وفيما كان البطيخ حاضراً منذ عقود إلا أن استخدامه زاد منذ الأزمة الأخيرة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مع تشديد مواقع التواصل سياساتها الخاصة بمنع العنف وخطاب الكراهية، في ما يعتبره الفلسطينيون خنقاً لهم وانحيازاَ للجانب الإسرائيلي في الصراع.
وقالت دينا مطر أستاذة الاتصالات والإعلام العربي في "مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية" بجامعة لندن: "بهذا المعنى، أكد الفلسطينيون هوية البطيخ الفلسطينية"، فالبطيخ هو "رمز المقاومة والتصميم"، مضيفة أنه أثناء الاحتجاجات ضد إسرائيل، حمل الفلسطينيون في الضفة الغربية الفاكهة "كرمز لما تبقى فلسطينياً".
وقال خالد الحوراني، الفنان المقيم في رام الله بالضفة الغربية في تعليقات سابقة أن "الفن يصبح أحياناً سياسياً أكثر من السياسة نفسها". وبعض أعمال الحوراني الفنية مستلهمة من البطيخ وتتم مشاركتها بشكل واسع خلال السنوات الماضية، وتظهر في احتجاجات وفي منصات التواصل الاجتماعي وسط النزاعات الحروب الإسرائيلية المتكررة على غزة.
ولأن العلم الفلسطيني المكون من الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، واجه في العقود الماضية جدلاً، بدا البطيخ جذاباً للناشطين، خصوصاً أن رموزه المستخدمة في الإنترنت تكرر الألوان الأربعة نفسها. ومنعت إسرائيل العلَم في مناسبات معينة، وهناك جهود من بعض السياسيين الإسرائيليين لمنعه رسمياً.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي أزال وزير الأمن الإسرائيلي الأعلام الفلسطينية من الأماكن العامة، وبعد أشهر بدأت حملة قام بها الناشطون بلصق صور البطيخ على السيارات احتجاجاً على اعتقال الأشخاص الذين يحملون العلم الفلسطيني، وقال الناشطون الذين ألصقوا صور البطيخ: "هذا ليس العلم الفلسطيني".
ويخدم "إيموجي" البطيخ الهدف نفسه في مواقع التواصل، فأنصار فلسطين يستخدمون رموزاً مشفرة وطرقا معينة في التهجئة، يرونها ضرورية لتجنب "القمع" من شركات التكنولوجيا، ويشمل ذلك حذف المنشورات المؤيدة لفلسطين في منصات مثل "إكس" و"فايسبوك" و"إنستغرام".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها