المتصوفون في سيناء:رحلة الحصار والترهيب
تلقى عشرات من سُكان قرية الروضة في منطقة بئر العبد شمالي سيناء، رسائل تحذيرية من عناصر تتبع تنظيم "ولاية سيناء"، في فبراير/شباط الماضي، تطالبهم بإلغاء حلقات الذكر في المنازل، ومنع أي مظاهر صوفية داخل مسجد القرية، وإغلاق زاوية تتبع الطريقة الجريرية الأحمدية الصوفية، مُجاورة للمسجد.
لم تجد هذه الرسائل صدى لدى سكان القرية، واكتفوا فقط بإغلاق الطرق الفرعية للقرية لمنع تسلل العناصر إليها بعد رصدهم فى المناطق الصحراوية. وبعد أشهر معدودة من الرسائل التحذيرية، تم استهداف مسجد القرية في أكبر تفجير في سيناء من حيث عدد الضحايا، أوقع أكثر من 300 قتيل.
على خلاف المظاهر الصوفية التي تأخذ طابعاً كرنفالياً في مسجد الحسين في القاهرة، ومحافظات الوجه البحري، فإن التصوف عند أبناء سيناء يتجلى في معان ومظاهر مختلفة. يوضح ذلك أحد سكان القرية التي وقع فيها تفجير المسجد، ويقول "الصوفية اللي في سيناء ليست كالصورة المنتشرة عن التصوف لجموع الناس في محافظات الوجه البحري، وتظهر في الفيديوهات الغريبة عن النت. أغلب التدين الصوفي في سيناء بين أبناء القرية وسيناء عموماً صوفي بسيط، مبني على تعلم حسن الأخلاق ونظافة اللسان والمظهر والمحبة. وجلسات الذكر مبنية على التقارب والترابط الاجتماعي".
يسكن قرية الروضة أكثر من 3000 أسرة، غالبيتهم من قبيلة السواركة، ثاني أكبر قبيلة في سيناء، وينتمي أغلبها للمتصوفة، بحسب أحد سكان القرية، الذي يوضح أن تهديدات بالخطف طالت عدداً من سكانها على مدار العامين الماضيين بسبب حلقات الذكر.
واقعة استهداف المسجد ليست الأولى التي يتعرض لها أتباع الصوفية في قرى منطقة بئر العبد شمالي سيناء، حيث تعرضت قرية الروضة نفسها، إلي تفجير ضريحين من شيوخ الصوفية عام 2013، كما شهدت قرية مزار المجاورة للروضة تفجيراً مُشابهاً لضريحي "شميعة وصبيحة" في مثل هذه الأيام عام 2016.
وبدأ استهداف الأضرحة الصوفية بعد الأحداث التي شهدتها مصر في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي، حيث جرى، آنذاك، تفجير ضريح الشيخ زويد فى مقابر المدينة بعبوات ناسفة لثلاث مرات، وتبع ذلك استهداف أضرحة الشيخ سليم أبوجرير فى مقابر قرية مزار، وضريح الشيخ حميد أبوجرير في منطقة المغارة في مركز الحسنة وسط سيناء عام 2013، قبل أن تُعاود الهجمات في 2016 تجاه ضريحي شميعة وصبيحة في قرية مزار غرب العريش.
وفي 2017، تبدلت تكتيكات الجماعات المتشددة من تفخيخ الأضرحة وتفجيرها إلى اختطاف الرموز الصوفية، كما وقع مع 7 منهم في قرى شيبانة والظهير جنوب الشيخ زويد ورفح، قبل أن يتم تحريرهم بعد التعهد بمنع إقامة حلقات ذكر، وتغيير إسم المسجد، وإغلاق كافة الزوايا الصوفية فيه.
وبحسب مصدر سيناوي، فإن "الطابع الصوفي" كان يغلب على معظم السكان هناك حتى أوائل عام 2000، قبل أن يبدأ الفكر السلفي الجهادي في التوغل داخل المدن والقرى. وكان من اللافت أن ذلك الفكر جاء محمولاً مع عشرات الطلاب الذين أنهوا دراستهم الجامعية في الاسكندرية، وساهموا بشكل كبير في انتشار تلك الأفكار في مدن وقرى سيناء.
يروي المصدر حادثة عن شخص يدعى خالد، وهو أحد أبناء قبيلة السواركة، ويقول إنه كان من أنشط الأفراد في تلك الجماعات التي نشرت الفكر السلفي الجهادي. ويضيف أن خالد درس في كلية طب الأسنان في جامعة الزقازيق، وعندما أنهى دراسته عاد إلى سيناء وشكّل مع أفراد آخرين مجموعة للتضييق على رموز الصوفية، وهدم الأضرحة، وإطلاق فتاوى تُحرض عليهم، ثم انضم لاحقاً إلى تنظيمات جهادية نفّذت عمليات استهداف لقوات الجيش والشرطة في مرحلة ما بعد 2011.
يتذكر المصدر إحدى وقائع تلك الفتاوى، ويقول "كُنا نتعرض لحالة من الاستغراب والدهشة لما كنا نسمع أن معتنقي هذه الأفكار يطلقون فتاوى تُحرم الأكل من ذبح الأب لو هو مش من أهل السنة والجماعة ومش بيقصر جلبابه، أو يطلق لحيته. وبدأوا ينشرون أفكاراً متشددة عن أن التصوف كفر، وتوزيع كُتب لمتشددين وكتب (يأتون بها من) السعودية وكتيبات صغيرة".
