الجمعة 2014/07/11

آخر تحديث: 22:54 (بيروت)

مراهنات "المونديال": المباراة النهائية.. "ولعانة"!

الجمعة 2014/07/11
مراهنات "المونديال": المباراة النهائية.. "ولعانة"!
"توقع" الأخطبوط Paul، أمس، فوز ألمانيا في المباراة النهائية لكأس العالم (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

 

"ستحرز ألمانيا كأس العالم، وسأكسب 250 دولاراً. لكن إذا خسرت، لا سمح الله، فسأخسر المئة دولار التي دفعتها للمراهنة على المباراة النهائية"، يقول الشاب أحمد ب.

لا شك في أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وأنها "محبوبة" الفقراء، لكن مباراياتها، ولاسيما المهمة، تشكل"ملعباً" للمراهنات الصغيرة والكبيرة. واليوم ينتظر المراهنون بشغف المبارة النهائية غداً. "فهي القمة، وسعرها مرتفع جداً".

 في أوروبا مثلاً، ثمة قوانين تضبط المراهنات الكروية، لكن في لبنان الواقع مختلف حيث المراهنات عالم مخفي، لا يعرفه غير من يدخل إليه، في وقت يساهم نقل المباريات مباشرة في تسهيل المراهنات وتعميمها.


يرغب أحمد (18 عاما) في زيادة مردوده المالي. فمصروفه كبير ولا يكفيه أجره الى نهاية الأسبوع، "ولا يمكن لوالدي تأمين طللباتي كلها، لذلك لجأت إلى المراهنات لكسب المال، وأيضا للتسلية، علماً أن عائلتي لا تعلم بالموضوع".

 يضيف: "أعيش 90 دقيقة من الاثارة، وأحياناً أفقد السيطرة على نفسي، لدرجة أنني أنفعل إذا اعترضني أحدهم، أو حاول ممازحتي".


الباب المفتوح..
 

ويمارس أحمد "لعبة" المراهنات، منذ نحو سنة ونصف السنة، "تعلمتها من أصدقائي، فهي عملية حسابية بسيطة، وعلى أساسها أحدد المبلغ الذي سأراهن به. لعبتها أول مرة وربحت، ثم اتقنتها، واليوم أمارسها كلما كان هناك مباراة"، يقول أحمد.

يضيف: "نتجمع عند بدء المباراة، ومن يبدي حماسة فبإمكانه مشاركتنا المراهنة". "إيه، باب الانتساب مفتوح للجميع، هي لعبة"، يقول ممازحاً.

 
ينفي أحمد أن تكون المراهنات على المبارات الرياضية، حراما، "لأنها ليست كألعاب القمار". "يمكن الـ200 دولار التي راهنت بها أن تصبح 500 دولار، إذا صدقت توقعاتي وفاز الفريق الذي أشجع، وفي إحدى المرات كسبت 650 دولاراً، فسارعت إلى شراء دراجة نارية، وهذا ما دفعني لتكرار المراهنة"، يقول أحمد.



مراهنات بالجملة


"المراهنة لا تقتصر على نتائج المباريات، إذ أن اللقاءات بين الفرق الكبرى تفرز مجالات أخرى للمراهنة، مثل هوية الفريق الذي سيفتتح التسجيل، أو الفريق الذي سيحصل على أكبر عدد من البطاقات الصفر خلال المباراة"، وفق أحمد. وقد يتعمم الأمر على البطولات بمجملها، وذلك عبر المراهنة على اسم هداف البطولة، أو أفضل لاعب فيها أو ترتيب الفرق المشاركة.

 

في المقابل، يرفض الشاب عمر قصقص المراهنات، "هي كالقمار، فرصة كسب المال متساوية مع فرصة خسارته. وقد تخسر مالاً جنيته بتعبك. في المقابل قد تربح أموال طائلة بسهولة. لكن ذلك حرام".

عمر يكفيه راتبه الشهري، وهو إذا أراد زيادة مردوده المالي، فسيبحث عن عمل إضافي، و"لن أغامر بمالي". يقول: "اللعبة منتشرة في أزقة بيروت الشعبية كالتسونامي الجارف، وتلاحظها بكثرة في المقاهي ومحال الانترنت، وغالبية روادها مراهقون".

 

مخالفة

 
يؤكد رئيس شعبة العلاقات العامة في "قوى الأمن الداخلي" المقدم جوزف مسلّم أنّ هذه الألعاب غير مرخصة في لبنان، فـ"القانون اللبناني يشرع إمكانية ممارسة القمار في كازينو لبنان فحسب، وفي شأن المراهنة، فقد اتخذت الإجراءات اللازمة بحق من يمارسها. كما خُتمت بعض المقاهي الشاهدة على ممارستها، بالشمع الأحمر".

يضيف: "في أوقات المونديال، تتكاثر هذه اللعبة، ونحن كجهاز أمني معني، وتبعاً لامكاناتنا نتحرك ميدانياً، أما بناء على شكوى أو إخبار من أحد المواطنين، أو بعد معرفتنا بالأمر من جانب عناصرنا المنتشرين على الأرض، ونقوم باتخاذ الاجراءات بحق كل شخص أو مقهى أو محل يمارس مثل هذه الألعاب".

increase حجم الخط decrease