الأحد 2024/04/28

آخر تحديث: 14:46 (بيروت)

سيجورنيه في لبنان.. بانتظار الردّ الإسرائيلي على الورقة الفرنسية

الأحد 2024/04/28
سيجورنيه في لبنان.. بانتظار الردّ الإسرائيلي على الورقة الفرنسية
أمام خريطة الجنوب وما تقترفه إسرائيل من تدمير واعتداءات (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه خلال مؤتمر صحافي في ختام لقاءاته في لبنان، إن "الازمة طالت كثيرة ونتفادى أن تعصف في لبنان حرباً إقليمية وندعو الاطراف كافة إلى ضبط النف، ونحن نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان وهو الحرب". وأضاف: "نرفض سيناريو الحرب في جنوب لبنان وأبلغننا المسؤولين اللبنانيين بضرورة منع التصعيد". وأشار إلى انه " لا مصلحة لأحد أن يتوسع الصراع بين حزب الله و"اسرائيل" ويجب أن يُطبق القرار 1701 كاملاً".

وأضاف ان "قوات اليونيفيل تلعب دورا حاسما لتفادي السيناريو الأسوأ وعلى كل الاطراف ان تسمح لليونيفيل بالقيام بمهامها كاملة". وأكد ان "فرنسا ستستمر بدعم الجيش اللبناني إلى جانب شراكائنا، والعودة للاستقرار تتطلب إعادة انتشاره في الجنوب". وشدد على ان "لبنان بحاجة إلى إصلاحات وسنواصل العمل على إخراج لبنان من أزمته". وأعلن أنه "بدون رئيس منتخب لبنان لن يدعى إلى طاولة المفاضوات واللبنانيون هم من عليهم اختيار رئيسهم ". وردا على سؤال قال: " قدمنا اقتراحات للشركاء كافة وسننتظر الرد الاسرائيلي يوم الثلاثاء وأخذنا بعين الاعتبار الرد اللبناني وفي نهاية المطاف يجب التوصل إلى اتفاق"، مشددا على ان "التصعيد قائم وموجود جنوب لبنان ونأمل أن تصل محادثاتنا إلى اتفاق بين الاطراف ومستمرون بعملنا الدبلوماسي تفادياً لاشتعال المنطقة". وتابع قائلا: "فرنسا ستستمع لجميع الأطراف ونحن نعمل ونسعى للسلام إلا أن هذا الأمر يحتاج لجهود ديبلوماسية وما التمسته من الأطراف اللبنانية يشير إلى أننا نسير على الطريق الصحيح".

وكان سيجورنيه قد بدأ جولته بزيارة لكتيبة بلاده العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية، اليونيفيل، بدأ وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، زيارته إلى لبنان وجولته على المسؤولين فيه، معلناً أنه سيقدم مقترحات للمسؤولين اللبنانيين بهدف تهدئة التوتر بين حزب الله وإسرائيل ومنع نشوب حرب. وأضاف، بعد أن زار قوات حفظ السلام في الناقورة بجنوب لبنان: "إذا نظرت للوضع اليوم.. وإذا لم تكن هناك حرب في غزة، يمكننا أن نتحدث عن وجود حرب في جنوب لبنان، بالنظر إلى عدد الضربات والتأثير على المنطقة". وتابع قائلاً "سأوصل رسائل وأطرح مقترحات على السلطات هنا، لدفع هذه المنطقة للاستقرار وتجنب نشوب حرب".

الورقة الفرنسية
يذكر أن بنود الورقة الفرنسية، التي من المفترض أن يعرضها سيجورنيه، هي: وقف الأعمال العسكرية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي، انسجاماً مع نص القرار 1701. عودة آمنة لسكان المناطق الاسرائيلية الشمالية (المستوطنون الاسرائيليون في المستوطنات الشمالية)، وعودة امنة للمواطنين اللبنانيين إلى بلداتهم وقراهم الجنوبية. انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية وعلى الحدود نفسها، بعديد يبلغ حوالى 15 ألف عسكري، جنوب الليطاني، ما يستلزم تعزيزه بحوالى 5 آلاف ضابط وجندي، وبتجهيزات كافية.

