لماذا استنفر "الحزب التركستاني" قواته في سوريا؟
يبدو أن اعتقال الطلاب الإيغور "التركستان" في مصر، قد أضاف المزيد من الإرباك لقيادة "الحزب التركستاني" في سوريا، خاصة أن هناك العديد منهم كانوا قد انضموا مؤخراً إلى الحزب قادمين من مصر. وكان الحزب قد استنفر معظم مقاتليه، في الأيام القليلة الماضية، على خلفية التوتر بين "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام".
ولم يتكشف بعد موقف "الحزب التركستاني" حيال ما يحصل في مصر، إلا أن الاجتماعات مع "هيئة تحرير الشام" لم تتوقف طيلة الأيام الماضية، على خلفية التوتر مع "أحرار الشام" في إدلب. و"هيئة تحرير الشام" تضم في صفوفها عشرات المقاتلين المصريين ممن لهم علاقات وطيدة بجماعات إسلامية مناهضة للنظام في مصر، ما يرجح أن موضوع الاعتقالات كان حاضراً بقوة.
ولا يمكن انكار وجود اتصالات بين "الحزب التركستاني" في سوريا مع بعض المعتقلين التركستان في مصر، قبل اعتقالهم. إذ يرى العديد من مقاتلي السلفية الجهادية أن الجهاد في مصر واجب كما هو واجب في سوريا، لكن الظروف غير موآتية على الاطلاق للانتقال إلى هناك. وإذا كانت تركيا، ولجذور عرقية وإثنية، قد غضت النظر في مرحلة ما عن تدفق مقاتلي الإيغور من الصين إلى سوريا، فإن مصر تقف في المعسكر المعادي لتركيا، وتتعاون أمنياً مع الصين وإسرائيل بشكل وثيق.
ومع ذلك، لا تبدو الأحداث في مصر قد صرفت "التركستاني" عن متابعة التوترات الأخيرة بين "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام"، والتي اربكت "التركستاني" الذي يعتبره البعض أقرب إلى "الهيئة" منه إلى "الأحرار".
وكانت عشرات الدراجات النارية تقل مقاتلين من "التركستاني" قد انطلقت، الجمعة، من قرى وبلدات سورية على الشريط الحدودي مع تركيا؛ الجانودية والشغر وجسرالشغور، باتجاه منطقة باب الهوى وسرمدا في إدلب، عقب قيام "هيئة تحرير الشام" بالتمركز في قرية سرمدا الاثرية، ووضعها حواجز بالقرب من باب الهوى. الأمر الذي دفع "حركة أحرار الشام" إلى استقدام تعزيزات مع أسلحة ثقيلة من بينها صواريخ مضادة للمدرعات. قيادة "الحزب التركستاني" اتخذت موقفاً وسطاً بين الطرفين، تجاه ما يجري، في حين أن نسبة معتبرة من المقاتلين التركستان قد تميل إلى "هيئة تحرير الشام". ومع ذلك، تدرك الكتلة الكبيرة من مقاتلي "التركستاني" من هي "أحرار الشام"، خاصة وأن غالبية فصائل المعارضة المعتدلة ستكون إلى جانبها فيما لو شنت "الهيئة" هجومها على "ألأحرار". لذا، يعمل "التركستاني" حالياً على وساطات ولقاءات مع الداعية السعودي عبدالله المحيسني، والشرعي السابق في "جبهة النصرة" أبو ماريا القحطاني، وقيادات من "أحرار الشام" لتهدئة الأوضاع في الشمال السوري خصوصاً في باب الهوى.
وأتم "التركستاني" اجتماعات مكثفة مع "تحرير الشام" في قرية خربة الجوز، وتم التوافق على تهدئة الأمور، وتجنب أي اشتباك مسلح، بعد قيام "الهيئة" بتعزيز حواجزها في معظم المناطق التي تتواجد فيها، ووضعت أكياساً رملية، في إشارة إلى نية مبيته، كحصول اشتباك قريب.
ولا يشعر الأهالي في القرى التي يتواجد فيها "الحزب التركستاني"، بأنهم في خطر، فيما لو اندلع القتال بين "الأحرار" و"الهيئة". وجود "التركستاني" يشكل بهذا المعنى نوعاً من الحماية في حال اقتتال الفصيلين الكبيرين في الشمال السوري.
