وإشارة حزب الله الأوضح لتصدره ملف الترسيم، تتمثل في أنه ينتظر إشارة الدولة اللبنانية، في حال حاجتها للمقاومة أو لاستخدام سلاحها.
حزب الله خلف الدولة المتأخرة
عمليًا لا تزال الباخرة اليونانية تعمل على التثبيت وتستعد للحفر في جنوب الخطّ 29. وهذا يعني عدم اقترابها من المنطقة التي يعتبرها لبنان متنازعًا عليها. وإذا بقي الوضع على حاله، لا ضرورة للتصعيد، خصوصًا أن الجانب الإسرائيلي يتجنّب الدخول إلى هذه المنطقة، تلافيًا للتصعيد أو حصول مواجهة. ولكن هناك احتمال أساسي يتعلق بإمكان مد الأنابيب بشكل أفقي واستخراج الغاز من كامل حقل كاريش. وهذا يفرض معادلة جديدة غير واضحة المعالم حتى الآن.
يفضل حزب الله انتظار الدولة اللبنانية وما تقرره. لكن لا شك في أن أطالة أمد التفاوض يفيد إسرائيل في عملية التنقيب، فيما يتأخر فيه لبنان. وهذا لا يصب بالتأكيد في صالحه. بينما تحقق إسرائيل مصالحها، ويقف لبنان عاجزًا عن مواكبة ما يجري.
لا أحد يريد المواجهة
وفق المعطيات المتوفرة حاليًا، لا أحد يريد المواجهة ولا التصعيد. لذلك لم تصل إسرائيل إلى الخط 29. كل هذا يدفع حزب الله إلى تصعيد موقفه السياسي، والمراكمة عليه: سواء بتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية ما يجري وعدم تحديدها حدودها، أو من خلال عدم استعجالها اتخاذ قرار جريء، يتمثل بإتيانها بشركات نفطية تعمل على التنقيب، في منأى من خضوعها للضغوط الغربية والأميركية. هنا لا بد من التذكير بأن نصرالله سبق وذكر أن هناك شركات روسية وإيرانية تبدو جاهزة للتنقيب، وأخذ حزب الله على عاتقه توفير الحماية لها. يبقى أخيرًا أن حزب الله يستفيد سيلسيًا، فيما تربح إسرائيل في سبقها لبنان بعمليات التنقيب. أما الدولة اللبنانية فتبقى في الموقف الأضعف. وهذا يعني أن لبنان هو الخاسر الأكبر من كل ما يجري.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها