"أحرار الشام" تطلق النفير العام.. لوقف هجوم "فتح الشام"
أعلن القائد العام لحركة "أحرار الشام الإسلامية" أبوعمار العمر، النفير العام للحركة بعد رفض "جبهة فتح الشام" كل المبادرات لـ"تحكيم الشرع" ووقف القتال، وهجومها ضد "جيش المجاهدين" في ريف حلب الغربي. وطلب من كافة قادة القطاعات والألوية التابعة لـ"الأحرار"، في تسجيل بثّ الأربعاء، الاستعداد لتلقي الأوامر وبدء التحركات من أجل وقف القتال.
وتشهد بلدات ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي، منذ الإثنين، حالة توتر عقب قيام "جبهة فتح الشام" بحشد أرتال تابعة لها من "قطاع البادية"، لشنّ هجوم على مقرات "جيش المجاهدين" بالقرب من بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي.
وتزامن ذلك مع مناشدات أطلقها قائد "جيش المجاهدين" المقدم المنشق محمد جمعة بكور، عبر مقاطع صوتية نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، للفصائل المقاتلة في الشمال السوري، من أجل الوقوف في وجه اعتداء محتمل لـ"جبهة فتح الشام" على مقرات "جيش المجاهدين". وقال بكور: "أرتال من جبهة النصرة تحشد ضد مقرات الجيش في ريف حلب الغربي، ونحن لم نعتد على أحد، ونطالب بوقفة مشرفة للفصائل المقاتلة مع جيشنا وقضيتنا العادلة".
نشطاء الثورة حذروا من احتمال مهاجمة "جبهة فتح الشام" لمعاقل "جيش المجاهدين" الرئيسية في ريف حلب الغربي، مؤكدين وصول تعزيزات لـ"فتح الشام" من "قطاع البادية" ومنطقة حارم، وتجمعها بالقرب من مقرات "الجيش".
حالة التوتر والخوف من احتمال تقدم ارتال "فتح الشام"، دفعت أبناء بلدات الأتارب وباتبو والابزمو وسرمدا وحزانو، للتظاهر تضامناً مع "جيش المجاهدين" رفضا لمحاولات "فتح الشام" شنّ عمل عسكري يستهدفه.
قائد "غرفة عمليات الراشدين" التابعة لـ"جيش المجاهدين" النقيب أمين ملحيس، قال في تغريدات له في "تويتر": "لا عدو لنا الا ميليشيات إيران الرافضية وأذقناهم وما زلنا نذيقهم بأسنا، ولمن تسول له نفسه البغي علينا سنضعه في خندق هذه المليشيات وسنذيقه ما أذقناهم".
القائد العسكري في "جيش المجاهدين" النقيب أحمد عبد القادر، حذر "فتح الشام" قائلاً: "وإن حدث اعتداؤكم على مقراتنا سنصنفكم في خندق إيران، وسنذيقكم ما أذقناها طوال ثلاثة أعوام".
في المقابل، وفي ظل تحركات عسكرية غير طبيعية في المنطقة، تواردت أنباء عن مفاوضات بين "جيش المجاهدين" وحركة "أحرار الشام الإسلامية"، بغرض مبايعة "جيش المجاهدين" لـ"الأحرار"، والانضمام إلى صفوفها، كي يتم تفادي اقتحام "فتح الشام" لمقرات "جيش المجاهدين" واستئصاله بذريعة المشاركة في مؤتمر أستانة. ويأتي ذلك في ظل انتشار اشاعات عن عزم "فتح الشام" إنهاء جميع الفصائل الموقعة على المشاركة في المؤتمر.
القيادي السابق في "فتح الشام" صالح الحموي، الملقب بـ"أس الصراع" قال في تويتر، مخاطباً عناصر "فتح الشام" وقادتها وشرعييها: "يا شرعيي و قادة وجنود فتح الشام، الشخص الذي نقل لكم أن الفصائل وقعت في أستانة على قتالكم هو شيطان مخابراتي، يا جنود فتح الشام شرعييكم وقادتكم يغرونكم ويكذبون عليكم ليستحلوا دم فصيل بنقل كاذب وتوهمات وهواجس نفسية".
