من قتل عمر علوش؟
أقدم مجهولون على قتل مسؤول العلاقات العامة في "مجلس الرقة المدني" عمر علوش، صباح الخميس، داخل منزله في في مدينة تل أبيض من ريف محافظة الرقة الشمالي، التي استولت عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية في حزيران/يونيو 2015.
وفي حين لم تُعرف بعد هوية القتلة، ولا أسباب اغتياله في هذا التوقيت، ولا كيفية دخولهم منزل "مهندس" المجالس المحلية في الرقة وريفها، بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها بين عامي 2015 و2018، فإن لمصرع علوش دلالة سياسة تفوق أهميته كشخص، لكنها تتطابق من دون شك مع الدور الذي قام به خلال السنوات القليلة الماضية كمستودع لأسرار عدد من الأطراف الفاعلة. إذ يُعتبر علوش، العضو القديم في حزب "العمال الكردستاني" بفرعه السوري "حزب الاتحاد الديموقراطي"، واحداً من أبرز الوجوه المحلية السورية التي تؤدي أدوار ملموسة ويومية في تنفيذ سياسات "العمال الكردستاني" المُدارة والموجهة من قيادته في جبال قنديل شمالي العراق. كما أن علوش، هو أحد صلات الوصل بين حزبه والنظام السوري، ذلك أن زياراته إلى دمشق واللاذقية لم تنقطع يوماً، مهما طفا على السطح وتتناوله وسائل الإعلام وأشاعه السياسيون عن توتر العلاقات بين الطرفين. هذا بالإضافة إلى أن زوجة علوش وأطفاله ،لا زالوا يقيمون في قدسيا، بالقرب من دمشق. علاوة على ذلك، فإن علوش هو واجهة التعامل بين الأميركيين من جهة، و"وحدات حماية الشعب" الكردية و"الاتحاد الديموقراطي" و"العمال الكردستاني" من جهة ثانية.
وكان لعلوش، المولود في مدينة عرب العرب في ريف حلب الشمالي، دور في مفاوضات وتسويات جرت بين حزبه وتنظيم "الدولة الإسلامية" منذ العام 2014، كما كان له دور في تسويات ومفاوضات استسلام وخروج مقاتلي تنظيم "الدولة"، التي جرت بين قوات "التحالف الدولي" و"وحدات حماية الشعب" الكردية من جانب وتنظيم "الدولة" من جانب آخر، في كل من الطبقة والرقة. وهو العقل المدبر لصيغة "المجالس المدنية" وآلية اختيار أعضائها، كما كان في الآن ذاته عضواً في كل "المجالس المحلية" التي أنشأتها "وحدات حماية الشعب" في تل أبيض والطبقة وعين عيسى والرقة.
ونظراً إلى قلة المعلومات المؤكدة حول حادثة اغتيال عمر علوش، فقد طرح ناشطون ومحللون محليون سيناريوهين لمصرع "الأخطبوط ورجل الأمن العسكري في المنطقة" بحسب وصف البعض، بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت.
فإما أن يكون قتله استكمالاً لسلسلة اغتيالات سبق تنفيذ حلقتين منها، في مدينة الطبقة، منذ أكثر من شهر، وذهب ضحيتها محامٍ كان له دور الوسيط في المفاوضات بين قوات "التحالف" وتنظيم "الدولة"، وقتل في منزله، وكذلك عميل محلي يعمل لصالح جهاز الاستخبارات التابع لـ"وحدات الحماية" في الطبقة، داخل مقهى للانترنت في المدينة. وقتها أشارت أصابع الاتهام إلى "وحدة مكافحة الإرهاب" التابعة لـ"وحدات حماية الشعب" ذاتها. فإن صح ذلك فإن اغتيال علوش، يغدو عملية تصفية داخلية، ربما بسبب افتراق وجهات النظر حيال الملفات الأكثر حساسية، سواء العلاقة مع النظام أم لملاقاة سياسات تركيا المستقبلية حول المنطقة، أو ربما أن أوان التخلص من رموز صاغت العلاقة مع وضد تنظيم "الدولة" في مرحلة سابقة، أصبحت ضرورة، بعدما تحولت تلك الرموز إلى مستودع أسرار لا يمكن المخاطرة بتركه عرضة لتقلبات السياسات. وتالياً سيكون للأميركيين ربما "ثلثي الخاطر في قتله". كما أن سيناريو أن يكون مَنْ قتل علوش، خلايا نائمة تابعة للنظام السوري، تُعرف محلياً باسم "فرق الموت"، ومهمتها التخلص من أعداء النظام خارج مناطق سيطرته، قد يكون وارداً.
وأيًا يكن السيناريو الأكثر ملاءمة لتفسير مقتل علوش، وأيًا تكن هوية اليد المنفذة، فإن اغتيال رجل يُوصف "بالمتحدث اللبق" و"القفاز الحريري للقنديليين" و"رسول القتلة" و"ديبلوماسي الغفلة ومُثرى الحرب"، سيُشكل علامة فارقة في سياسة كل الأطراف ذات الصلة بشؤون منطقة الجزيرة السورية وشمالها المتاخم للحدود التركية. ويعتقد سكان مناطق شمالي الرقة بأن احتمال عودة النظام إلى المنطقة، أو بقاءها رهينة قوة أمر واقع لا تختلف سواء في ممارساتها أو توجهاتها العامة عن تنظيم "الدولة"، هو سيان. وإذ يصعب التكهن بمدى التغيرات التي تطرأ على سياسة الأطراف المنخرطة في شؤون المنطقة، فإن النُذر، التي تُشير إلى أن منطقة الجزيرة السورية ستكون ساحة الصراع النهائية بين هذه الأطراف كافة، أصبحت أكثر من بينة.
