هل لقاء الأسد- ظريف في دمشق "مصيري ومهم"؟
في زيارة تحمل في طياتها أكثر من علامة إستفهام في ظل جائحة "كورنا" التي تضرب العالم، التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في دمشق.
وأفادت وكالة "سانا" التابعة للنظام بأن الأسد قال، خلال اللقاء، إن "أزمة "كورونا" فضحت فشل الأنظمة الغربية أولاً.. وأخلاقيتها ثانياً لأن هذا الوباء أظهر أن هذه الأنظمة موجودة لخدمة فئة معينة من أصحاب المصالح وليس لخدمة شعوبها".
وبحسب "سانا" فإن "اللقاء تناول آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية استانا وتطورات الأوضاع في الشمال السوري".
ورأى الأسد أن تصرفات تركيا على الأرض تفضح حقيقة النوايا التركية من خلال عدم التزامها بالاتفاقات التي أبرمتها سواء في استانا أو في سوتشي والتي تنص جميعها على الاعتراف بسيادة ووحدة الأراضي السورية.
وشجب ظريف المحاولات الغربية الحالية لإعادة استثمار موضوع "الأسلحة الكيماوية" في سوريا، معتبراً أنه سلوك مخزٍ بأن يعاد استخدام هذه الذريعة في هذه الظروف التي يمر بها العالم رغم كل ما شاب هذا الموضوع من تشكيكات وثغرات خلال الفترة الماضية، على حد تعبيره.
ووصل ظريف، الاثنين، إلى دمشق وسط إجراءات سلامة إستثنائية تجنبًا لانتقال عدوى فيروس "كورونا"، في زيارة تستمر يوماً واحداً لمناقشة "العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة والتقدم الميداني" في سوريا.
وكانت الزيارة مقررة في آذار/مارس وألغيت بسبب "كورونا"،حسبما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية التي كانت قد أكدت أن زيارات ظريف الخارجية ستقتصر على الرحلات "المصيرية والمهمة" هذه الفترة.
وفيما التقى ظريف خلال زيارته نظيره وليد المعلم، كشفت مصادر دبلوماسية أن الزيارة تهدف لإيصال رسالة للنظام السوري بأن طهران لن تتخلى عنه.
وتُعد إيران، إلى جانب روسيا، أكبر داعمي النظام السوري في النزاع الذي يخوضه ضد معارضيه منذ عام 2011.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن زيارة ظريف تأتي وسط مؤشرات على تغيير روسيا لاستراتيجيتها في سوريا مع تذبذب سيطرة النظام على بعض المناطق التي استعادها، مثل درعا، بالإضافة إلى إدراك موسكو أن دعمها للأسد في المرحلة المقبلة سيصطدم بتوجهات المجتمع الدولي، وبالتالي تسعى طهران لاستغلال الفرصة من خلال زيارة ظريف لدمشق رغم ما تعانيه إيران من تفشٍّ واسع لفيروس "كورونا".
ورجّحت المصادر الدبلوماسية أن يحاول ظريف التأكيد على وجود ثقل إيراني في سوريا يوازي الثقل الروسي، بالإضافة للتشديد على تمسك طهران ببقاء الأسد.