قتل زعيم "جيش الإسلام" زهران علوش، الجمعة، بغارة جوية نفذتها المقاتلات الروسية أثناء اجتماع لـ"جيش الإسلام" في منطقة المرج، في الغوطة الشرقية. وقضى إلى جانب علوش 5 قياديين آخرين، و8 عناصر، فضلاً عن عدد من المصابين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات "استهدفت اجتماعاً لهم (جيش الإسلام) في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، أثناء التحضير لتنفيذ هجوم على مواقع لحزب الله اللبناني وقوات النظام". وإلى جانب رواية مقتل علوش بغارات روسية، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان رواية أخرى عن مصادره، أفادت بأن "زهران علوش مع قيادات جيش الإسلام لم يستشهدوا اليوم، بل استشهدوا أمس في غارات استهدفت بأربعة صواريخ اجتماعاً لجيش الإسلام في منطقة بين سقبا ودوما بغوطة دمشق الشرقية".
محمد زهران علوش ولد في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، في العام 1971، وكان له نشاط في مجال الدعوة السلفية في مدينة دوما. تخرّج علوش من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حيث درس الشريعة، وعاد إلى سوريا ليكمل نشاطه في الدعوة، وعمل في مجال المقاولات.
زهران علوش هو نجل الداعية الإسلامي البارز عبدالله علوش، الذي اتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لإقامته، بعدما كان قد أسس وعمل كمدير لـ"معهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم" في العام 1985.
اعتقل زهران علوش في العام 2009، وقيل حينها إن الاعتقال كان بسبب نشاطه في الدعوة السلفية، فيما يذكر سجناء قضوا معه فترة محكوميته في سجن صيدنايا أنه اعتقل بسبب تواصله مع تنظيم القاعدة في العراق، حيث كان مسؤولاً عن تجنيد المتشددين السوريين لصالح التنظيم في العراق، بتسهيل من النظام السوري. وأفرج عنه بعفو من الرئيس السوري بشار الأسد عقب اندلاع الثورة السورية في العام 2011 مع عدد من السجناء الإسلاميين.
ولم يتأخر علوش في الانخراط في العمل المعارض ضد نظام الأسد، لكنه اختار أن يبدأه من الجانب العسكري، حيث أسس في أواخر العام 2011 "سرية الإسلام"، التي تحوّلت إلى "لواء الإسلام"، وأخيراً إلى "جيش الإسلام"، الذي يعد حالياً من أبرز التشكيلات العسكرية في سوريا، وإحدى الجماعات التي تشكل تحالف "الجبهة الإسلامية" الذي يضمّ معظم التنظيمات السلفية الجهادية في سوريا.
لعلوش عداوة كبيرة مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث كانت أبرز المعارك التي خاضها "جيش الإسلام" موجهة ضد التنظيم، في المناطق التي كانت تنتشر بها قوات علوش في الغوطة الشرقية.
واجه علوش انتقادات كبيرة منذ معركة القلمون الشهيرة في العام 2013، حيث اتهم بأنه ينفّذ انسحابات لصالح نظام الأسد وحزب الله، كما اتهم باختطاف نشطاء من "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا"، وهم رزان زيتونة، وسميرة خليل، ووائل حمادة، وناظم حمادي، ولا زال مصيرهم مجهولاً إلى اليوم.
جمعت علوش علاقة غريبة مع رجل الأعمال السوري محمد حمشو، إحدى الواجهات الاقتصادية لآل الأسد ومخلوف، حيث كان يقيم صفقات مع النظام يحصل بموجبها على أموال طائلة مقابل عدم قطعه للاوتستراد الدولي دمشق-حمص. وظلّت تلك العلاقة غامضة ومن دون دلائل ملموسة، إلى حين فجّرها أمين سر المجلس العسكري لدمشق وريفها سليم حجازي، أحد الأشخاص الذين كانوا يتقاضون المال من حمشو ويحضرون الاجتماعات معه برفقة علوش.
مطلع العام الحالي، قاد زهران علوش حملة أطلق عليها "تطهير البلاد من رجس الفساد"، استهدف بها تشكيلات عسكرية لم تقبل الانضمام إلى القيادة العسكرية الموحدة التي أسسها في الغوطة، فأصبح بعدها القائد العسكري الوحيد في الغوطة، قبل أن يقتل.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها