سليمان الأسد وفك استعصاء سجن طرطوس
خلال العامين الماضيين، حدثت استعصاءات في سجون حماة وحمص والسويداء، وتمكنت وسائل الإعلام من نقل الأخبار عنها، الأمر الذي ساهم في الحؤول دون ارتكاب النظام مجازر فيها. الأمر لم يتكرر في استعصاء السجناء في سجن طرطوس، إذ لا يعرف وضع المعتقلين فيه، بعد فض استعصائهم مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، إذ لم يتمكن النشطاء من نقل أخبار الاستعصاء، ولا معرفة ما نتج عن قمعه.
ولا تتجاوز نسبة السكان السنة إلى العلويين، الربع في محافظة طرطوس، ويمكن بالقياس تعميم النسبة على نزلاء السجن المركزي في قسم الجنايات والأحداث، في حين أن الجناح السياسي، يضم معارضين أغلبهم من السنّة؛ من بانياس وطرطوس وحمص. ويضم السجن 240 سجيناً سياسياً، اعتقلوا على خلفية مناهضتهم النظام وتأييدهم الثورة. العديد من المعتقلين السياسيين، صدرت بحقهم أحكام إعدام، لم تمنع استمرار عمليات التعذيب الممنهجة، ما تسبب بالاستعصاء، الذي لم يكتب له النجاح.
في قسم الجنايات والاحداث من سجن طرطوس، احتجز سليمان هلال الأسد، بعدما أقدم على قتل ضابط من قوات النظام بسبب مشكلة سير وخلاف على أولوية المرور. إلا أن سليمان الأسد، هو سجين بمرتبة سجّان، وقد ساهم بشكل كبير في افشال الاستعصاء، بعدما قاد مجموعة من الموقوفين بجرائم وجنح، لمساندة قوات الأمن في قمع التمرد الذي حصل في الجناح السياسي. سليمان صار دوره في السجن شرطياً ووكيلاً للنظام، لمنع أي حراك داخله، والقضاء على أي حركة مشابهة إن حصلت في المستقبل.
وتفيد الأنباء من داخل السجن، أن سليمان كان قد شكّلَ عصابة سُمّيت بـ"المُعذِّبَة" في قسم الجرائم والأحداث، وحوّل جميع المتواجدين في القسم إلى عناصر وخدم يعملون بأوامر مباشرة منه.
وشارك في عملية انهاء الاستعصاء، فرعا "الأمن السياسي" و"الأمن العسكري" في اقتحام مشترك من الخارج، وسليمان الأسد و"مُعذّبته" من الداخل، بالتزامن مع قطع شبكة الاتصالات في محيط السجن. ولم يعرف مصير السجناء حتى الآن، على الرغم من سماع أصوات المعتقلين تحت التعذيب في محيط السجن.
وسجن طرطوس المركزي صغير نسبياً، ويقع في حي موالٍ للنظام يسمى "حي السجن"، ومعظم الضباط القائمين على فروع التحقيق هم علويون، يُجاهرون بالتمييز ضد المعتقلين السنة، بحسب روايات وشهادات معتقلين سابقين. أحد المعتقلين المخلى سراحهم أكد أن التعذيب في القسم السياسي، يكون مضاعفاً، لمناهضي النظام، رغم أن سجن طرطوس كان يعتبر قبل العام 2012 محطة استراحة للسجناء من اللاذقية وإدلب، قبل نقلهم إلى العاصمة دمشق. وفي العام 2013 تحول السجن إلى مؤسسة للتعذيب، قُتل فيها الكثير من السجناء، مع الزيادة الكبيرة في عدد الموقوفين فيه.