الخميس 2023/11/02

آخر تحديث: 14:28 (بيروت)

فلسطيني يقتل صياداً فلسطينياً في البقاع: "عملية ضد العدو"!

الخميس 2023/11/02
فلسطيني يقتل صياداً فلسطينياً في البقاع: "عملية ضد العدو"!
سيارة الضحية (المدن)
increase حجم الخط decrease

في كل مرة يمر أحدهم بجوار جبيلة عين البيضا، في وسط سهل البقاع، بمنطقة الفاعور، تكون هناك تساؤلات عن وظيفة العناصر المسلحة للجبهة الشعبية -القيادة العامة، المتحصنين في أنفاق محفورة داخل الجبيلة. خلّف النظام السوري بعد انسحاب جيشه من لبنان هذا الموقع العسكري الفلسطيني في منطقة البقاع، إلى جانب مواقع أخرى، كمعسكر قوسايا، وحشمش، ولوسي. ومنذ ذلك الحين لم تعرف لهذه المعسكرات البعيدة جداً عن مواقع المجابهة مع إسرائيل أية وظيفة حربية. فاقتصرت مسؤوليتها خلال أحداث سوريا، على حماية خاصرة النظام السوري في هذه القرى البقاعية المحاذية لسلسلة جبال لبنان الشرقية.

ساعة تخلّ؟
عليه، يعيش عناصر معسكر جبيلة عين البيضا منذ انتهاء أحداث سوريا في حالة استرخاء، انسحبت إلى واقع حواجز الجيش اللبناني، التي كانت قد عُززت خلال مراحل التوتر بعناصر إضافية. ومع أن وجود هذا الموقع العسكري فرض حذراً على المواطنين الذين يتجنبون الاقتراب منه،  لم يكن وجوده يعيق حركة الصيادين الذين يجدون في المساحات السهلية المحيطة بالجبيلة والفاصلة بينها وبين مكب برالياس، فسحة مناسبة لممارسة هوايتهم.

إلا أنه بمحيط هذه الجبيلة، فجر يوم أمس فتحت النيران من قبل أحد عناصر الجبهة المدعو نصرالله حسن، فأودت بحياة الشاب الفلسطيني عبد الله إبرهيم. لم يكن ذلك طبعا في عملية مقاومة لإسرائيل التي تمعن قتلاً بأهالي غزه الفلسطينيين، إنما في"ساعة تخل" جعلت المعتدي يتصور أنه في عملية "مقاومة" للعدو الإسرائيلي، فوجه سلاحه على مجموعة من الصيادين، وروّعهم، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني، وتبادر قيادة الجبهة الشعبية في المنطقة لتسليم المعتدي.

سخرية القدر
وفي تفاصيل الحادث، وفقاً لما رواه شهود من المنطقة، أن الصيادين كانوا يتجمعون كالعادة في هذه المنطقة السهلية، ولكنهم تفاجأوا بأحدهم يحضر إلى المكان ويبدأ بإطلاق النيران عشوائياً، فلاذوا جميعاً بالفرار، واحتموا لدى مزارعين ورعاة مقيمين في المنطقة، حيث خلّف بعضهم أسلحة صيدهم، بعد أن سقط من بينهم قتيل، واصيب آخر بجروح. ليشاهد من بعدها المعتدي وهو يقوم بجمع أسلحة الصيد، ويعبث بمحتويات سيارات الصيادين.

من سخرية القدر أن يتبين لاحقاً بأن المعتدي والضحية كلاهما من التابعية الفلسطينية. في وقت ذكرت المعلومات أن المعتدي ظهر في حالة غير سوية، إذ أنه بقي مقتنعاً أنه نفذ عملية مقاومة ضد العدو الإسرائيلي.

في المقابل سارعت الجبهة الشعبية- القيادة العامة إلى إصدار بيان وضعت من خلاله الحادث بإطار فردي، وإعتبرته "عملاً لا مسؤولاً"، مقدمة التعازي لأهل الضحية الذي نعته كشهيد!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها