درعا: النظام يستعين بالمليشيات الأفغانية وحزب الله
استقدمت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له تعزيزات عسكرية، الخميس، إلى ما تبقى من مواقع تحت سيطرتها في حي المنشية في درعا البلد. ويستغل النظام انشغال فصائل المعارضة بالمعارك الدائرة في ريف درعا الغربي، مع "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، والذي سيطر على عدد من القرى بصورة مباغتة أثناء المواجهات بين النظام والمعارضة.
وشنت قوات النظام هجوماً على الأبنية السكينة والقطاعات التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً في حي المنشية، وسط تمهيد ناري عنيف وقصف بالطيران الروسي والمروحي السوري. وبلغ عدد الغارات، في حصيلة غير نهائية، 19 من الطيران الروسي، و29 غارة للطيران المروحي الذي ألقى براميل متفجرة على أحياء سكنية في درعا البلد، فضلاً عن القصف المدفعي والصاروخي، حيث تعرضت الأحياء إلى قصف بـ21 "صاروخ فيل"، وثماني أسطوانات متفجرة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وسقوط عدد من الجرحى.
الناطق باسم غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، التي تدير "معركة الموت ولا المذلة" أبوشيماء، قال لـ"المدن"، إن "النظام استقدم دبابتين وثلاث عربات، وسيارة زيل إضافة لعناصر من حزب الله والمليشيات الأفغانية، في محاولة منه لتنفيذ هجوم يستعيد فيه ما خسره في حي المنشية خلال الأيام الماضية".
وبحسب المصدر، فإن النظام خسر خلال هجومه "عربة شيلكا وعدداً من جنوده، إضافة لتدمير حاجز السنفور بعربة مسيرة، بعد استعادتنا لزمام المبادرة وتنفيذ هجوم معاكس هدفه تحرير حي المنشية بالكامل".
وأطلقت فصائل المعارضة في هجومها المعاكس صاروخين محليي الصنع، استهدفا مواقع لقوات النظام داخل حي المنشية، في الوقت الذي تدور فيه اشتباكات عنيفة على خطوط التماس، حيث تحاول المعارضة استكمال المرحلة الثالثة من المعركة، وإيقاف أي محاولة تقدم من قبل النظام.
دلالات كبيرة تنطوي وراء الرغبة الشديدة من قبل النظام ومليشيات، باستعادة الحضور مجدداً في حي المنشية، والعمل على التقدم باتجاه الجمرك القديم، فليس سراً أن النظام يسعى منذ أشهر للتقدم والسيطرة على جمرك درعا القديم، ومن ثم تفعيله كمعبر حدودي مع الأردن، يستطيع من خلاله النظام استثمار التبادل التجاري، والاستفادة من الرسوم الجمركية والحركة التجارية لاقتصاده المنهار.
إلا أن هذه المساعي اصطدمت بالثبات الذي حققته فصائل المعارضة في مواقعها، وتنفيذها هجمات معاكسة أربكت حسابات النظام، الذي لطالما ظن أن الضغوط الدولية والإقليمية على فصائل الجنوب والتفاهمات الروسية-الأردنية، قد تبعد أي تحرك جدي للفصائل في الجنوب السوري. لكن في الوقت نفسه، تعرف المعارضة أن أي توتر في العلاقة مع الأردن يمكن علاجه لاحقاً، خصوصاً وأن عمّان ترفض بشكل قاطع أي تواجد لمليشيات إيرانية أو حزب الله على حدودها الشمالية، وهي نقطة التقاطع بين فصائل المعارضة والأردن في درعا.
على صعيد آخر، واصلت الطائرات الحربية الروسية والمروحيات السورية، عملياتها الانتقامية من المدنيين، حيث استهدفت بلدات ومدن تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط الجبهة في حي المنشية. وشن الطيران الروسي ثماني غارات على مدينة بصرى الشام في أقصى ريف درعا الشرقي، فيما ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على المدينة، الأمر الذي تسبب بسقوط مدني وجرحى آخرين، وسط حالة نزوح من السكان نحو القرى المجاورة، في حين قضت امرأتان وأصيب آخرون بقصف بالبراميل المتفجرة استهدف بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي.