحزب الراحل السيد حسن نصرالله، يصفه عارفوه بأنه "الاستشهادي المعروف"، بالنظر إلى أنه لم يتوقف عن التواصل مع جميع الاعلاميين الذين يتصلون به، سواء من الخصوم أو المؤيدين، ولم يقفل هاتفه خلال الحرب، رغم المخاطر الأمنية والتغوّل الإسرائيلي في الاغتيالات، تلك التي لا تفرق بين مدني وعسكري وسياسي.
وبات عفيف، منذ استشهاد نصرالله، صورة الحزب الأبرز. ظهر في الجولة الإعلامية الأولى للحزب في الضاحية، حيث عقد مؤتمراً صحافياً أمام مبنى قناة "الصراط" المدمر في بئر العبد.. ولاحقاً، عقد ثلاث مؤتمرات صحافية، وأعلن فيها عن موقف الحزب السياسي، وكشف عن مجريات الميدان.
في المرة الأولى، تحدّى آلة الحرب الإسرائيلية بالظهور في منطقة طريق المطار، والثانية في منطقة الغبيري قرب روضة الشهيدين، حين أصدرت قوات الإحتلال إنذاراً بالإخلاء، مما دفع الإعلاميين للخروج من الضاحية وتصوير المبنى الذي استُهدف على بُعد نحو 700 متر عن موقع المؤتمر. أما في المرة الثالثة، فكانت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، في مجمع سيد الشهداء، لمناسبة "يوم الشهيد".
في كل تحركاته، كان "استشهادياً"، كما يقول عارفوه. لم يعبأ، ولم يخف اغتياله. هو الأدرى بأن حصانته المفترضة في القانون الدولي، كإعلامي مدني، لا تقيم لها إسرائيل وزناً.. ومع ذلك، لم يتوارَ عن الأنظار، وبقي على تواصل مع سياسيي الحزب والقوى السياسية اللبنانية، ومع سائر وسائل الإعلام، وبقي هاتفه مفتوحاً، ذلك الهاتف المرصود، تحت أعين وتجهيزات مسيّرات لم تتوقف عن التحليق.
اليوم استهدفته الغارة الاسرائيلية في رأس النبع، بعد تدمير مقر "العلاقات الاعلامية" في منطقة معوّض في الشهر الماضي. لم تختر إسرائيل ملاحقته في الضاحية الجنوبية، ولا استهداف سيارته. أرادت أن تستكمل خطتها التي تم تفعيلها بدءاً من اليوم، القائمة على توسعة القصف باتجاه مناطق غير شيعية في محيط الضاحية، في الحدت، وعين الرمانة، وأخيراً رأس النبع، في محاولة ضغط إضافي على الحزب من بوابة إثارة المخاوف من النازحين.
محمد عفيف شهيداً.. ذلك "الزاهد"، كما يقول عارفوه، يختتم مسيرته كما توقعها.