"المدن" تجول على مراكز ايواء في المتن: رضى وتحفظ

محمد علوش
السبت   2024/10/12
الحجار لـ"المدن": نتحرك مع المؤسسات الدولية والمانحين لتأمين ما لم يقدّمه غيرنا (Getty)
 

جال وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجّار أمس على مراكز إيواء مخصصة للنازحين، بدأها بمدرسة جلّ الديب التكميلية الرسمية، ثم مدرسة برج حمود الثالثة، لينتقل بعدها إلى ثانوية جورج افرام الرسمية، وأخيراً مدرسة اسكندر رزق الرسمية في عشقوت. سبقت "المدن" الوزير في جولته المتنية ورافقته فيها لتنقل نماذج عن واقع النزوح في هذه البلدات.

جل الديب:امتحان التعايش
قبل وصول الوزير حجّار إلى جلّ الديب، دخلت "المدن" مركز الإيواء الذي يضم، بحسب أبو رضا، وهو المسؤول عن المركز، 271 نازحاً من 72 عائلة غالبيتهم من الجنوب اللبناني. كانت حلقات الأطفال في الملعب الخارجي معقودة، حيث كان هناك نشاط ترفيهي لهم، يُقام كل فترة بحسب أبو رضا الذي يؤكد بحديثه لـ"المدن" أن "وجود النازحين في مدرسة ضمن محيط مسيحي كان تحدّ للتعايش، لكن النتيجة المحققة حتى اليوم تؤكد أن المجتمع المسيحي "كفى ووفى"، ولا يوجد أي تقصير بالمساعدة".

على المدخل حيث يُفترض أن يدخل الوزير حجار ترتّبت صناديق المساعدات التي تحتوي على حفاضات ومواد نظافة شخصية وألبسة للأطفال، والحرامات، المقدمة من منظمة "اليونيسيف" من قبل عناصر قسم الشباب في الصليب الأحمر اللبناني الذين يعملون بالتعاون مع المنظمة، التي تنسق مع وزارة الشؤون الإجتماعية. وبحسب ما علمت "المدن" فإن هذه المساعدات ستصل إلى كل المراكز التي يُفترض بالوزير زيارتها.

وصل الحجار، وألقى كلمة مقتضبة قبل أن يعقد اجتماعاً قصيراً مغلقاً مع المعنيين باليونيسيف، فقال: "ما نقوم به مع النازحين لا يمكن أن يكون كافياً، وشو ما نعمل قليل للمراكز، أما النازحين خارج المراكز فنحن لم نتمكن بعد من مساعدتهم بسبب الإمكانيات المحدودة، لكننا سنسعى إلى ذلك بدءاً من الأسبوع المقبل".

كان لافتاً خلال الزيارة إلى مدرسة جلّ الديب عدم رغبة النازحين بخوض أي حديث مع الصحافيين، كما أن أبو رضا عمّم على الصحافيين قرار منع التصوير، وهو ما أغضب الوزير الحجار الذي قال رداً على ذلك "ما فيك تعطي توجيهات للوزير". ولكن هذا القرار يبدو أنه لا يقتصر على هذا المركز.

برج حمود وغياب الدولة
بعد جلّ الديب كان التوجه نحو مدرسة برج حمود الثالثة، حيث كان لافتاً اعتقاد الجميع، بمن فيهم العاملين ضمن اليونيسيف، وجمعية الحركة الإجتماعية التي تولّت إيصال تقديمات المنظمة إلى هذه المدرسة، أن الوزير الزائر هو وزير التربية. تحضّر بعض النازحين للهجوم عليه بسبب قراره فتح المدارس. وبحسب معلومات "المدن" فإن قرار العودة إلى التعليم تسبب بفوضى في منطقة برج حمود حيث تم إخلاء مدرسة خاصة كانت تُعتمد كمركز إيواء. الصناديق نفسها التي في مدرسة جلّ الديب، وجدت في المدرسة في برج حمود، التي تُعتبر واحدة من مراكز إيواء عديدة في تلك المنطقة، ويوجد فيها، بحسب حسين فواز وهو المسؤول عن المركز بالتعاون والشراكة مع أبو حسن، 160 شخصاً، بينهم 50 طفلاً. وبدردشة بسيطة مع القيمين والنازحين تبيّن أن المدرسة تُعاني من غياب "الدولة" على عكس ما كان صرح به المسؤول عن المدرسة في جلّ الديب. كان قرار منع التصوير في برج حمود مشابهاً للقرار في جلّ الديب، والتبرير بأن لهذه المراكز حساسية بسبب موقعها الجغرافي، وأن النازحين يرفضون أن يتم تصويرهم.


التقصير في الشمال
حضر الوزير حجار وتفقّد صناديق المساعدات، وأشار في حديث لـ"المدن" إلى أن "وزارة الشؤون منذ اليوم الأول لأزمة النزوح حاضرة وتعمل وتتابع بحسب الحاجات القصوى والأولويات. بدأنا المتابعة في الجنوب، وبالنسبة لنا الجنوب هو خط الدفاع الأول ومن بعدها أتينا إلى الإقليم، ومن ثم إلى بيروت والجبل وعاليه، واليوم أتينا إلى منطقة المتن". معتبراً أن "التقصير الفعلي هو من خلال عدم إيصال المساعدات حتى اليوم إلى منطقة الضنية، طرابلس وعكار".

وأضاف: "من هنا، بدأت الأمور تمشي على السكة المقبولة عبر تأمين الحاجات الأولية لهذه المناطق وننتقل بعدها إلى المناطق البعيدة"، مشيراً إلى أن المساعدات التي تأتي من الخارج تتسلمها خلية الطوارىء، فالوزارة لا تتلقى المساعدات بالمباشر، ونحن كوزارة يجب علينا أن نشارك في القرار بعد تسلم المساعدات، وما نفعله اليوم في هذه المراكز هو التحرك مع المؤسسات الدولية والمانحين لتأمين ما لم يقدّمه غيرنا".