فضيحة أمنية: شركة إسرائيلية لتوثيق الحسابات..تكشف بيانات المستخدمين

رين قزي
الخميس   2024/07/04
تتكشف يومياً آليات جديدة تتبعها اسرائيل لملاحقة خصومها، وجاءت هذه المرة من شركة AU10TIX لتوثيق الحسابات في "إكس" و"تيك توك" و"أوبر" و"لينكدإن" الاسرائيلية التي تركت بيانات شخصية ومستندات مكشوفة عبر الإنترنت قد تسمح بالوصول الى وثائق المستخدمين. 


وشركة  AU10TIX، تقول إنها متخصصة في تقديم حلول التحقق من الهوية وكشف الاحتيال باستخدام تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية. وتعمل على معالجة صور وجوه المستخدمين وصور رخص القيادة الخاصة بهم، الى جانب مجموعة أخرى من بيانات الاعتماد الإدارية عبر الإنترنت، والبيانات المالية والحسابات المصرفية. 

ويمثل ما كشفت عنه مواقع تقنية أخيراً، فضيحة أمنية جديدة، لا تقتصر على التسريب، بل تطاول الأصل، وهو أن شركة توثيق الحسابات اسرائيلية، ما يعني أن جميع بيانات الموثقة حساباتهم، باتت مكشوفة أمام الأمن الإسرائيلي، ذلك أن الشركة أسسها موظفون سابقون في الشين بيت (المخابرات الإسرائيلية) كجزء من شركة هولندية أسستها أيضاً مجموعة من موظفي الشين بيت اسمها ICTS وبالتعاون مع طيران العال الإسرائيلي. وبالتالي، فإن الهوية الرقمية للمستخدمين باتت متاحة للمخابرات الاسرائيلية، وتمنحها قدرة الوصول الى المزيد من المعلومات الحقيقية، ومواقع البث والتغريد، وتتبع المستخدمين الذين تنوي ملاحقتهم. 

فضلاً عن ذلك، عملت الشركة مع الحكومة الإسرائيلية لتشكيل اتحاد IC3، الذي أنشأته وزارة الاقتصاد الإسرائيلية لتلبية الاحتياجات السيبرانية الوطنية، ويضم ضباطاً سابقين في المخابرات الإسرائيلية. 

وتعمل شركة  AU10TIX، من دون تدخل بشري لعمليات التحقق والتوثيق من الحسابات، وتتم معرفة المعلومات من خلال الصور التي تُخزن في الموقع، وتتحرى عن الهوية الرقمية بسرعة قياسية، وتنتج هوية رقمية خاصة للمستخدمين، وهو إجراء متكرر يسبق توثيق الحسابات. 

وتقدم الشركة التي يقع مقرها في الأراضي المحتلة، حلول التحقق من الهوية كاملة، ويتضمن ذلك التحقق، إجراء "الكشف عن الحياة" وإجراء التحقق من العمر، حيث تتنبأ الخدمة بعمر الشخص بناءً على صورته التي تم تحميلها. 

وتأتي الأنباء عن كشف بيانات المستخدمين لأكثر من عام، مما يسمح للقراصنة بالوصول إلى تلك البيانات الحساسة، في الوقت الذي تتجه فيه المزيد من الشبكات الاجتماعية والمواقع الإباحية نحو نموذج التحقق من الهوية أو العمر، حيث يُطلب من المستخدمين تحميل وثائق هويتهم الحقيقية من أجل الوصول إلى خدمات معينة. يسلط الاختراق الضوء على أن خدمات الهوية نفسها يمكن أن تصبح هدفاً للمتسللين.

وباتت تقنية التعرف الى الوجوه، من أخطر التقنيات التي تتبعها سلطات الاحتلال. وكشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق أن إسرائيل تنشر برنامجاً موسعاً للتعرف على الوجوه في غزة، لم يتم الكشف عنه مسبقاً، وذلك باستخدام الجهد الموسع والتجريبي لإجراء مراقبة جماعية هناك، وجمع وفهرسة وجوه الفلسطينيين من دون علمهم أو موافقتهم، بهدف إداراجهم في لوائح المطلوبين لإسرائيل.

ويعتمد البرنامج، الذي تديره وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ووحدة قسم الاستخبارات الإلكترونية، على تكنولوجيا أطلقتها شركة كورسايت الاسرائيلية، كما يستخدم الصور التي ينشرها غوغل، بهدف إجراء مراقبة جماعية للفلسطينيين في غزة. وتمكن هذه التقنيات إسرائيل من التقاط الوجوه من بين الحشود ولقطات الطائرات بلا طيار، وفقًا لمسؤولين عسكريين وضباط في المخابرات الاسرائيلية.