النظام يغازل السعودية بضبط القليل من المخدرات في دمشق!

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2024/09/04
ضبط شحنة مخدرات في الأردن آتية من سوريا (إنترنت)
يواصل النظام السوري الزجّ باسم السعودية في جميع عمليات مكافحة تهريب المخدرات التي يُعلن عنها داخل مناطق سيطرته، فيما يبدو أنها مغازلة صريحة للمملكة. إلا أنه وفي المقابل، يسمح بتدفق كميات مضاعفة نحوها عبر الحدود مع الأردن.

ضبط شحنات
وفي تصريح الأحد، قال رئيس "فرع مكافحة المخدرات" في دمشق، سامي درويش إن الفرع تمكن من ضبط 50 ألف حبة "كبتاغون" كانت معدة للتهريب نحو السعودية، ومخبأة بـ"طريقة فنية" ضمن حرامات قماشية، في حي القدم جنوب دمشق، مشيراً إلى أنه تم القبض على 3 مهربين.
أتى إعلان درويش بعد نحو أيام على إعلان آخر مماثل قال فيه "إن الفرع تمكن من ضبط 100 ألف حبة كبتاغون مخبأة بطريقة فنية ضمن آلات موسيقية ومعدة للتهريب إلى السعودية"، وذلك في حي الشاغور في قلب دمشق، مشيراً إلى أن مصدر الشحنة هو شخص موجود في محافظة حمص "متوار عن الأنظار".
ولم تقتصر الإعلانات الرسمية على تلك العمليتين، إنما كان هناك زيادة ملحوظة منذ بداية 2024 في عدد العمليات التي يُعلن عنها الفرع ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في مختلف المحافظات. إلا أن جميعها كانت عبارة عن شحنات معدة للتهريب، وبعضها كانت مُخبأة ضمن مخازن قبل تجهيزها، فيما لم يتم الإعلان حتى الآن عن عمليات تستهدف معامل التصنيع المنتشرة داخل مناطق نفوذه، لا سيما في ريف حمص ومناطق القلمون شمال غرب دمشق.

مغازلة السعودية
ويمكن الملاحظة من الإعلان عن العمليتين ومعظم تلك المشابهة لها، أن النظام السوري يزجّ دائماً باسم السعودية، كوجهة مؤكدة لشحنات المخدرات دوناً عن غيرها من دول الخليج، فيما يبدو أنها مغازلة صريحة للمملكة، علماً أن دول الخليج بالعموم، تأثرت ومازالت تتأثر بعمليات تهريب للكبتاغون من سوريا نحو أراضيها.
تأتي تلك العمليات على الأرجح بالتزامن مع تعيين الرياض سفيراً لها في دمشق، بعد 13 عاماً على القطيعة، سبقها افتتاح مقر مؤقت للسفارة في دمشق، ضمن مسار الجانبين لتطبيع العلاقات بدأ رسميا في أيار/مايو 2023.

التهريب عبر الأردن
ويمكن من خلال الإعلانات، التشكيك في رواية النظام عن الوجهة المحتملة للشحنات المعدة للتهريب، ذلك أن الشحنات التي تُعلن عنها السلطات السعودية ضخمة جداً، تُقدّر بعشرات الملايين من الحبوب المخدرة من نوع "كبتاغون"، لا 50 أو 100 ألف حبة فقط، إضافة إلى أن أنها عادة تكون مخبأة بطرق تدل أن من خلفها عصابات منظمة خبيرة، وذلك مع عدم استثناء وجود عمليات تهريب من قبل تجّار صغار، يُعرفون بلقب "الشقّيعة".
إلا أن الصورة تبدو أكثر وضوحاً عند ملاحظة عدد الشحنات التي يُعلن الأردن عن ضبطها عند حدوده الشمالية مع سوريا، والتي وصلت إلى 5 شحنات خلال شهر أب/أغسطس فقط، وتضمنت كميات كبيرة من "الكبتاغون" و"الحشيش".
إضافة إلى ذلك، فقد أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية قبل يومين، عن ضبط 420 ألف حبة كبتاغون عبر 4 عمليات أمنية نفّتها جنوب العاصمة عمّان، لا على الحدود، مشيرةً إلى أن تهريبها للداخل الأردني جرى بالتعاون مع أشخاص من جنسيات عربية من دولة مجاورة، في إشارة لسوريا.
ولا يمكن البناء على عدد الشحنات المضبوطة لمعرفة حجم تدفق المخدرات الحقيقي من على الحدود مع الأردن، إذ ينجح المهربون في بعضها ويفشلون في أخرى. وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن ثلث محاولات تهريب المخدرات من سوريا إلى الدول العربية عبر أراضي المملكة تنجح.