تسريبات السيسي فقدت تأثيرها!

أميرة الطحاوي
الأحد   2013/12/08
اعتاد المصريون في الآونة الأخيرة على تسريبات لسياسيين (أ ف ب)
 لسبب ما لم يحظ التسريب الأخير لوزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، بترقب كبير كما سبقه من تسريبات بدأت منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ربما التشبع وربما التململ يقف وراء ذلك، أو لأنه لم يقدم جديداً سوى حديث مبتسر عن علاقة الولايات المتحدة الأميركية مع مصر في أعقاب عزل الجيش  لمحمد مرسي من الرئاسة بعد احتجاجات شعبية واسعة تطالب بتنحيه. وكما يفعل غالبهم، بحث مستخدمو التواصل الاجتماعي عن قفشات تناسب ما استمعوا اليه. 

التسريبات التي تتوالى منذ أسابيع بدأت بعد حوار للسيسي خصّ به جريدة "المصري اليوم" ونشر بتوسع على حلقات في أكتوبر/تشرين الأول، حيث نشر موقع "رصد" الموالي للإخوان مقتطفات قال إنها لم تذع من هذا الحوار.  وقد أوقف صحافيون في جريدة المصري لفترات عن العمل بسبب هذا الأمر.
 
بعدها نشرت قناة "الجزيرة مباشر مصر" مقتطفات لاحقة من تسريبات أقصر لأحاديث "يتحدث فيها السيسي عن أمور متعلقة بالشأن السياسي المصري إجمالاً". وتندر العامة قائلين إنه يجب تخصيص قناة للجديد من التسريبات. 
 
وفي التسريب الأخير الذي بث الخميس، قال السيسي إن الإدارة الأميركية حريصة على استمرار المساعدات لمصر، وإن هذا هو السبب في أنهم لا يصفون ما حدث في مصر بالانقلاب، واعتبر أن واشنطن "تواجه إشكالية في توصيف ما جرى في 3 يوليو/تموز في مصر".
 
كما أثنى على الثورة المصرية، واصفاً إياها بأنها "تعبير عن إرادة شعبية، لذلك حاولت الولايات المتحدة الأميركية التعامل بروح القانون مع مصر". وأرجع الإشكالية لكون أميركا ليس لديها تعريف أو وصف "لتغيير الحكم بإرادة شعبية أو بانقلاب.. هما عندهم تغيير الحكم بإيه؟ بالدستور وبالنظم اللي هما بيسموه الانتخابات، هو ده الإشكالية بتقابل صانع القرار الأمريكي في التعامل مع فكرة المساعدات".
 
وكانت السياسية منى مكرم عبيد، قالت في ندوة في الولايات المتحدة عقب عزل مرسي إن ما حدث في مصر هو "عزل شعبي" مشابه لما حدث في حالة ريتشارد نيكسون لتقريب الفكرة للمتابعين الأميركيين. 
 
وقد حاول إعلام الرئيس المعزول قبيل تظاهرات الثلاثين من يونيو/ حزيران،  الإيحاء أنه يلقى دعماً أميركياً بعد محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي، لكن موقع الحكومة الأميركية نشر نص الحوار مفصلاً (بما فيه من انتقاده لاستحواذ مرسي وجماعته على الحكم). ومعروف أن نشر هذا النوع من الحوارات يحدث دورياً، تماماً مثل ما حدث في الاتصالات الأخيرة مع السيسي والتي يعتبر موالون لمرسي أن مجرد حدوثها يعد تدخلا أميركياً سافراً. 
 
وعرف المشاهد والمستمع المصري في العامين الأخيرين تسريبات تذيعها مواقع إلكترونية وبوابات لصحف وقنوات خاصة لشخصيات وسياسيين، مثل حوار الرئيس المخلوع حسني مبارك خلال تلقيه العلاج صيف العام الحالي، وفيديو للقاء مرسي مع قيادات حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي لجماعة الإخوان) في نهاية العام 2011 قدّم على أنه بعد توليه الرئاسة في يونيو/ حزيران 2012 لإثبات انه كان يطلع جماعته على أمور تخص شؤون الحكم ومقابلاته مع نائب وزير الخارجية الأميركي. 
 
وتداول موالون لمرسي ما قاله الإعلامي علاء صادق، بأن مضمون التسريب الأخير هو أن ما حدث في 3 يوليو قرار وترتيب أميركي. 
أما هيثم أبو خليل، عضو الإخوان المنشق، والذي تحول موقفه مناصراً لهم بمواجهة الحكم الانتقالي الحالي بعد عزل مرسي، فقد انتهى إلى النتيجة نفسها، بأن كل ما حدث كان باتفاق مع أميركا، بل ووصف "التقارب المصري الروسي" الأخير بأنه "عملية خداع للرأي العالمي والشعوب العربية للتشويش على أن أميركا واللوبي الصهيوني المتشدد هما أبطال وممولي الانقلاب ...وأن الجنرالات كانوا الأداة فقط".
 
وقبيل أيام ذهب عبد الرحمن يوسف، نجل الداعية الإسلامي المثير للجدل يوسف القرضاوي، أن أغلب التسريبات المنسوبة للسيسي تثبت أن الانتخابات الرئاسية ستزوّر، وأن ما يقوله السيسي هو كلام مرشح رئاسي يتحدث عن إدارة الدولة بالمنطق الشامل والكامل لمن في يده تفاصيل كل الأمور، وليس كلاماً لوزير الدفاع، وبالتالي لا يجوز أن يكون هناك مرشح رئاسي في موقع مهم كموقع وزير الدفاع.
 
ووصل الأمر بالبعض إلى مطالبة الرئيس المؤقت عدلي منصور باعتقال السيسي كونه وصف ما حدث بأنه انقلاب، واستشهد آخرون على متانة العلاقات الأميركية المصرية بثناء أميركا على عمليات الجيش المصري في سيناء ضد مسلحين إسلاميين، مهاجمين هذه العلاقة.