وزاد من توتر المشهد توسع رقعة التظاهرات المدنية التي طالبت "فتح الشام" بالكف عن اعتداءاتها المتكررة على الفصائل، خاصة بعدما قَطع المتظاهرون طرقاً رئيسية في المنطقة، وخروج مظاهرة شارك فيها مدنيون وفعاليات ثورية، اعترضت طريق ادلب-باب الهوى، وأغلقته.
ردت "فتح الشام" بفصل أبراج الانترنت في منطقة جبل رأس الحصن، وحطمت عدداً منها، لقطع أي تغطية إعلامية للحدث بشكل عام، وللمظاهرات بشكل خاص بحسب تصريحات للناشط الإعلامي حمود قنطار.
مدير فريق "انتهاكات جبهة النصرة" عاصم زيدان، قال لـ"المدن"، إن "القوة الأمنية" في "فتح الشام" في رأس الحصن القريبة من معبر باب الهوى الحدودي بقيادة أميرها المعروف بـ"أبو سعيد رأس الحصن"، قامت بتحطيم أبراج الانترنت التي تغذي الشمال السوري، لمنع التواصل، والتكتم على عملية القضاء على "جيش المجاهدين"، وأي حراك مدني يعارضها.
الناشط أحمد الشيخ علي، تحدث عن المظاهرات، واستياء أهالي المنطقة من ممارسات "فتح الشام"، بالقول إن تظاهرات المدنيين المطالبين بوقف اعتداءات "فتح الشام" مستمرة، والمتظاهرون تمكنوا من إيقاف تقدم رتل تابع لها، متوجه لاقتحام بلدة الحلزون، التي تضم مستودعات السلاح الرئيسية لـ"جيش المجاهدين"، والمتظاهرون ينوون الوقوف في وجه أي تقدم باتجاه مقرات "الجيش".
من جهتها، الفصائل الموقعة على اتفاقية "الدفاع المشترك" في وجه تهديدات "فتح الشام" و"جند الأقصى"، أرسلت تعزيزات إلى محيط مقرات "جيش المجاهدين"، على رأسها قوة مركزية من "حركة أحرار الشام" و"صقور الشام" و"جيش الإسلام"، بهدف التصدي لأرتال "فتح الشام" في حال قررت بدء الهجوم على "الجيش". في الوقت نفسه، ارتفعت حدة التوترات، وتوسعت رقعتها مع وصول تعزيزات "فتح الشام" قادمة من "قطاع الساحل" إلى مناطق جبل الزاوية، وقيام مجموعات "فتح الشام" في ريف إدلب الشرقي بمحاصرة مقرات تابعة لـ"جيش المجاهدين" في قرية معرشورين، وطالبت باستسلام العناصر داخل المقر، وتسليم انفسهم. وذلك بعدما اعتقلت ذات المجموعات عناصر من "فيلق الشام" على حاجز الزعلانة على مدخل القرية، وهم قوات فصل بين الطرفين.
ريف حلب الشمالي لم يكن بمعزل عن التطورات الأخيرة، فقد سيطرت قوات تابعة لـ"فتح الشام" وبدعم من مجموعات من "حركة نور الدين زنكي" على مقرات لـ"جيش المجاهدين" و"الجبهة الشامية" في عندان، ومنطقة آسيا بالقرب من حريتان.
