بوتين يعمق الشراكة مع إيران.. وواشنطن تؤنب موسكو
في تصريحاته عقب انتهاء القمة الإيرانية-الروسية-الأذرية، مساء الأربعاء، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن "بيان طهران مُكمّل ومسرّع للقرارات المشتركة التي تم اتخاذها في القمة الأولى" التي انعقدت في العاصمة الآذرية باكو، في العام 2006. وأضاف "مساعينا المشتركة ستمهد الطريق لتحقيق نمو سريع لاقتصادياتنا"، وأن "صندوق الاستثمار المشترك" المزمع إنشاؤه بين الدول الثلاث، سيعزز قوة هذه الدول في مجالات اقتصادية متنوعة، كما سيعزز إمكانيات التعاون بينها.
وشدد روحاني على أن القريب العاجل سيشهد الانتهاء من بناء خط رشت–استارا للسكك الحديدية، داخل إيران، ضمن مشروع ممر الشمال-الجنوب للمواصلات، الذي من المنتظر أن يربط مرفأ بندر عباس جنوبي إيران، بالعاصمة الفنلندية، هلسنكي.
من جانبه قال الرئيس الروسي، في المؤتمر الصحافي: "تطرقنا إلى الوضع الأمني في المنطقة بالتفصيل وكذلك المسائل المتعلقة بالاتفاق الخاص بالملف النووي الإيراني، وبالطبع الوضع في سوريا. وأود الإشارة إلى أننا نعمل مع إيران بشكل مثمر للغاية. ونتمكن من تنسيق المواقف حول القضية السورية. وبفضل جهودنا المشتركة، وكذلك جهود تركيا، كما تعلمون، يتطور الوضع على الأرض في مجال مكافحة الإرهاب بصورة إيجابية جداً".
وأضاف بوتين أن أي طرف لا يمكن أن يحل الأزمة السورية بشكل أحادي الجانب. وتحدث عن أهمية مشروع ممر الشمال-الجنوب، مؤكداً عزم الدول الثلاث على زيادة مساعيها المشتركة للاستفادة من الممر قدر المستطاع.
وأوضح أن القمة الثلاثية بحثت العديد من الموضوعات، مثل الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، مضيفاً: "الموضوعات الاقتصادية كانت المادة الرئيسية للمباحثات". وأكد بوتين: "نحن نسعى للتعاون المشترك في هذا المجال، لا أن ننافس بعضنا البعض". وأعرب بوتين عن أمله في التوصل قريبا إلى اتفاق بين كافة الدول المطلة على بحر قزوين حول قواعد استخدام البحر وترسيم الحدود فيه.
الرئيس الأذري إلهام علييف، قال إن التعاون المشترك بين روسيا وإيران وأذربيجان، سيكون له انعكاساته الإيجابية على المجال الاقتصادي، فضلا عن أهميته بالنسبة لأمن المنطقة واستقرارها.
ودعا رؤساء روسيا وإيران وأذربيجان، في البيان المشترك الصادر في ختام قمتهم، إلى تسوية النزاعات الإقليمية بأسرع ما يمكن على أساس القانون الدولي، وأكدوا عزمهم على مواجهة "الإرهاب والتطرف" وكذلك "الجريمة الدولية المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات وتجارة البشر ومكافحة الجرائم في مجال المعلومات". كما أكد رؤساء الدول الثلاث على "ضرورة الامتناع عن تبني مواقف مسيسة وانتقائية في مجال حقوق الإنسان". ودعا البيان المشترك للقمة إلى ضرورة الالتزام بخطة العمل المشتركة الخاصة بتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني.
من جهة أخرى، أنّب "البيت الأبيض" روسيا بعدما استخدمت حق النقض "الفيتو" لعرقلة خطة للأمم المتحدة لمواصلة تحقيق توصل في الآونة الأخيرة إلى أن سوريا قتلت العشرات بأسلحة كيماوية، وناشدت واشنطن المنظمة الدولية تجديد التحقيق. وقال البيت الأبيض في بيان أصدره الأربعاء: "إن محاولات روسيا لتقويض وإقصاء آلية التحقيق المشتركة تنم عن عدم اكتراث شديد بما نجم عن استخدام أسلحة كيماوية من معاناة وإزهاق أرواح وعدم احترام مطلق للمعايير الدولية".
وقال البيت الأبيض: "هذا الهجوم الذي يعافه الضمير يمثل المرة الرابعة التي تؤكد فيها آلية التحقيق المشتركة أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية مما يبرز همجية بشار الأسد الوحشية المروعة بل ويجعل الحماية التي تقدمها روسيا أكثر بشاعة. تناشد الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تجديد التفويض لآلية التحقيق المشتركة بما قد يمكننا من مواصلة العمل على تحديد مرتكبي هذه الهجمات المروعة وتوجيه رسالة واضحة بأن استخدام أسلحة كيماوية لن يتم التسامح معه".