المعارضة السورية في القاهرة تنقسم.. "بناء الدولة" انسحب
يواصل لقاء المعارضة السورية في القاهرة لليوم الثاني على التوالي، بحضور 33 شخصية معارضة سورية، وسط غياب عدد من المدعوين أبرزهم سمير العيطه من منبر النداء الوطني، ونائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية هشام مروة.
الاجتماع في يومه الثاني اقتصر على 11 شخصية من هيئة التنسيق الوطنية، و8 من الائتلاف، إضافة إلى شخصيات من المجلس الوطني الكردي والتجمع الوطني الديموقراطي وعضو واحد من اتحاد الديموقراطيين، بعد إعلان تيار بناء الدولة السورية انسحابه من دون أن يقدم توضيحاً حول هذا القرار.
وقالت مصادر صحافية إن اللقاء ينسج خيوط كيان سياسي جديد يجمع في صفوفه جزءاً من هيئة التنسيق وجزءاً آخر من الائتلاف. وتلك المعلومات حتى الآن لا تعدو كونها تسريبات غير مؤكدة. لكن الباحث السياسي السوري، سلامة كيلة، قال لـ"المدن" إن "هناك ميلاً لتجاوز تشكيلات المعارضة باتجاه تفتيتها والتعامل مع شخصيات معارضة وليس مع معارضة".
وأضاف كيلة "لقاء القاهرة غير جدي، وهو لا يعدو كونه حواراً بين شخصيات معارضة وليس بين المعارضة". وتابع "كان المطلوب لقاء بين الائتلاف والهيئة وتيار البناء (بناء الدولة) لبلورة تصور مشترك للمعارضة، على الأقل، ينطلق من خريطة الطريق التي طرحتها هيئة التنسيق". واعتبر كيلة أن "كل ما عدا ذلك لعب لتخريب أي شيء اسمه معارضة". وختم حديثه لـ"المدن" بالقول إن "كل ذلك من اجل انتقاء شخصيات تكون جاهزة للدخول في حكومة يشارك بها بشار الأسد".
النظام السوري وبالتوازي مع قصفه المتواصل للمدن السورية، يواصل قصفه الإعلامي على لقاء القاهرة. وفي هذا الصدد، انتقد وزير الخارجية، وليد المعلم، لقاء القاهرة معتبراً أنه يسيء للقاء موسكو. وقال "لم نُستشر لعقد مثل هذا اللقاء. وأي شيء لا نستشار به لا نقيم له وزناً ولا نأخذه في الاعتبار. وأي جهد يهدف إلى إفشال لقاء موسكو هو جهد لضرب إمكان التسوية السياسية". وأضاف المعلم، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، إن النظام حالياً يحضّر لموسكو وفداً "عالي المستوى ويتمتع بخبرة دبلوماسية واسعة".
من جهته، أعرب عضو هيئة التنسيق، محمد حجازي، عن تفاؤله بنجاح اجتماع ممثلي المعارضة السورية بالقاهرة. وقال "إننا فى مهمة مقدسة لوقف نزيف الدم والقتل والتدمير والتشريد فى سوريا، وبالتالي فإن أي خطوة فى هذا الاتجاه مرحب بها"، فيما قال عضو الائتلاف السوري، محمد الدندل، في تصريح لقناة "ام تي في" اللبنانية، إنه "لا يمكن لأي عاقل أن يتصور أي دور لبشار الاسد في الفترة القادمة".
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد قال في وقت سابق، في تصريحات نقلتها صحيفة الاتحاد الإماراتية "إن لدى مصر ثوابت لا تحيد عنها، وهي أن نحافظ على بلدانا وعلى الأمن القومي العربي ومن المهم جدا بالنسبة لمصر أن نحافظ على أمن ووحدة سوريا وألا نسمح بأي إنقسام أو تقسيم لهذا الجزء المهم من جسد الأمة العربية". وعن إمكانية أن يكون بشار الأسد جزءاً من الحل السياسي، قال السيسي "إنه سيكون جزءاً من الحل إذا تم الإتفاق والتوافق بين جميع الأطراف".
وفي ما يبدو أنه دعم سريع للائتلاف من قبل أطراف غير راضية عن لقاء القاهرة، قالت مصادر إعلامية إن لقاءاً "عُقد على عجل كان مقرراً في نهاية الشهر الحالي بين رئيس الائتلاف الجديد خالد خوجة، ورئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمة، مع ممثلي الدول المانحة في مدينة أورفة التركية". وأضافت المصادر "جددت هذه الدول، استناداً إلى أوساط الائتلاف السوري، التزامها دعم الحكومة الموقتة".