فضائحها تتكاثر: جامعة الـAUCE تحت الوصاية ومصير طلابها مجهول

في متابعة "المدن" لقضية طلاب في الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم (AUCE) التي سبق وقررت وزارة التربية عدم الاعتراف بشهادتها، يبدو أن أصحاب الجامعة وإدارتها السابقة أدخلوا الطلاب في سلسلة إشكاليات يصعب التكهن بكيفية حلها. ويقول أساتذة في الجامعة لـ"المدن" أن ما أقدمت عليه الإدارة (راجع "المدن")، بمعزل عما إذا كانت وزارة التربية ستعترف بالشهادات أم لا، بمثابة متاجرة بمصير الطلاب، الذين عادوا وتكبدوا رسوماً جديدة لقاء تخرجهم. ويعتبرون أن وضع الطلاب اللبنانيين المادي يختلف عن زملائهم العراقيين، ولا يجوز تحميلهم أتعاباً إضافية من دون معرفة النتيجة، وإذا كانوا سيحصلون على الشهادة. أما الطالب العراقي، الذي يأتي للحصول على شهادته من لبنان، فلا يكترث لدفع هذا المبلغ، طالما أن الحجز الفندقي أو بطاقة السفر تكلفه أكثر من ذلك بكثير.

واقع الجامعة معقّد
المسألة على المستوى الرسمي أعقد من البحث بتحميل الطلاب رسماً إضافياً، أو عرض مظلومية لطالب من هذه الجنسية أو تلك. وتقول مصادر في مجلس التعليم العالي أن مجلس الوصاية على الجامعة وضع بأجواء وواقع الجامعة، ويفترض أن يبدأ عمله هذا الأسبوع، وذلك بحضور المكلف بمهام مدير عام التعليم العالي مازن الخطيب.
وتضيف المصادر، أن وضع الجامعة معقّد ولا يمكن حسم كيفية اعتراف الوزارة بدراسة الطلاب في الجامعة في ظل الإدارة السابقة، غير المعترف بها أصلاً. ما يفرض على مجلس الوصاية إجراء تقييم معمق لواقع الجامعة قبل بت مسألة الاعتراف بالشهادات.

سبق وعينت مالكة الجامعة ريما القلعاوي، ريمون عقيقي رئيساً للجامعة ونائبته للشؤون الأكاديمية سارة كنج، في شهر تموز من العام 2023. وأقدمت الإدارة الجديدة على تخريج دفعة العام 2022-2023 في شهر آب المنصرم، أي بعد شهر على التعيين، لكن من دون وجود أي توقيع للرئيس. إذ لم يعترف مجلس التعليم العالي بهذه التعيينات. وبعد حل الشركة المدنية المالكة للجامعة الإشكاليات المالية في وزارة المالية، بما يتعلق بالأسهم والملكية، عينت ثلاثة أشخاص: الرئيس ونوابه، وقدمت أسماءهم إلى مجلس التعليم العالي. لكن لم يحسم بعد إذا كان المجلس سيعترف بهذه التعيينات أم لا.

مخطط احتيال استثماري
ومن ضمن المعلومات الجديدة التي بدأت تتكشف عن الجامعة، تبين أن تعيين كنج أتى بغية استقدام الطلاب العراقيين إلى الجامعة. فكنج أستاذة متعاقدة في الجامعة اللبنانية في كلية الآداب الفرع الأول، وهي في الوقت عينه المنسقة المركزية للغة العربية في مركز اللغات، وكانت المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الجامعة الإسلامية، ولديها علاقات واسعة في العراق. وهي على سبيل المثال مديرة العلاقات الخارجية في كلية الحدباء في الموصل، وتملك صلات كثيرة مع جامعات عدّة في العراق، وتعمل على تأمين أساتذة لبنانيين للتعليم في العراق. بدأ بعضهم، حسب معلومات "المدن" تقديم شكاوى حول سوء معاملة يتعرضون لها من الجامعات. إلا أن مالكي جامعة الـAUCE كانوا يأملون من تعيين كنج استقطاب المزيد من الطلاب العراقيين.

أما رئيس الجامعة، ريمون عقيقي، فهو من منطقة فاريا في كسروان، وتلقى التبريك من نواب المنطقة، منذ نحو أربع سنوات لتعيينه رئيساً لـ"الجامعة الأميركية في أوروبا". وبالبحث عن هذه الجامعة "الأميركية" عبر موقعها الإلكتروني، الذي يعرض رسالة عقيقي لخريجي دفعة العام 2022، يتبين أن مقرها في نيويورك، وليس في أوروبا. وبتصفح الموقع الالكتروني يتبين أن الجامعة تعرض أخباراً عن مزاياها، من ضمنها الاحتفاء بتعيين هنري عبده رئيساً لمجلس أمناء الجامعة. وتعرض مقابلة أجريت معه للتبجيل بسيرته الذاتية، التي تتضمن احتلال مناصب عدة، منها رئيس الرئيس التنفيذي لشركة تيتانيوم كابيتال. وبعد التعمق بالبحث تبين أن مدعي عام المنطقة الجنوبية في فلوريدا وجه اتهاماً لهنري عبده، 46 عامًا، من لبنان، في تدبير مخطط احتيال استثماري (Ponzi) بقيمة 5 ملايين دولار تتم إدارته من خلال شركته، Titanium Capital LLC ("Titanium"). وتزعم لائحة الاتهام أن عبده ارتكب عمليات احتيال عبر الإنترنت، في انتهاك للقانون الفيدرالي.