قائد "أحرار الشام" الجديد: من "القاعدة" إلى "الإخوان المُجددين"
بعد الأزمة الأخيرة التي عصفت بـ"مجلس شورى حركة أحرار الشام الإسلامية"، صدر بيان عن "المجلس"، الثلاثاء، أُعلِنَ فيه تعيين علي العمر "أبو عمار"، المهندس المعماري من قرية تفتناز في ريف إدلب، قائداً عاماً جديداً لـ"الحركة". وكان ثمانية أعضاء من المحسوبين على التيار المحافظ في "مجلس الشورى" قد علّقوا عضويتهم، على خلفية اختيار أمير جديد للحركة، بعد نهاية ولاية الأمير السابق مهند المصري.
وبدأ "أبو عمار" مهامه بعقد اجتماعات مكثفة مع الأعضاء المعلقين عضويتهم في "مجلس الشورى" وقادة منشقين من "الحركة" في عهد المصري، في محاولة للملمة الصفوف الداخلية. وتنتظر "أبو عمار" مجموعة من الملفات الشائكة ليس أقلها الوضع في حلب، والمفاوضات مع "فتح الشام" وتأثير ذلك على تصنيف "أحرار الشام". فالتقارب مع "فتح الشام" سيعرض "الأحرار" للاستهداف المباشر، والابتعاد عنها، سيؤدي إلى فقدان المزيد من مناطق السيطرة للمعارضة.
مسألة تعليق عضوية التيار "المحافظ" في "مجلس الشورى" المكون من 22 عضواً، جاءت في أحد أسبابها، احتجاجاً، على محاولة التمديد للمصري لولاية جديدة. لكن، الخلاف ضمن "مجلس الشورى" يبدو أعمق من ذلك، مع النزاع بين التيار "المحافظ" و"الثوري" داخل الحركة، والذي هيمن على "أحرار الشام" منذ تأسيسها.
وسيرة "أبو عمار" الشخصية، تحمل إيجازاً لهذا النزاع ضمن "الأحرار"؛ فهو من مواليد العام 1978، وبعد تنقل طويل بين العراق واليمن، عاد إلى سوريا والتحق بـ"صقور الشام" المحسوبة على التيار السلفي مطلع العام 2013، نتيجة العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع بين عمه علي العمر، القيادي "الإخواني" السابق، وبين والد "أمير صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ.
بدأ "أبو عمار" حياته في العراق بعدما نزح أهله إليها نتيجة أحداث الثمانينات في سوريا وملاحقة "الإخوان المسلمين" فيها، ومنها حصل على شهادة الهندسة المعمارية، لينخرط بعد ذلك في صفوف المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي في العام 2003، ثم انتقل مع عائلته إلى اليمن، وانضمّ هناك إلى تنظيم "القاعدة"، قبل العودة إلى سوريا.
و"أبو عمار" هو مهندس الاندماج بين "صقور الشام" و"أحرار الشام" عندما كان يشغل منصبي "المتحدث الرسمي" ونائب القائد العام لـ"صقور الشام"، إلى حين اندماج الفصيلين مطلع العام 2015. وتسلم "أبو عمار" موقع نائب أمير "أحرار الشام" في آذار/مارس 2015، وبقي فيه لعام كامل رغم انشقاق أبو عيسى الشيخ، عن "الأحرار". ويُعرفُ عن "أبو عمار" ميله للحوار مع الجميع، رغم أنه نشأ في بيئة قريبة من "الإخوان المسلمين"، وتجربته العملية مع "القاعدة" في العراق واليمن.
وعلى الرغم من أن الأمير الجديد "أبو عمار" يتميز بعلاقته الجيدة مع "القاعدة" و"الإخوان"، بعدما تنقل بينهما، إلا أنه يُحسب على التيار "الثوري" في "أحرار الشام"، الذي ينتمي إليه الأمير السابق للحركة مهند المصري. الأمر الذي كان أحد مصادر النزاع بين التيارين؛ "السلفي الجهادي-المحافظ" و"الإخواني المُجدد-الثوري"، ضمن "أحرار الشام".
"الأمير" الأسبق لـ"الحركة" ومؤسسها حسان عبود "أبو عبدالله الحموي"، كان قد تتلمذ في سجن صيدنايا على يدي أبو خالد السوري وأبو مصعب السوري، كبار شيوخ "القاعدة"، وشهدت "أحرار الشام" في عهده حتى مقتله في أيلول/سبتمبر 2014، انفتاحاً على "القاعدة"، في حين يُعتبر العام 2015-2016 الذي تولي فيه مهند المصري، موقع القائد العام لـ"حركة أحرار الشام"، عام تجديد وانسلاخ لـ"الحركة" عن العباءة السلفية الجهادية، والسماح للقادة الشباب بتولي مناصب استراتيجية مهمة كالقائد العسكري أبو عبدالله الشامي "التركماني"، ومسؤول الجناح السياسي منير السيال، وحتى على صعيد "إمارات" المدن والمناطق التي تسيطر عليها "الحركة" في الداخل، كـ"أمير إدلب" بلال جبيروا.
وعلى الرغم من تواجد المصري إلى جانب الحموي في سجن صيدنايا، لكنه عندما تولى "الإمارة" تقارب مع تيار المُجددين في "الإخوان المسلمين". فابتعاد "الحركة" عن التيار السلفي الجهادي، في عهد المصري، قرّبها من جماعة "الإخوان المسلمين" وفصائلها العسكرية كـ"فيلق الشام".
وكان "أبو عمار" والمصري، قد حاولا زيادة موارد "أحرار الشام" خلال فترة ولاية المصري. فالحركة تحصل على تمويل لا يكفي لتغطية احتياجاتها العسكرية، ويحصل كل مقاتل فيها فقط على 75 دولاراً كل 45 يوم. مصادر "المدن" أشارت إلى أن المصري و"أبو عمار" ساهما في افتتاح شركة لتصدير الخردوات من سوريا الى تركيا، عبر باب الهوى، ما وفّر دخلاً شهرياً إضافياً للحركة.
مصادر "المدن" المقربة من أعضاء "مجلس الشورى" المعلقين لعضويتهم، أكدت أن "أبو عمار" يتحمل جزءاً من التخبط الذي عاشته الحركة في عهد المصري، خصوصاً في الشق العسكري، بعد إقالة القائد العسكري أبو صالح الطحان، واستبداله بـ"أبو عبدالله الشامي" القائد الشاب المقرب من تركيا. وتؤكد المصادر أن من أبرز المشاكل التي اخفق المصري ونائبه "أبو عمار" في حلها، هي عدم قدرتهما على حماية الكوادر العسكرية للحركة التي استنزفت بفعل الاغتيالات التي طالت العديد منهم، وإخفافهما في حل مشكلة تنظيم "جند الأقصى" مع "الأحرار" والاقتتال بينهما، وليس آخراً، الإخفاق الكبير في فك الحصار عن مدينة حلب.
ويحمل التيار المتشدد على المصري و"أبو عمار"، أنهما من عقلية سياسية لا عسكرية، الأمر الذي انعكس في التعيينات التي أجراها المصري بدءاً من القائد العسكري للحركة "التركماني"، وصولاً إلى مسؤول الجناح السياسي منير السيال. وهي أمور، يراها "التيار الثوري" من أهم منجزات المصري و"أبو عمار"، وتوضيحاً لخطها الثوري الملتزم بالقضية السورية.
وبدأ "أبو عمار" مهامه بعقد اجتماعات مكثفة مع الأعضاء المعلقين عضويتهم في "مجلس الشورى" وقادة منشقين من "الحركة" في عهد المصري، في محاولة للملمة الصفوف الداخلية. وتنتظر "أبو عمار" مجموعة من الملفات الشائكة ليس أقلها الوضع في حلب، والمفاوضات مع "فتح الشام" وتأثير ذلك على تصنيف "أحرار الشام". فالتقارب مع "فتح الشام" سيعرض "الأحرار" للاستهداف المباشر، والابتعاد عنها، سيؤدي إلى فقدان المزيد من مناطق السيطرة للمعارضة.
مسألة تعليق عضوية التيار "المحافظ" في "مجلس الشورى" المكون من 22 عضواً، جاءت في أحد أسبابها، احتجاجاً، على محاولة التمديد للمصري لولاية جديدة. لكن، الخلاف ضمن "مجلس الشورى" يبدو أعمق من ذلك، مع النزاع بين التيار "المحافظ" و"الثوري" داخل الحركة، والذي هيمن على "أحرار الشام" منذ تأسيسها.
وسيرة "أبو عمار" الشخصية، تحمل إيجازاً لهذا النزاع ضمن "الأحرار"؛ فهو من مواليد العام 1978، وبعد تنقل طويل بين العراق واليمن، عاد إلى سوريا والتحق بـ"صقور الشام" المحسوبة على التيار السلفي مطلع العام 2013، نتيجة العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع بين عمه علي العمر، القيادي "الإخواني" السابق، وبين والد "أمير صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ.
بدأ "أبو عمار" حياته في العراق بعدما نزح أهله إليها نتيجة أحداث الثمانينات في سوريا وملاحقة "الإخوان المسلمين" فيها، ومنها حصل على شهادة الهندسة المعمارية، لينخرط بعد ذلك في صفوف المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي في العام 2003، ثم انتقل مع عائلته إلى اليمن، وانضمّ هناك إلى تنظيم "القاعدة"، قبل العودة إلى سوريا.
و"أبو عمار" هو مهندس الاندماج بين "صقور الشام" و"أحرار الشام" عندما كان يشغل منصبي "المتحدث الرسمي" ونائب القائد العام لـ"صقور الشام"، إلى حين اندماج الفصيلين مطلع العام 2015. وتسلم "أبو عمار" موقع نائب أمير "أحرار الشام" في آذار/مارس 2015، وبقي فيه لعام كامل رغم انشقاق أبو عيسى الشيخ، عن "الأحرار". ويُعرفُ عن "أبو عمار" ميله للحوار مع الجميع، رغم أنه نشأ في بيئة قريبة من "الإخوان المسلمين"، وتجربته العملية مع "القاعدة" في العراق واليمن.
وعلى الرغم من أن الأمير الجديد "أبو عمار" يتميز بعلاقته الجيدة مع "القاعدة" و"الإخوان"، بعدما تنقل بينهما، إلا أنه يُحسب على التيار "الثوري" في "أحرار الشام"، الذي ينتمي إليه الأمير السابق للحركة مهند المصري. الأمر الذي كان أحد مصادر النزاع بين التيارين؛ "السلفي الجهادي-المحافظ" و"الإخواني المُجدد-الثوري"، ضمن "أحرار الشام".
"الأمير" الأسبق لـ"الحركة" ومؤسسها حسان عبود "أبو عبدالله الحموي"، كان قد تتلمذ في سجن صيدنايا على يدي أبو خالد السوري وأبو مصعب السوري، كبار شيوخ "القاعدة"، وشهدت "أحرار الشام" في عهده حتى مقتله في أيلول/سبتمبر 2014، انفتاحاً على "القاعدة"، في حين يُعتبر العام 2015-2016 الذي تولي فيه مهند المصري، موقع القائد العام لـ"حركة أحرار الشام"، عام تجديد وانسلاخ لـ"الحركة" عن العباءة السلفية الجهادية، والسماح للقادة الشباب بتولي مناصب استراتيجية مهمة كالقائد العسكري أبو عبدالله الشامي "التركماني"، ومسؤول الجناح السياسي منير السيال، وحتى على صعيد "إمارات" المدن والمناطق التي تسيطر عليها "الحركة" في الداخل، كـ"أمير إدلب" بلال جبيروا.
وعلى الرغم من تواجد المصري إلى جانب الحموي في سجن صيدنايا، لكنه عندما تولى "الإمارة" تقارب مع تيار المُجددين في "الإخوان المسلمين". فابتعاد "الحركة" عن التيار السلفي الجهادي، في عهد المصري، قرّبها من جماعة "الإخوان المسلمين" وفصائلها العسكرية كـ"فيلق الشام".
وكان "أبو عمار" والمصري، قد حاولا زيادة موارد "أحرار الشام" خلال فترة ولاية المصري. فالحركة تحصل على تمويل لا يكفي لتغطية احتياجاتها العسكرية، ويحصل كل مقاتل فيها فقط على 75 دولاراً كل 45 يوم. مصادر "المدن" أشارت إلى أن المصري و"أبو عمار" ساهما في افتتاح شركة لتصدير الخردوات من سوريا الى تركيا، عبر باب الهوى، ما وفّر دخلاً شهرياً إضافياً للحركة.
مصادر "المدن" المقربة من أعضاء "مجلس الشورى" المعلقين لعضويتهم، أكدت أن "أبو عمار" يتحمل جزءاً من التخبط الذي عاشته الحركة في عهد المصري، خصوصاً في الشق العسكري، بعد إقالة القائد العسكري أبو صالح الطحان، واستبداله بـ"أبو عبدالله الشامي" القائد الشاب المقرب من تركيا. وتؤكد المصادر أن من أبرز المشاكل التي اخفق المصري ونائبه "أبو عمار" في حلها، هي عدم قدرتهما على حماية الكوادر العسكرية للحركة التي استنزفت بفعل الاغتيالات التي طالت العديد منهم، وإخفافهما في حل مشكلة تنظيم "جند الأقصى" مع "الأحرار" والاقتتال بينهما، وليس آخراً، الإخفاق الكبير في فك الحصار عن مدينة حلب.
ويحمل التيار المتشدد على المصري و"أبو عمار"، أنهما من عقلية سياسية لا عسكرية، الأمر الذي انعكس في التعيينات التي أجراها المصري بدءاً من القائد العسكري للحركة "التركماني"، وصولاً إلى مسؤول الجناح السياسي منير السيال. وهي أمور، يراها "التيار الثوري" من أهم منجزات المصري و"أبو عمار"، وتوضيحاً لخطها الثوري الملتزم بالقضية السورية.