وفي حين لم تُعرف بعد هوية القتلة، ولا أسباب اغتياله في هذا التوقيت، ولا كيفية دخولهم منزل "مهندس" المجالس المحلية في الرقة وريفها، بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها بين عامي 2015 و2018، فإن لمصرع علوش دلالة سياسة تفوق أهميته كشخص، لكنها تتطابق من دون شك مع الدور الذي قام به خلال السنوات القليلة الماضية كمستودع لأسرار عدد من الأطراف الفاعلة. إذ يُعتبر علوش، العضو القديم في حزب "العمال الكردستاني" بفرعه السوري "حزب الاتحاد الديموقراطي"، واحداً من أبرز الوجوه المحلية السورية التي تؤدي أدوار ملموسة ويومية في تنفيذ سياسات "العمال الكردستاني" المُدارة والموجهة من قيادته في جبال قنديل شمالي العراق. كما أن علوش، هو أحد صلات الوصل بين حزبه والنظام السوري، ذلك أن زياراته إلى دمشق واللاذقية لم تنقطع يوماً، مهما طفا على السطح وتتناوله وسائل الإعلام وأشاعه السياسيون عن توتر العلاقات بين الطرفين. هذا بالإضافة إلى أن زوجة علوش وأطفاله ،لا زالوا يقيمون في قدسيا، بالقرب من دمشق. علاوة على ذلك، فإن علوش هو واجهة التعامل بين الأميركيين من جهة، و"وحدات حماية الشعب" الكردية و"الاتحاد الديموقراطي" و"العمال الكردستاني" من جهة ثانية.
وكان لعلوش، المولود في مدينة عرب العرب في ريف حلب الشمالي، دور في مفاوضات وتسويات جرت بين حزبه وتنظيم "الدولة الإسلامية" منذ العام 2014، كما كان له دور في تسويات ومفاوضات استسلام وخروج مقاتلي تنظيم "الدولة"، التي جرت بين قوات "التحالف الدولي" و"وحدات حماية الشعب" الكردية من جانب وتنظيم "الدولة" من جانب آخر، في كل من الطبقة والرقة. وهو العقل المدبر لصيغة "المجالس المدنية" وآلية اختيار أعضائها، كما كان في الآن ذاته عضواً في كل "المجالس المحلية" التي أنشأتها "وحدات حماية الشعب" في تل أبيض والطبقة وعين عيسى والرقة.
ونظراً إلى قلة المعلومات المؤكدة حول حادثة اغتيال عمر علوش، فقد طرح ناشطون ومحللون محليون سيناريوهين لمصرع "الأخطبوط ورجل الأمن العسكري في المنطقة" بحسب وصف البعض، بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت.
فإما أن يكون قتله استكمالاً لسلسلة اغتيالات سبق تنفيذ حلقتين منها، في مدينة الطبقة، منذ أكثر من شهر، وذهب ضحيتها محامٍ كان له دور الوسيط في المفاوضات بين قوات "التحالف" وتنظيم "الدولة"، وقتل في منزله، وكذلك عميل محلي يعمل لصالح جهاز الاستخبارات التابع لـ"وحدات الحماية" في الطبقة، داخل مقهى للانترنت في المدينة. وقتها أشارت أصابع الاتهام إلى "وحدة مكافحة الإرهاب" التابعة لـ"وحدات حماية الشعب" ذاتها. فإن صح ذلك فإن اغتيال علوش، يغدو عملية تصفية داخلية، ربما بسبب افتراق وجهات النظر حيال الملفات الأكثر حساسية، سواء العلاقة مع النظام أم لملاقاة سياسات تركيا المستقبلية حول المنطقة، أو ربما أن أوان التخلص من رموز صاغت العلاقة مع وضد تنظيم "الدولة" في مرحلة سابقة، أصبحت ضرورة، بعدما تحولت تلك الرموز إلى مستودع أسرار لا يمكن المخاطرة بتركه عرضة لتقلبات السياسات. وتالياً سيكون للأميركيين ربما "ثلثي الخاطر في قتله". كما أن سيناريو أن يكون مَنْ قتل علوش، خلايا نائمة تابعة للنظام السوري، تُعرف محلياً باسم "فرق الموت"، ومهمتها التخلص من أعداء النظام خارج مناطق سيطرته، قد يكون وارداً.
وأيًا يكن السيناريو الأكثر ملاءمة لتفسير مقتل علوش، وأيًا تكن هوية اليد المنفذة، فإن اغتيال رجل يُوصف "بالمتحدث اللبق" و"القفاز الحريري للقنديليين" و"رسول القتلة" و"ديبلوماسي الغفلة ومُثرى الحرب"، سيُشكل علامة فارقة في سياسة كل الأطراف ذات الصلة بشؤون منطقة الجزيرة السورية وشمالها المتاخم للحدود التركية. ويعتقد سكان مناطق شمالي الرقة بأن احتمال عودة النظام إلى المنطقة، أو بقاءها رهينة قوة أمر واقع لا تختلف سواء في ممارساتها أو توجهاتها العامة عن تنظيم "الدولة"، هو سيان. وإذ يصعب التكهن بمدى التغيرات التي تطرأ على سياسة الأطراف المنخرطة في شؤون المنطقة، فإن النُذر، التي تُشير إلى أن منطقة الجزيرة السورية ستكون ساحة الصراع النهائية بين هذه الأطراف كافة، أصبحت أكثر من بينة.