رحيل الرئيس سليم الحص.. الحداد لثلاثة أيام

المدن - لبنان
الأحد   2024/08/25
وُصف الرجل بـ"ضمير لبنان" ورجل الدولة (غيتي)
سليم الحص. هو الرجل الذي عرف بضمير لبنان. الاقتصادي الذي تسلّم رئاسة الحكومة في أحلك ظروف الحرب. في أيامه كانت المرّة الأولى التي يشهد فيها لبنان حكومتين على أرضه. حكومة سليم الحصّ في "الغربية"، في مقابل حكومة ميشال عون العسكرية، والذي اتخذ من قصر بعبدا مقرّاً لها، رافضاً تسليم السلطة بعد انتخاب الرئيس رينيه معوض (الذي اغتيل) وحتى بعد انتخاب الياس الهراوي. منذ سنوات والرجل يواجه المعاناة مع المرض، بصمت ورفعة. وكان الحص رئيساً للوزراء مرّات عدّة، كما تولّى وزارات الصناعة والنفط، الاقتصاد والتجارة، التربية، العمل، والخارجية، وكان نائباً عن بيروت. شغل منصب رئاسة الوزراء خمس مرات، مرتان في عهد الرئيس الياس سركيس ومرة في عهد الرئيس امين الجميل ومرة في عهد الرئيس الياس الهراوي ومرة في عهد الرئيس اميل لحود.
ولد سليم أحمد الحص في العام 1929 في منطقة البسطة حيّ حوض الولاية. تعلم بدايةً في مدارس المقاصد، ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، ليحوز شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليحوز من جامعة أنديانا شهادة الدكتوراه في الاختصاص نفسه. جانب كبير من تجربته وتاريخه وضعها في مؤلفات عديدة. 

وصدر عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، اليوم الأحد، بيان جاء فيه: "بكل حزن وأسى، أنعي إلى اللبنانيين دولة الرئيس سليم الحص الذي رحل في أصعب وأدق مرحلة يحتاج فيها لبنان إلى ضميره وحسه الوطني والعروبي والى حكمته ورصانته وحسن إدارته الشأن العام". وأضاف البيان، "الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته. صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية". وتابع، "كان اقتصادياً بارزاً ومثال الخبرة والأخلاق والعلم، ويضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز". وأردف البيان، "الرئيس الحص الذي وصل إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، ليكون رئيس حكومة ناجحاً في لبنان، ويستحق بعد سنوات من العطاء والتضحية لقب" ضمير لبنان" ويدخل إلى الأبد في وجدان اللبنانيين". وأعلن ميقاتي الحداد لثلاثة أيام. 
الرئيس تمام سلام نعى الحص وقال: "قامة وطنية كبيرة من بيروت ومن لبنان رحلت اليوم ورحل معها الصدق والنبل والاستقامة وعفة النفس. الرئيس سليم الحص خدم وطنه بأمانة واخلاص وبسلاح الموقف الذي اعتبره واعتمده في مواجهة السلاح الغير شرعي وقوى الامر الواقع. بيروت هي مدينته وعرينه وحاضنة مسيرته الزاخرة بالعلم والاخلاق مترفعاً عن الصغائر ، همه الانسان وكرامته وحقوقه. رحم الله هذه النفس الابية والكريمة والسامية واسكنها فسيح جناته".
كذلك نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس السابق الدكتور سليم حص قائلاً : في الزمن الذي يفتقد فيه لبنان الى النقاء والصفاء والقامات الوطنية الشامخة ، يفقد الوطن قيمة من قيمه الإنسانية التي جمعت كل تلك الخصال وأكثر... دولة الرئيس الدكتور سليم الحص، رجل الدولة والإنسان في ذمة الله، إلى اللبنانيين عامة وأبناء العاصمة بيروت أسمى آيات العزاء وللراحل الكبير الرحمة.
رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قال عبر "اكس": "برحيل دولة الرئيس سليم الحص يخسر لبنان شخصية قلّ نظيرها في السياسة والوطنية والآدمية والالتزام بالقضايا الوطنية وبالهوية".