درعا:تهمة مبايعة داعش.. تفجر خلافات المعارضة
لا يزال التوتر مسيطراً على الريف الغربي لدرعا جنوب البلاد منذ خمسة أيام، وذلك بعد المعارك التي اندلعت بين "جبهة النصرة" من جهة، ولواء "شهداء اليرموك" من جهة ثانية.
وكانت المعارك قد اندلعت بعد قيام مجموعة أمنية تابعة للواء "شهداء اليرموك" باعتقال مجموعة شباب من دير الزور يقطنون في بلدة جملة، التي تقع تحت نطاق سيطرة اللواء، للتحقيق معهم، بعد الاشتباه بهم. ولدى فحص الهاتف الخلوي لأحدهم تم اكتشاف ارتباط المجموعة بـ"جبهة النصرة".
الجريمة التي ارتكبتها المجموعة ليست مجرد ارتباط مع "النصرة"، بل بحسب ما كشف اللواء، فإن المجموعة مكلفة من قبل "جبهة النصرة" بالتجسس على "شهداء اليرموك"، لتنفيذ مخططات اغتيال لقادة اللواء، وعلى رأسهم قائده، أبو علي البريدي، الشهير بلقب "الخال".
وكان شخص رابع، من المجموعة التي ألقي القبض عليها، قد لاذ بالفرار، ليشاع بعدها نبأ قيام اللواء باعتقال زوجة الشخص الفار مع أولادها، إلا أن اللواء نفى صحة تلك الأنباء، واعترف أن السيدة بعد فرار زوجها، بقيت وحدها في منزلها، الذي كانت العائلة تتشارك السكن فيه مع شبان آخرين غير متزوجين، فتم أخذها إلى أحد المنازل في بلدة جملة، والاحتفاظ بها كضيفة، بحسب بيان نشره "شهداء اليرموك"، ومقطع مصور ظهرت فيه السيدة والأولاد.
"جبهة النصرة" وجدت في المقطع المصور، دليلاً لترويج روايتها حول اختطاف المرأة كرهينة بعد فرار زوجها، وتسارعت الأحداث حتى وصلت حد اتهام لواء "شهداء اليرموك" وكتيبتي "بيت المقدس" و"أبو محمد التلاوي" بمبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية".
اللواء تحفظ على أنباء مبايعته لتنظيم الدولة، وأصدر نفياً، وصفه البعض بأنه ملتبس وغير مباشر، إلا أن التأكيدات ما تزال حتى الآن تأتي من أنصار ومقاتلي التنظيم، الذين يؤكدون صحة نبأ المبايعة.
وفي النفي، قال نائب قائد اللواء، أبو عبدالله الجاعوني، في بيان صدر ليل الأربعاء إن " لواء شهداء اليرموك لواء مستقل لا يتبع لأي جهة خارجية، لا مجلس عسكري ولا غيره. وكذلك، لا يتبع للدولة الإسلامية" وأكد استعدادهم المثول تحت قضاء عادل للتحقيق في القضية.
وأشار الجاعوني إلى أن "دار العدل" (الهيئة الشرعية الموحدة في حوران) طلبت من قادة اللواء المثول أمامها للتحقيق معهم في قضية مبايعتهم لتنظيم الدولة. وأعلن موافقتهم على ذلك، شرط أن يقوم قادة "النصرة" بتسليم أنفسهم أيضاً.
مسؤول إعلامي يتبع لإحد الفصائل الإسلامية، قال لـ"المدن"، طالباً عدم الكشف عن اسمه أو الفصيل الذي يتبع له، إنه "بالرغم من كوني من أكثر المنتقدين للنصرة في كثير من التصرفات، ولكن هنا يجب الصدح بالحق. هذه قضية النصرة فيها بريئة براءة تامة، فلا مكان للدعشنة في حوران".
وأضاف "النصرة بعملها هذا تنقذ حوران لا تغرقها، ويجب أن يفهم أولئك المبايعون أن لا مكان للدواعش في درعا، وليس لهم إلا السحق، ودرعا فعلاً امتلأت ببعض حالات المبايعة ويجب وضع حد نهائي لكل متمرد".
وبعيداً عن الاتهامات المتبادلة، حمل المشهد الميداني خلال الأيام الماضية بين الطرفين، تطورات كبيرة، إذ قامت "جبهة النصرة" بالهجوم على بعض مقرات "شهداء اليرموك" في منطقة وادي اليرموك، وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين على وقوع ثلاثة قتلى من النصرة، بينهم الشرعي أبو دجانة، وعدد من الجرحى، أما حصة اللواء من الخسائر فكانت بمقتل قائد إحدى كتائبه، كما أن النيران طالت لمدنيين لتسجل إصابتان إحداها لسيدة في بلدة سحم الجولان.