"التلفزيون العربي" يكشف والخارجية القطرية تؤكد:لا انسحاب من الوساطة

المدن - عرب وعالم
السبت   2024/11/09
© Getty
نقل التلفزيون العربي عن مصادر مساء السبت، أن قطر لم تبلغ أي طرف بوقف وساطتها في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقالت المصادر إن هناك "تقديرات بأن إسرائيل هي مصدر الأخبار التي تناقلتها بعض الوكالات بشأن وقف قطر لوساطتها".
وأضافت المصادر أن الدوحة كانت قد عبرت في وقت سابق عن تفكيرها بوقف الوساطة إن استمرت المواقف المتعنتة. كذلك نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن 3 قياديين في حركة حماس، أن الحديث عن مطالب قطرية للحركة بمغادرة الدوحة، أو كون أعضاء الحركة غير مرغوب فيهم، لا أساس له من الصحة، وذلك بعد مزاعم إسرائيلية بنقل قطر رسالة إلى قيادات الحركة المقيمة في الدوحة، بأنهم غير مرحب بهم. هذه المعلومات أكدتها الخارجية القطرية فيما بعد.

الخارجية القطرية توضح
وقال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إن التقارير المتداولة حول انسحاب دولة قطر من الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة ليست دقيقة، مشيراً إلى أن قطر أخطرت الأطراف قبل ١٠ أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق، بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع، مؤكداً في هذا السياق أن دولة قطر ستكون وقتئذ في المقدمة لبذل كل جهد حميد لإنهاء الحرب وعودة الرهائن والأسرى.

وشدّد الدكتور الأنصاري، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية " قنا" ، على أن "دولة قطر لن تقبل أن تكون الوساطة سبباً في ابتزازها، إذ شهدنا منذ انهيار الهدنة الأولى وصفقة تبادل النساء والأطفال تلاعباً ، خصوصاً في التراجع من التزامات تم الاتفاق عليها من خلال الوساطة، واستغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة."

وجدّد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، التأكيد على التزام دولة قطر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، حتى نيله كافة حقوقه وفي طليعتها دولته المستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، مشددا على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لدولة قطر.

وأشار الدكتور الأنصاري إلى أن التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة غير دقيقة، مؤكداً أن الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية، وقد حققت هذه القناة وقفاً لإطلاق النار في عدة مراحل سابقة، وساهمت في الحفاظ على التهدئة وصولاً الى تبادل الاسرى والرهائن من النساء والاطفال في نوفمبر العام الماضي، مشدداً في هذا السياق على ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.

تقارير غير صحيحة
وأوضح قيادي رفيع المستوى في الحركة موجود في الدوحة لـ"العربي الجديد"، أن لا صحة إطلاقاً لرغبة لدى الدوحة في مغادرة قيادة حركة حماس للأراضي القطرية، معتبراً أن التقارير التي تُثار في هذا الصدد هدفها الوقيعة، ومشدداً على أن قطر قدمت ولا تزال تقدم الكثير لدعم القضية الفلسطينية، وإغاثة غزة.

وقال مصدر قيادي ثانٍ لـ"العربي الجديد" في الدوحة، إنه "لا أساس من الصحة لهذه المزاعم، وإن مثل هذه الأخبار الملفقة تهدف إلى التشويش والتغطية على جرائم الاحتلال"، الأمر الذي أكده قيادي ثالث في الحركة موجود في تركيا، مشدداً في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن "هذا الأمر يثار بين وقت وآخر لأسباب داخلية إسرائيلية بهدف القفز فوق الأزمات الداخلية".

مزاعم إسرائيلية
وكانت قناة "كان" الإسرائيلية ووسائل إعلام أخرى، زعمت أن قطر نقلت رسالة إلى قيادات حركة حماس المقيمة في الدوحة، مفادها أنهم غير مرحب بهم. من جهته، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لوكالة "رويترز"، إن واشنطن أبلغت دولة قطر بأن وجود قادة حركة حماس في الدوحة لم يعد مقبولاً، بعد أن رفضت الحركة في الأسابيع الماضية أحدث مقترح للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في غزة، مضيفاً أن قطر "قدمت هذا الطلب لقادة حركة حماس قبل نحو عشرة أيام".
وأعلن مجلس الشيوخ الأميركي أمس الجمعة، رفع مطالب عدة من قبل أعضاء بارزين إلى وكالات حكومية داخلية، على رأسها تسليم القيادي خالد مشعل إلى الولايات المتحدة، وتجميد أصول مسؤولي حركة حماس في قطر. وتتضمن المطالب إبلاغ دولة قطر "أن قادة حماس لن يكونوا موضع ترحيب في عواصم أي شريك للولايات المتحدة بعد الآن"، بحسب بيان نشره مجلس الشيوخ. 
وقال البيان إن "حماس استغلت وجودها في قطر للتنسيق مع مسؤولين إيرانيين وعدم إنجاز مفاوضات مثمرة". وحثّ وزيري الخارجية والعدل الأميركيين، على التحرك "بسرعة ضد القيادة المتبقية لحماس، حتى يتم تدمير المنظمة وهزيمتها".
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد قال في شهر أيار/مايو الماضي، بعد وصول جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة إلى طريق مسدود، إن "مكتب حماس في الدوحة شكّل قناة اتصال فعالة، ولا مجال للتكهن بشأن مصيره"، معلناً أن "المكتب سيظل مفتوحاً طالما استمرت الحرب في غزة وهناك حاجة للتواصل مع الحركة".