دعم "الزنكي" لقوات "فتح الشام" سبقه دعم آخر من مجموعات "جند الأقصى" المتواجدة في مدينة سرمين. وبحسب ما قاله لـ"المدن" مصدر من المكتب الإعلامي لـ"صقور الشام"، فقد خرج بعد منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء، رتل مكون من أكثر من عشر سيارات دفع رباعي عليها رايات لـ"فتح الشام" ومزودة برشاشات، من مدينة سرمين معقل "جند الأقصى" الرئيسي باتجاه منطقة الأتارب. المصدر أكد أن البيان الصادر عن "فتح الشام" حول رفض بيعة "الجند" وفصلهم من صفوفها، "هو من باب الخداع المتقن الذي تجيده النصرة، وجند الأقصى على حد سواء".
الفصائل المؤازرة لـ"جيش المجاهدين" تصدت لمحاولة تقدم رتل "فتح الشام" باتجاه بلدة الحلزون فجر الثلاثاء، في ظل قيام أعيان ومجالس عسكرية في غالبية البلدات والقرى في ريف ادلب، بتوقيع اتفاقيات لتحييد تلك البلدات عن أي نزاع مرتبط بالفصائلية. وفي ظل تعهدات قطعتها "حركة أحرار الشام" على نفسها لمنع أي اقتحام محتمل لـ"فتح الشام" ضد بلدة الحلزون. واعتبر مراقبون أن ذلك كان تغييراً مفاجئاً بالموقف لـ"أحرار الشام"؛ من قوة داعمة لـ"جيش المجاهدين" إلى قوة فصل بين "فتح الشام" و"الجيش".
وساد بعد ذلك هدوء حذر، رافقته أنباء عن اتفاقيات ولقاءات تهدف إلى انضمام "جيش المجاهدين" إلى "الأحرار" بشكل رسمي. ثمّ انتقلت المواجهات بشكل مفاجئ صباح الثلاثاء إلى القسم الشرقي من جبل الزاوية، بين "فتح الشام" و"صقور الشام" لأنها آزرت "حركة أحرار الشام" في مواجهاتها مع "جند الأقصى" في جبل الزاوية قبل بضعة أيام، وأرسلت تعزيزات لدعم موقف "جيش المجاهدين" في وجه تقدم "فتح الشام" باتجاه مقراته.
الاشتباكات بين "فتح الشام" و"صقور الشام" استمرت طيلة الثلاثاء ولا تزال مستمرة، مع برود واضح في مواقف الفصائل الموقعة على اتفاقية "الدفاع المشترك" في وجه اعتداءات "جند الأقصى" و"فتح الشام". في حين أن التوترات على جبهة "جيش المجاهدين" انتهت بإعلان "الجيش" الانضمام إلى "أحرار الشام" بعد تسليم سلاحه الموجود في مستودعات بلدة الحلزون إلى قوات من "فتح الشام".
"فتح الشام" أصدرت بياناً، ليل الثلاثاء-الأربعاء، كان بمثابة إعلان حرب على الفصائل المشاركة في مؤتمر أستانة. وتلقت "فتح الشام" إدانات مختلفة، تعددت مصادرها وجهاتها، بسبب الاعتداء على "جيش المجاهدين". فقد أصدر "المجلس الإسلامي السوري" بياناً وصف اعتداء "فتح الشام" على "الجيش"، "بالخبيث الذي يلبس ثوب ناسك". كما أصدر عدد من علماء الدين والمشايخ في ادلب وحلب، بياناً يطالب "فتح الشام" بالعودة عن هذا الاعتداء، محذرين من مغبته.
الموقف الأبرز كان انشقاق القيادي في "فتح الشام" والشرعي العام فيها علي العرجاني، بسبب "بغيها وغلوها". كما ذكر العرجاني في تغريدات له في "تويتر": "ما قامت به جبهة فتح الشام من العدوان على جيش المجاهدين وغيره هو إجرام يجب البراءة منه، اللهم إني أبرأ إليك مما فعلت جبهة فتح الشام".
بدوره، القيادي البارز في "فتح الشام" أبو ماريا القحطاني، وعضو مجلس شورتها، وصاحب التأثير الكبير على "قطاع البادية"، انتقد أيضا اعتداء "فتح الشام" وطالب أرتالها بالعودة قائلاً: "نصيحتي لفتح الشام سحب ارتالها، فالفوز هو الفوز برضى الله. التمكين أن تتمكن من كتم شهوات النفوس. التغلب ان تتغلب على هواك وتفكر بعقل سليم".
موقف القياديين البارزين، وتأثيرهما الكبير على "قطاع البادية" الذي يعتبر من أقوى وأغنى قطاعات "فتح الشام"، كان ربما من القضايا التي لم تكن في حسبان الجولاني، وأصحاب القرار من حوله أثناء إتخاذهم قرار الهجوم على "جيش المجاهدين"، الذي انتهى به الأمر لأن يكون "جيش المجاهدين" التابع لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية".
يشار إلى أن "جيش المجاهدين"، يعد من الفصائل التي يُنسب لها الفضل الكبير في طرد تنظيم "داعش" من حلب وريفها، هو من أكبر تجمعات الفصائل المقاتلة في الشمال السوري، وكان قد تشكل في نيسان/إبريل 2014، ويعمل تحت راية الجيش السوري الحر. ولـ"جيش المجاهدين" انتشار واسع في ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي، ويبلغ تعداد مقاتليه حوالي 3500 مقاتل، ويتلقى دعماً من غرفة العمليات المشتركة في تركيا "موم"، ويعمل بشكل رئيسي ضمن غرفة عمليات "فتح حلب".
في المقابل، وفي ظل تحركات عسكرية غير طبيعية في المنطقة، تواردت أنباء عن مفاوضات بين "جيش المجاهدين" وحركة "أحرار الشام الإسلامية"، بغرض مبايعة "جيش المجاهدين" لـ"الأحرار"، والانضمام إلى صفوفها، كي يتم تفادي اقتحام "فتح الشام" لمقرات "جيش المجاهدين" واستئصاله بذريعة المشاركة في مؤتمر أستانة. ويأتي ذلك في ظل انتشار اشاعات عن عزم "فتح الشام" إنهاء جميع الفصائل الموقعة على المشاركة في المؤتمر.
القيادي السابق في "فتح الشام" صالح الحموي، الملقب بـ"أس الصراع" قال في تويتر، مخاطباً عناصر "فتح الشام" وقادتها وشرعييها: "يا شرعيي و قادة وجنود فتح الشام، الشخص الذي نقل لكم أن الفصائل وقعت في أستانة على قتالكم هو شيطان مخابراتي، يا جنود فتح الشام شرعييكم وقادتكم يغرونكم ويكذبون عليكم ليستحلوا دم فصيل بنقل كاذب وتوهمات وهواجس نفسية".
وزاد من توتر المشهد توسع رقعة التظاهرات المدنية التي طالبت "فتح الشام" بالكف عن اعتداءاتها المتكررة على الفصائل، خاصة بعدما قَطع المتظاهرون طرقاً رئيسية في المنطقة، وخروج مظاهرة شارك فيها مدنيون وفعاليات ثورية، اعترضت طريق ادلب-باب الهوى، وأغلقته.
ردت "فتح الشام" بفصل أبراج الانترنت في منطقة جبل رأس الحصن، وحطمت عدداً منها، لقطع أي تغطية إعلامية للحدث بشكل عام، وللمظاهرات بشكل خاص بحسب تصريحات للناشط الإعلامي حمود قنطار.
مدير فريق "انتهاكات جبهة النصرة" عاصم زيدان، قال لـ"المدن"، إن "القوة الأمنية" في "فتح الشام" في رأس الحصن القريبة من معبر باب الهوى الحدودي بقيادة أميرها المعروف بـ"أبو سعيد رأس الحصن"، قامت بتحطيم أبراج الانترنت التي تغذي الشمال السوري، لمنع التواصل، والتكتم على عملية القضاء على "جيش المجاهدين"، وأي حراك مدني يعارضها.
الناشط أحمد الشيخ علي، تحدث عن المظاهرات، واستياء أهالي المنطقة من ممارسات "فتح الشام"، بالقول إن تظاهرات المدنيين المطالبين بوقف اعتداءات "فتح الشام" مستمرة، والمتظاهرون تمكنوا من إيقاف تقدم رتل تابع لها، متوجه لاقتحام بلدة الحلزون، التي تضم مستودعات السلاح الرئيسية لـ"جيش المجاهدين"، والمتظاهرون ينوون الوقوف في وجه أي تقدم باتجاه مقرات "الجيش".
من جهتها، الفصائل الموقعة على اتفاقية "الدفاع المشترك" في وجه تهديدات "فتح الشام" و"جند الأقصى"، أرسلت تعزيزات إلى محيط مقرات "جيش المجاهدين"، على رأسها قوة مركزية من "حركة أحرار الشام" و"صقور الشام" و"جيش الإسلام"، بهدف التصدي لأرتال "فتح الشام" في حال قررت بدء الهجوم على "الجيش". في الوقت نفسه، ارتفعت حدة التوترات، وتوسعت رقعتها مع وصول تعزيزات "فتح الشام" قادمة من "قطاع الساحل" إلى مناطق جبل الزاوية، وقيام مجموعات "فتح الشام" في ريف إدلب الشرقي بمحاصرة مقرات تابعة لـ"جيش المجاهدين" في قرية معرشورين، وطالبت باستسلام العناصر داخل المقر، وتسليم انفسهم. وذلك بعدما اعتقلت ذات المجموعات عناصر من "فيلق الشام" على حاجز الزعلانة على مدخل القرية، وهم قوات فصل بين الطرفين.
ريف حلب الشمالي لم يكن بمعزل عن التطورات الأخيرة، فقد سيطرت قوات تابعة لـ"فتح الشام" وبدعم من مجموعات من "حركة نور الدين زنكي" على مقرات لـ"جيش المجاهدين" و"الجبهة الشامية" في عندان، ومنطقة آسيا بالقرب من حريتان.
دعم "الزنكي" لقوات "فتح الشام" سبقه دعم آخر من مجموعات "جند الأقصى" المتواجدة في مدينة سرمين. وبحسب ما قاله لـ"المدن" مصدر من المكتب الإعلامي لـ"صقور الشام"، فقد خرج بعد منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء، رتل مكون من أكثر من عشر سيارات دفع رباعي عليها رايات لـ"فتح الشام" ومزودة برشاشات، من مدينة سرمين معقل "جند الأقصى" الرئيسي باتجاه منطقة الأتارب. المصدر أكد أن البيان الصادر عن "فتح الشام" حول رفض بيعة "الجند" وفصلهم من صفوفها، "هو من باب الخداع المتقن الذي تجيده النصرة، وجند الأقصى على حد سواء".
الفصائل المؤازرة لـ"جيش المجاهدين" تصدت لمحاولة تقدم رتل "فتح الشام" باتجاه بلدة الحلزون فجر الثلاثاء، في ظل قيام أعيان ومجالس عسكرية في غالبية البلدات والقرى في ريف ادلب، بتوقيع اتفاقيات لتحييد تلك البلدات عن أي نزاع مرتبط بالفصائلية. وفي ظل تعهدات قطعتها "حركة أحرار الشام" على نفسها لمنع أي اقتحام محتمل لـ"فتح الشام" ضد بلدة الحلزون. واعتبر مراقبون أن ذلك كان تغييراً مفاجئاً بالموقف لـ"أحرار الشام"؛ من قوة داعمة لـ"جيش المجاهدين" إلى قوة فصل بين "فتح الشام" و"الجيش".