في مدينة إدلب، التي تخضع لسيطرة مشتركة بين "الهيئة" و"الأحرار"، يرى "التركستاني" وجود معضلة كبيرة، خصوصاً وأنه طرف مشارك في القوة "الأمنية" المسيطرة على المدينة. فعلياً، ظلت مشاركة "التركستاني" محدودة، بسبب حاجز اللغة. فـ"القوة الأمنية" تتطلب التواجد في أسواق المدينة ومنع المشادات الكلامية بين المدنيين وحل الخلافات بشكل ودي، وهو أمر قد يكون صعباً على أعضاء "التركستاني".
"هيئة تحرير الشام" عقدت بدورها اجتماعات مكثفة في جامع سعد، أكبر جوامع مدينة إدلب، مع مقاتلين من الشيشان والبلقان، خلال الأيام الماضية. ولم تكن نتيجة تلك الاجتماعات مبشرة لـ"الهيئة"، بسبب ميل أولئك المقاتلين إلى عدم الوقوف إلى جانبها، بل كانت أقرب إلى موقف "الحزب التركستاني"، على الرغم من عدم حضوره أياً من هذه الاجتماعات. مقاتلو الشيشان والبلقان ينظرون إلى "أحرار الشام" بكثير من الود والاحترام، ولا يمكن أن يرفعوا البنادق بوجهها.
وما يقلق "الحزب التركستاني" أيضاً، هو استهدافه من قبل خلايا "لواء جند الأقصى"، خاصة بعد الأنباء الأخيرة عن عودة العديد من مقاتليه من الرقة إلى مدينتي سرمين وخان شيخون. ويؤكد المقاتل في "التركستاني" أبو حفص الاوزبكي، أنهم يخشون من الاستهداف بطريقة الغدر، كما حصل مؤخراً في مدينة إدلب عبر العبوات اللاصقة أو السيارات المفخخة. وقُتلَ مقاتلان اثنان من "التركستاني"، مؤخراً، في سهل الروج، ولم يتم الكشف عن الجاني بعد، أو معرفة من يقف وراء العملية.
بينما يرى سكان جبل الزاوية، أن هناك محاولات لجر "التركستاني" للوقوف إلى جانب "الهيئة" في هجومها المرتقب ضد "أحرار الشام". ويتخوف الأهالي من البيانات التي صدرت، الجمعة، معتبرين أنها بداية لاشتباك وشيك، يراه البعض بداية النهاية للجهاد الشامي والبعض الآخر نهاية مرحلة معقدة من الثورة السورية.
ولم يتكشف بعد موقف "الحزب التركستاني" حيال ما يحصل في مصر، إلا أن الاجتماعات مع "هيئة تحرير الشام" لم تتوقف طيلة الأيام الماضية، على خلفية التوتر مع "أحرار الشام" في إدلب. و"هيئة تحرير الشام" تضم في صفوفها عشرات المقاتلين المصريين ممن لهم علاقات وطيدة بجماعات إسلامية مناهضة للنظام في مصر، ما يرجح أن موضوع الاعتقالات كان حاضراً بقوة.
ولا يمكن انكار وجود اتصالات بين "الحزب التركستاني" في سوريا مع بعض المعتقلين التركستان في مصر، قبل اعتقالهم. إذ يرى العديد من مقاتلي السلفية الجهادية أن الجهاد في مصر واجب كما هو واجب في سوريا، لكن الظروف غير موآتية على الاطلاق للانتقال إلى هناك. وإذا كانت تركيا، ولجذور عرقية وإثنية، قد غضت النظر في مرحلة ما عن تدفق مقاتلي الإيغور من الصين إلى سوريا، فإن مصر تقف في المعسكر المعادي لتركيا، وتتعاون أمنياً مع الصين وإسرائيل بشكل وثيق.
ومع ذلك، لا تبدو الأحداث في مصر قد صرفت "التركستاني" عن متابعة التوترات الأخيرة بين "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام"، والتي اربكت "التركستاني" الذي يعتبره البعض أقرب إلى "الهيئة" منه إلى "الأحرار".
