القاهرة: لقاء المعارضة السورية انطلق وسط انقسام في الائتلاف
وسط تقليل من أهمية لقاء المعارضة السورية في القاهرة، انطلق الخميس، اللقاء التشاوي للمعارضة السورية بحضور شخصيات معارضة تمثل أحزاباً ومجموعات سياسية سورية معارضة في مقدمتها رئيس الائتلاف الأسبق، أحمد الجربا، والمنسق العام لهيئة التنسيق، حسن عبد العظيم، بدعوة من مجلس العلاقات الخارجية في القاهرة.
وحضر اللقاء من الائتلاف السوري صلاح درويش وقاسم الخطيب، ومن هيئة التنسيق فائز حسين وصفوان عكاش وهيثم مناع وأحمد عسراوي، فيما حضر من تيار بناء الدولة كل من منى غانم وأنس جودة، إضافة لحضور الناطق السابق باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي، والمعارض وليد البني وشخصيات أخرى مستقلة أبرزها الممثل السوري جمال سليمان.
ولم يخرج عن اللقاء في يومه الأول والذي سيستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الحالي، أي بيان أو أخبار حول الأجواء التي خيّمت على جلساته الأولى، إلا أن المفاجأة جاءت من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تحدث الناطق الرسمي باسمه، سالم المسلط، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، معلناً أن المشاركين من الائتلاف في لقاء القاهرة يمثلون أنفسهم فقط.
البعض ربط هذا الموقف المفاجىء الذي صدر عن الائتلاف بقرار السلطات المصرية منع دخول نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة، إلى أراضيها، بعدما كان مقرراً أن يحضر الاجتماعات، الأمر الذي ساهم في زيادة الانقسام في صفوف الائتلاف حول اللقاء.
وقال المسلط إن "الائتلاف الوطني لم يتلق أي دعوة رسمية لحضور لقاء القاهرة" لكن الائتلاف "يعتبر أنه في حال حضور أي من أعضائه لذلك اللقاء فإن ذلك يتم بصفة شخصية لا علاقة لها بالائتلاف". وحول اللقاء مع هيئة التنسيق قال المسلط "الائتلاف كان قد تواصل مع هيئة التنسيق الوطنية بشأن مذكرة تفاهم ومسودة وثيقة ترسم خريطة طريق للحل السياسي في سوريا، لتحقيق مطالب الثورة بتنحية بشار الأسد عن السلطة وإجراء تغيير جذري في النظام السياسي للوصول لدولة مدنية تعددية".
وقال الفنان السوري، جمال سليمان، في كلمة له بداية الاجتماع إن "ملايين السوريين يتطلعون إلى قوى المعارضة السورية وكل القوى الوطنية السورية، لكي تتحد لإيجاد حلول سياسية تضمن الانتقال الديموقراطي في سوريا، وتأتي الدولة الجديدة قائمة على الدستور وتضمن حريات المواطنين".
وأضاف "لا يجوز الإخفاق في هذه المرحلة (..) قوى المعارضة السورية ليس لديها رفاهية الاختلاف على التفاصيل"، لافتاً إلى أنه "يجب ان تتحد تلك القوى كي تغري الدور المصري والعربي والإقليمي والدولي في دعم هذه المطالب المحقة للشعب السوري".
وقال مدير مكتب الائتلاف في القاهرة، قاسم الخطيب، لـ"المدن" إن "لقاء القاهرة سيأتي بفائده للمعارضة ولسوريا". وأضاف "سيكون له فائدة كبيرة للسوريين اللاجئين إلى مصر، لاسيما من ناحية حل بعض مشاكلهم وتخليص بعض القضايا العالقة هنا" في إشارة إلى مسائل الإقامة والدراسة.
وبينما اعتبر مراقبون أن هناك محاولة لإعادة ترتيب بيت المعارضة السورية، مع تغليب معادلة المعارضة الداخلية عموماً على معارضة الخارج، ومنح "الأصوات خارج الائتلاف" المزيد من الحق في المشاركة بإدارة القرار المعارض، قال أمين سر هيئة التنسيق، صفوان عكاش، في تصريحات صحافية "حين نجلس مع الائتلاف اعتقد أننا يمكن أن نتقدم خطوات إلى الامام (..) يجب أن نشدد على الجوهري والمشترك والقواسم الوطنية العامة. وأعتقد أننا بالحوار سنتوصل مع زملائنا في الائتلاف وغيره إلى الوعي الوطني مشترك".
وكان المعارض السوري البارز، عارف دليلة، قال لـ"المدن" قبيل اللقاء إن "مهمة الاجتماع الرئيسة، بالإضافة إلى الاتفاق على بنود خريطة طريق للحل السياسي، الذي يوقف الكارثة السورية، إزالة الأوضاع الشاذة التي خلفتها الاعمال العسكرية المجنونة على مدى أربع سنوات من دمار للدولة ومكوناتها الأساسية ومن كوارث اجتماعية وإنسانية".
من جهة ثانية، قال مدير مكتب هيئة التنسيق في القاهرة، فائز الحسين، في تصريحات إعلامية إن "غاية الاجتماع التشاوري في القاهرة بين أطياف المعارضة السورية هو الوصول إلى تفاهم، والوصول الى ورقة عمل واحدة يتم التفاوض من خلالها".
وتعليقاً على مساعي المعارضة في القاهرة، قال الكاتب المعارض، عمار ديوب، لـ"المدن" إنه لا يتوقع نجاح مثل هذه اللقاءات. وأضاف "لا أظن هناك أملاً في المرحلة الحالية لا للجنة متابعة فعالة ولا لحل سياسي". واعتبر أن عدم أهمية هذه اللقاءات نابعة من أنها لا تلقى دعماً أو رعاية من "أمريكا ولا من روسيا؛ فهاتان الدولتان هما المسؤولتان فعلياً عن الوضع في سوريا". واستدرك قائلاً "لكن ما يتسرب من اللقاءات وما ينشر هنا وهناك جيد، أي سوية بنود المفاوضات والرؤية بالعموم جيدة؛ لكونها تنطلق من بيان جنيف لا من كلام وثرثرة فارغة كالقول فلنحضر اللقاء ومن ثم نتوافق".
وكانت وكالة "الأناضول" قد نقلت عن مصدر دبلوماسي مصري رفيع قوله إن "مصر لن تتدخل في مناقشات المعارضة السورية، التي تهدف لمناقشة مطالب المعارضة الست التي وردت في بيان جنيف-1 من أجل أخذ ملاحظات عليها أو تعديلها، للوصول إلى رؤية موحدة يتم تصديرها للعالم الدولي". وأضاف المصدر أن الجلسات الأولى "تهدف إلى تعارف الشخصيات السورية المعارضة على بعضها البعض، في حال لم يكن بعضهم يعرف الآخر، قبل البدء الفعلي خلال الجلسات والأيام المقبلة في مناقشة مطالبهم ومطالب الشعب السوري".