لم تجد هذه الرسائل صدى لدى سكان القرية، واكتفوا فقط بإغلاق الطرق الفرعية للقرية لمنع تسلل العناصر إليها بعد رصدهم فى المناطق الصحراوية. وبعد أشهر معدودة من الرسائل التحذيرية، تم استهداف مسجد القرية في أكبر تفجير في سيناء من حيث عدد الضحايا، أوقع أكثر من 300 قتيل.
على خلاف المظاهر الصوفية التي تأخذ طابعاً كرنفالياً في مسجد الحسين في القاهرة، ومحافظات الوجه البحري، فإن التصوف عند أبناء سيناء يتجلى في معان ومظاهر مختلفة. يوضح ذلك أحد سكان القرية التي وقع فيها تفجير المسجد، ويقول "الصوفية اللي في سيناء ليست كالصورة المنتشرة عن التصوف لجموع الناس في محافظات الوجه البحري، وتظهر في الفيديوهات الغريبة عن النت. أغلب التدين الصوفي في سيناء بين أبناء القرية وسيناء عموماً صوفي بسيط، مبني على تعلم حسن الأخلاق ونظافة اللسان والمظهر والمحبة. وجلسات الذكر مبنية على التقارب والترابط الاجتماعي".
يسكن قرية الروضة أكثر من 3000 أسرة، غالبيتهم من قبيلة السواركة، ثاني أكبر قبيلة في سيناء، وينتمي أغلبها للمتصوفة، بحسب أحد سكان القرية، الذي يوضح أن تهديدات بالخطف طالت عدداً من سكانها على مدار العامين الماضيين بسبب حلقات الذكر.
واقعة استهداف المسجد ليست الأولى التي يتعرض لها أتباع الصوفية في قرى منطقة بئر العبد شمالي سيناء، حيث تعرضت قرية الروضة نفسها، إلي تفجير ضريحين من شيوخ الصوفية عام 2013، كما شهدت قرية مزار المجاورة للروضة تفجيراً مُشابهاً لضريحي "شميعة وصبيحة" في مثل هذه الأيام عام 2016.
وبدأ استهداف الأضرحة الصوفية بعد الأحداث التي شهدتها مصر في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي، حيث جرى، آنذاك، تفجير ضريح الشيخ زويد فى مقابر المدينة بعبوات ناسفة لثلاث مرات، وتبع ذلك استهداف أضرحة الشيخ سليم أبوجرير فى مقابر قرية مزار، وضريح الشيخ حميد أبوجرير في منطقة المغارة في مركز الحسنة وسط سيناء عام 2013، قبل أن تُعاود الهجمات في 2016 تجاه ضريحي شميعة وصبيحة في قرية مزار غرب العريش.
وفي 2017، تبدلت تكتيكات الجماعات المتشددة من تفخيخ الأضرحة وتفجيرها إلى اختطاف الرموز الصوفية، كما وقع مع 7 منهم في قرى شيبانة والظهير جنوب الشيخ زويد ورفح، قبل أن يتم تحريرهم بعد التعهد بمنع إقامة حلقات ذكر، وتغيير إسم المسجد، وإغلاق كافة الزوايا الصوفية فيه.
وبحسب مصدر سيناوي، فإن "الطابع الصوفي" كان يغلب على معظم السكان هناك حتى أوائل عام 2000، قبل أن يبدأ الفكر السلفي الجهادي في التوغل داخل المدن والقرى. وكان من اللافت أن ذلك الفكر جاء محمولاً مع عشرات الطلاب الذين أنهوا دراستهم الجامعية في الاسكندرية، وساهموا بشكل كبير في انتشار تلك الأفكار في مدن وقرى سيناء.
يروي المصدر حادثة عن شخص يدعى خالد، وهو أحد أبناء قبيلة السواركة، ويقول إنه كان من أنشط الأفراد في تلك الجماعات التي نشرت الفكر السلفي الجهادي. ويضيف أن خالد درس في كلية طب الأسنان في جامعة الزقازيق، وعندما أنهى دراسته عاد إلى سيناء وشكّل مع أفراد آخرين مجموعة للتضييق على رموز الصوفية، وهدم الأضرحة، وإطلاق فتاوى تُحرض عليهم، ثم انضم لاحقاً إلى تنظيمات جهادية نفّذت عمليات استهداف لقوات الجيش والشرطة في مرحلة ما بعد 2011.
يتذكر المصدر إحدى وقائع تلك الفتاوى، ويقول "كُنا نتعرض لحالة من الاستغراب والدهشة لما كنا نسمع أن معتنقي هذه الأفكار يطلقون فتاوى تُحرم الأكل من ذبح الأب لو هو مش من أهل السنة والجماعة ومش بيقصر جلبابه، أو يطلق لحيته. وبدأوا ينشرون أفكاراً متشددة عن أن التصوف كفر، وتوزيع كُتب لمتشددين وكتب (يأتون بها من) السعودية وكتيبات صغيرة".