وساد بعد ذلك هدوء حذر، رافقته أنباء عن اتفاقيات ولقاءات تهدف إلى انضمام "جيش المجاهدين" إلى "الأحرار" بشكل رسمي. ثمّ انتقلت المواجهات بشكل مفاجئ صباح الثلاثاء إلى القسم الشرقي من جبل الزاوية، بين "فتح الشام" و"صقور الشام" لأنها آزرت "حركة أحرار الشام" في مواجهاتها مع "جند الأقصى" في جبل الزاوية قبل بضعة أيام، وأرسلت تعزيزات لدعم موقف "جيش المجاهدين" في وجه تقدم "فتح الشام" باتجاه مقراته.
الاشتباكات بين "فتح الشام" و"صقور الشام" استمرت طيلة الثلاثاء ولا تزال مستمرة، مع برود واضح في مواقف الفصائل الموقعة على اتفاقية "الدفاع المشترك" في وجه اعتداءات "جند الأقصى" و"فتح الشام". في حين أن التوترات على جبهة "جيش المجاهدين" انتهت بإعلان "الجيش" الانضمام إلى "أحرار الشام" بعد تسليم سلاحه الموجود في مستودعات بلدة الحلزون إلى قوات من "فتح الشام".
"فتح الشام" أصدرت بياناً، ليل الثلاثاء-الأربعاء، كان بمثابة إعلان حرب على الفصائل المشاركة في مؤتمر أستانة. وتلقت "فتح الشام" إدانات مختلفة، تعددت مصادرها وجهاتها، بسبب الاعتداء على "جيش المجاهدين". فقد أصدر "المجلس الإسلامي السوري" بياناً وصف اعتداء "فتح الشام" على "الجيش"، "بالخبيث الذي يلبس ثوب ناسك". كما أصدر عدد من علماء الدين والمشايخ في ادلب وحلب، بياناً يطالب "فتح الشام" بالعودة عن هذا الاعتداء، محذرين من مغبته.
الموقف الأبرز كان انشقاق القيادي في "فتح الشام" والشرعي العام فيها علي العرجاني، بسبب "بغيها وغلوها". كما ذكر العرجاني في تغريدات له في "تويتر": "ما قامت به جبهة فتح الشام من العدوان على جيش المجاهدين وغيره هو إجرام يجب البراءة منه، اللهم إني أبرأ إليك مما فعلت جبهة فتح الشام".
بدوره، القيادي البارز في "فتح الشام" أبو ماريا القحطاني، وعضو مجلس شورتها، وصاحب التأثير الكبير على "قطاع البادية"، انتقد أيضا اعتداء "فتح الشام" وطالب أرتالها بالعودة قائلاً: "نصيحتي لفتح الشام سحب ارتالها، فالفوز هو الفوز برضى الله. التمكين أن تتمكن من كتم شهوات النفوس. التغلب ان تتغلب على هواك وتفكر بعقل سليم".
موقف القياديين البارزين، وتأثيرهما الكبير على "قطاع البادية" الذي يعتبر من أقوى وأغنى قطاعات "فتح الشام"، كان ربما من القضايا التي لم تكن في حسبان الجولاني، وأصحاب القرار من حوله أثناء إتخاذهم قرار الهجوم على "جيش المجاهدين"، الذي انتهى به الأمر لأن يكون "جيش المجاهدين" التابع لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية".
يشار إلى أن "جيش المجاهدين"، يعد من الفصائل التي يُنسب لها الفضل الكبير في طرد تنظيم "داعش" من حلب وريفها، هو من أكبر تجمعات الفصائل المقاتلة في الشمال السوري، وكان قد تشكل في نيسان/إبريل 2014، ويعمل تحت راية الجيش السوري الحر. ولـ"جيش المجاهدين" انتشار واسع في ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي، ويبلغ تعداد مقاتليه حوالي 3500 مقاتل، ويتلقى دعماً من غرفة العمليات المشتركة في تركيا "موم"، ويعمل بشكل رئيسي ضمن غرفة عمليات "فتح حلب".