الطيران يعجز عن وقف تقدم المعارضة في درعا
تواصل تشكيلات المعارضة المسلحة في درعا تقدمها على حساب قوات النظام والمليشيات الموالية له في حي المنشية، إذ خسرت الأخيرة حواجز "اللعبين" و"سيرياتل" و"البنايات" و"السلوم" و"دراغا"، بالإضافة إلى كتل سكنية مهمة في الحي، وفق ما أعلنت غرفة "البنيان المرصوص" التي تدير معركة "الموت ولا المذلة" منذ أكثر من 55 يوماً في حي المنشية.
المتحدث الإعلامي باسم "البنيان المرصوص" أبو شيماء، قال لـ"المدن" إن قوات المعارضة استطاعت السيطرة على "ما نسبته 65 في المئة من حي المنشية من قبضة قوات النظام والمليشيات الداعمة له وأبعدنا بذلك أي مخاطر محتملة تهدد الطرق الحيوية بين الريف الشرقي والغربي لدرعا عبر الطريق الحربي". وأكد وقوع خسائر بالغة في صفوف قوات النظام، وأوضح "قتل قرابة 57 عنصراً لقوات النظام خلال المواجهات المحتدمة في المنشية وإستطعنا أسر مجموعة من خمسة عناصر، وتم تدمير دبابة بواسطة صاروخ تاو إضافة لتدمير دشمة b10 وقتل من فيها".
وأكد أبو شيماء "أن غالبية الخطوط الدفاعية الرئيسية قد دمرت بالفعل، وما يحتفظ به النظام من الحي الآن لا يشكل 35 في المئة تقريباً، والنظام الآن في وضع لا يحسد عليه بعد استخدامه لمختلف أنواع الأسلحة والدعم البري عبر المليشيات، والجوي الروسي، واللذين فشلا إلى الأن في استرجاع أي نقطة تقدم اليها الثوار في المنشية خلال الأسابيع الماضية".
ويثبت سير العمليات العسكرية في حي المنشية مدى الالتزام الكبير بالمعركة واستمرارها من قبل الفصائل المنضوية في غرفة "البنيان المرصوص"، على الرغم من طول مدة المعركة والاستنزاف الذي ينتج عن هذا النوع من المعارك، إضافة إلى نجاح التخطيط الاستراتيجي القصير والمتوسط المدى والذي نجح إلى الأن بسياسة القضم البطيء لمواقع النظام خلال هجمات مفاجئة ومدروسة بشكل محكم، بحيث لم يعد ملاحظاً ما كانت تعتمد عليه فصائل المعارضة من هجمات تكون غالبيتها كرد فعل على انتهاكات للنظام أو استجابة لمطالب شعبية، دوماً ما تكون على عجل وغير مدروسة بجدية، وهو ما حدث في معركة "عاصفة الجنوب" التي كانت مدينة درعا هدفاً لها عام 2015 وفشلت آنذاك.
ولم يشكل الطيران الحربي الروسي والسوري فارقاً كبيراً على الأرض في الحد من القدرة العسكرية لفصائل المعارضة في اختراق دفاعات النظام، حيث بات التحصينات الهندسية والتكيف الكبير من قبل المقاتلين على الاحتماء من ضربات الطيران وثم استئناف القتال أمراً روتينياً.
لكن الطيران وجد أهدافاً أخرى مع فشله بوقف هجوم المنشية، باستهداف قرى وبلدات تبعد كيلومترات عديدة عن أرض المعركة بشكل يؤكد المسعى الانتقامي الواضح باستكمال سياسة القتل والتدمير الممنهج للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث استهدف الطيران الروسي بغارات جوية بلدة نصيب الحدودية مع الأردن في ريف درعا الشرقي، وتسبب القصف بقتل طفلة وجرح آخرين جراء انهيار منزل فوق رؤوسهم، إضافة لاستهداف بلدة الطيبة بثلاث غارات جوية أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال وجرح آخرين، كما سقط قتلى وجرحى جراء غارات أخرى استهدفت أحياء درعا البلد وحي طريق السد في درعا المحطة، حيث وثق نشطاء تنفيذ أكثر من 30 غارة جوية، وإلقاء المروحيات 40 برميلاً متفجراً، و16 صاروخ أرض-أرض من طراز "فيل"، توزعت على أحياء درعا البلد وطريق السد.