إسرائيل تخترق أجهزة حزب الله وتفجِّرها: مئات الإصابات

فرح منصور
الثلاثاء   2024/09/17
أكثر من 800 إصابة على الأراضي اللبنانية ووزارة الصحة ترفع جهوزيتها (السوشيال ميديا)
في حدث يعتبر من أكبر الاختراقات الأمنية لحزب الله، اخترق نظام الـ"pagers"، بواسطة تقنية عالية، وهو الجهاز المُستخدم لتواصل عناصر حزب الله بين بعضهم البعض. 

تفجيرات متزامنة
عند الثالثة والنصف تقريبًا، فُجِّرت أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر حزب الله في مختلف المناطق اللبنانيّة، ما أدى إلى وقوع مئات الإصابات في الوقت نفسه. وحسب المعطيات الأولية، ارتفع عدد الإصابات في الضاحية الجنوبية إلى أكثر من 100 إصابة، ومعظمهم كانوا يتنقلون على دراجاتهم النارية، فانفجر الجهاز داخل جيوبهم ووقعوا فجأة على الأرض. وعلمت "المدن" أن الحصيلة الأولى للمصابين تخطت الـ800 إصابة على مختلف الأراضي اللبنانية. ومن بينهم السفير الإيراني وحراسه في بيروت.

وحسب معلومات "المدن" فإن جهاز pagers هو جهاز المناداة ويسمى بالـ"النداء الآلي"، وهو قطعة صغيرة الحجم ويستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة ورقم الشخص المتصل واسم من يحاول الاتصال بالجهاز. كما أن الإختراق الإلكتروني أدى إلى رفع درجة الحرارة في الجهاز فانفجر، كما أن المستهدفين هم العناصر الشرطية التابعة لحزب الله التي تؤمن المراكز والمستشفيات والحراسة لمناطق حزب الله. ورجحت مصادر متابعة أن تكون إسرائيل هي المسؤولة عن هذا التفجير الإلكتروني، خصوصًا بعد أن نشر مستشار بنيامين نتنياهو، أوفير فولك، تغريدة على منصة "إكس" تبنى فيها هذه العملية ثم قام بسحب هذه التغريدة.

فوضى الشوارع وازدحام المستشفيات
وفي التفاصيل، وبعد اختراق إسرائيل لهذا الجهاز، قامت بتفجير البطارية، فأصيب كل من يحمل هذا الجهاز على الأراضي اللبنانية وفي سوريا أيضًا، وسجل عدد من الإصابات في مختلف القرى الجنوبية ومن بينها تول، النبطية، قاقعية الجسر.. حيث تم التداول بأن الكثير من الإصابات وقعت فجأة على الطرقات وداخل الأحياء.
وفي البقاع أيضًا سجل العشرات من الإصابات ونقلوا إلى مختلف المشافي في بعلبك. أما في الضاحية الجنوبية فتوزعت الإصابات بين منطقتي صفير، أوتوستراد هادي نصرالله، شارع الشورى، حارة حريك، وبئر العبد.
وسيطرت الفوضى على الضاحية الجنوبية بعد الاختراق الأمني، خصوصًا أن حاملي الجهاز كانوا يتنقلون بشكل طبيعي في الشوارع وداخل المحلات التجارية، وبعد انفجار الجهاز، سقطوا على الأرض فجأة أمام المواطنين مضرجين بدمائهم، ما أثار هلع السكان معتقدين أن مسيرة إسرائيلية هي التي قامت باستهدافهم. وتوزعت العناصر الأمنية في مختلف الشوارع المؤدية إلى الضاحية الجنوبية.  

وأصدرت وزارة الصحة العامة بيانًا طلبت فيه من المستشفيات رفع جهوزيتها ومستوى استعدادها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية، وطلبت من المواطنين الذين يمتلكون أجهزة pagers أن يعمدوا إلى رميها بعيدًا عنهم بشكل فوري. كما توجه مركز عمليات طوارئ الصحة  بنداء إلى جميع العاملين في القطاع الصحي بضرورة التوجه فورًا إلى أماكن عملهم لتلبية احتياجات الطوارئ الصحية وحثت جميع العاملين على الابتعاد عن استخدام الأجهزة اللاسلكية.

بيان الخارجية وموقف الحكومة
إثر الاعتداء غير المسبوق، صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين بيان جاء فيه: "تدين وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بأشد العبارات الهجوم السيبراني الإسرائيلي الذي أدى إلى تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال "pagers" في عدة مناطق لبنانية مما تسبب، في حصيلة أولية إلى سقوط 8 قتلى بينهم أطفال، وآلاف الجرحى، ومنهم مئات حالتهم حرجة". وتابع: "يترافق هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتعمد مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان على نطاق واسع.."، كما تفيد الوزارة أنها وبعد التشاور مع رئاسة مجلس الوزراء "باشرت تحضير شكوى إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص فور اكتمال المعطيات الخاصة بالاعتداء".
من جهته، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالات عاجلة بقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية خلال جلسة مجلس الوزراء، واطلع منهم على ملابسات الانفجارات التي حصلت في عدد من المناطق اللبنانية على عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكي، كما أجرى اتصالًا بوزير الصحة فراس الأبيض، للاطلاع على الوضع الصحي والاستشفائي الطارئ. وأدان مجلس الوزراء هذا العدوان الإسرائيلي الإجرامي والذي يشكل خرقًا خطيرًا للسيادة اللبنانية..". وباشرت الحكومة بالقيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤولياتها حيال هذا الإجرام المتمادي. 

إقفال المؤسسات التعليمية
من جهته، أعلن وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي، إقفال المدارس والثانويات والمعاهد الفنية الرسمية والخاصة، والجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة كافة، يوم غد الأربعاء ووقف الأعمال الإدارية والتحضيرية في المدارس والثانويات والمعاهد الفنية الرسمية والخاصة. وذلك "استنكاراً للعمل الإجرامي الذي اقترفه العدو الاسرائيلي بحق المواطنين والذي أوقع شهداء وجرحى بالآلاف".

وتقدم الوزير الحلبي من أهالي الشهداء بأحر التعازي، معبراً عن عميق حزنه وتأثره، داعياً للجرحى بالشفاء العاجل وبلسمة جروحهم.
واستصرخ الوزير الحلبي "الضمير العالمي لوقف آلة القتل الإسرائيلية، التي لا ترحم ولا تميز، وقد ارتكبت جريمة جماعية غير مسبوقة في حق اللبنانيين".