وكانت عشرات الدراجات النارية تقل مقاتلين من "التركستاني" قد انطلقت، الجمعة، من قرى وبلدات سورية على الشريط الحدودي مع تركيا؛ الجانودية والشغر وجسرالشغور، باتجاه منطقة باب الهوى وسرمدا في إدلب، عقب قيام "هيئة تحرير الشام" بالتمركز في قرية سرمدا الاثرية، ووضعها حواجز بالقرب من باب الهوى. الأمر الذي دفع "حركة أحرار الشام" إلى استقدام تعزيزات مع أسلحة ثقيلة من بينها صواريخ مضادة للمدرعات. قيادة "الحزب التركستاني" اتخذت موقفاً وسطاً بين الطرفين، تجاه ما يجري، في حين أن نسبة معتبرة من المقاتلين التركستان قد تميل إلى "هيئة تحرير الشام". ومع ذلك، تدرك الكتلة الكبيرة من مقاتلي "التركستاني" من هي "أحرار الشام"، خاصة وأن غالبية فصائل المعارضة المعتدلة ستكون إلى جانبها فيما لو شنت "الهيئة" هجومها على "ألأحرار". لذا، يعمل "التركستاني" حالياً على وساطات ولقاءات مع الداعية السعودي عبدالله المحيسني، والشرعي السابق في "جبهة النصرة" أبو ماريا القحطاني، وقيادات من "أحرار الشام" لتهدئة الأوضاع في الشمال السوري خصوصاً في باب الهوى.
وأتم "التركستاني" اجتماعات مكثفة مع "تحرير الشام" في قرية خربة الجوز، وتم التوافق على تهدئة الأمور، وتجنب أي اشتباك مسلح، بعد قيام "الهيئة" بتعزيز حواجزها في معظم المناطق التي تتواجد فيها، ووضعت أكياساً رملية، في إشارة إلى نية مبيته، كحصول اشتباك قريب.
ولا يشعر الأهالي في القرى التي يتواجد فيها "الحزب التركستاني"، بأنهم في خطر، فيما لو اندلع القتال بين "الأحرار" و"الهيئة". وجود "التركستاني" يشكل بهذا المعنى نوعاً من الحماية في حال اقتتال الفصيلين الكبيرين في الشمال السوري.
في مدينة إدلب، التي تخضع لسيطرة مشتركة بين "الهيئة" و"الأحرار"، يرى "التركستاني" وجود معضلة كبيرة، خصوصاً وأنه طرف مشارك في القوة "الأمنية" المسيطرة على المدينة. فعلياً، ظلت مشاركة "التركستاني" محدودة، بسبب حاجز اللغة. فـ"القوة الأمنية" تتطلب التواجد في أسواق المدينة ومنع المشادات الكلامية بين المدنيين وحل الخلافات بشكل ودي، وهو أمر قد يكون صعباً على أعضاء "التركستاني".
"هيئة تحرير الشام" عقدت بدورها اجتماعات مكثفة في جامع سعد، أكبر جوامع مدينة إدلب، مع مقاتلين من الشيشان والبلقان، خلال الأيام الماضية. ولم تكن نتيجة تلك الاجتماعات مبشرة لـ"الهيئة"، بسبب ميل أولئك المقاتلين إلى عدم الوقوف إلى جانبها، بل كانت أقرب إلى موقف "الحزب التركستاني"، على الرغم من عدم حضوره أياً من هذه الاجتماعات. مقاتلو الشيشان والبلقان ينظرون إلى "أحرار الشام" بكثير من الود والاحترام، ولا يمكن أن يرفعوا البنادق بوجهها.
وما يقلق "الحزب التركستاني" أيضاً، هو استهدافه من قبل خلايا "لواء جند الأقصى"، خاصة بعد الأنباء الأخيرة عن عودة العديد من مقاتليه من الرقة إلى مدينتي سرمين وخان شيخون. ويؤكد المقاتل في "التركستاني" أبو حفص الاوزبكي، أنهم يخشون من الاستهداف بطريقة الغدر، كما حصل مؤخراً في مدينة إدلب عبر العبوات اللاصقة أو السيارات المفخخة. وقُتلَ مقاتلان اثنان من "التركستاني"، مؤخراً، في سهل الروج، ولم يتم الكشف عن الجاني بعد، أو معرفة من يقف وراء العملية.
بينما يرى سكان جبل الزاوية، أن هناك محاولات لجر "التركستاني" للوقوف إلى جانب "الهيئة" في هجومها المرتقب ضد "أحرار الشام". ويتخوف الأهالي من البيانات التي صدرت، الجمعة، معتبرين أنها بداية لاشتباك وشيك، يراه البعض بداية النهاية للجهاد الشامي والبعض الآخر نهاية مرحلة معقدة من الثورة السورية.