ويشار في هذا المجال، إلى المؤتمر الذي يتوقع أن يعقد في وقت لاحق لدعم الجيش اللبناني، بمبادرة من فرنسا وإيطاليا، على ضوء الزيارة الأخيرة للرئيس ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون لباريس.
كذلك تتضمن الورقة، الاتفاق على تثبيت النقاط الحدودية الـ13 المختلف عليها بين لبنان وإسرائيل، مع العلم أن هناك سبع نقاط منها حسمت لصالح لبنان، وبقيت ست نقاط يطالب ويؤكد عليها لبنان، منها نقطة الـB1.

بيان برّي
وبعد لقائه برّي، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب بياناً، جاء فيه: "استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو، وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية، حيث تناول البحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والمستجدات السياسية والميدانية، جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة". وبعد اللقاء غادر الوزير سيجورنيه من دون الإدلاء بتصريح.

كما عرض الرئيس برّي لوقائع الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وخصوصاً القرى الحدودية الجنوبية، من خلال خريطة أعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية، تبين حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات، فضلاً عن الأراضي والمساحات الزراعية والحرجية، واستخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دولياً، وتجاوزها لقواعد الاشتباك. مؤكداً للوزير الفرنسي انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي، الرامي إلى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي، تمهيداً لدراسته والرد عليه.

وشكر الرئيس برّي فرنسا لحرصها ودورها وللرئيس إيمانويل ماكرون جهوده لمنع الحرب على لبنان. وكان رئيس المجلس واضحاً بتمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته. وفي الملف الرئاسي، أثنى الرئيس برّي على جهود اللجنة الخماسية للتوصل عبر التشاور لانتخاب رئيس للجمهورية. كما أثار رئيس المجلس موضوع النازحين السوريين الذي بات يثقل كاهل لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد، لافتاً إلى أنه سوف يثير هذه القضية مع رئيسة مفوضية الإتحاد الأوروبي والرئيس القبرصي خلال زيارتهما للبنان هذا الأسبوع. مطالباً فرنسا والمانيا بإعادة النظر ازاء علاقتهما بسوريا وحيال هذا الملف.

وبعد لقائه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب وصف سيجورنيه الاجتماع بالجيد وقال: "الامور تسير بشكل جيد، وسنناقش مع الوفد نقاطا عدة، وفرنسا ستبقى دائما الى جانب لبنان". بدوره، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون، في مكتبه في اليرزة الوزير سيجورنيه مع وفد بحضور مديرة شؤون أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الإدارة المركزية لوزارة الخارجية الفرنسية Anne Grillo، والسفير الفرنسي في لبنان Hervé Magro، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية. وجرى تأكيد "أهمية دعم الجيش نظرًا لدوره في حماية أمن لبنان واستقراره، ومتابعة الأوضاع في الجنوب بالتعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل وفق القرار 1701" .

كذلك استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، سيجورنيه وخلال الاجتماع تم البحث في المساعي التي تقوم بها فرنسا لاعادة الهدوء الى جنوب لبنان، كما وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقد اطلع رئيس الحكومة من الوزير سيجورنيه على الجولة التي يقوم بها في المنطقة والمحادثات التي سيجريها.

وأكد ميقاتي خلال الاجتماع ان "لبنان يقدّر لفرنسا وقوفها الدائم الى جانبه ودعمها له على الصعد كافة. كما يثمن الجهد الكبير للرئيس ايمانويل ماكرون في سبيل حماية لبنان واستقراره وتعافيه الاقتصادي". وشدد على "ان المبادرة الفرنسية تشكل اطارا عمليا لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملا، مع المطالبة بالتزام اسرائيل بتنفيذه ووقف عدوانها المدمّر على جنوب لبنان، بالاضافة الى دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود" . وجدد رئيس الحكومة مناشدة فرنسا والدول الأوروبية "دعم لبنان من أجل التوصل إلى حل لأزمة النازحين السوريين"، مشيرًا الى "بداية مقاربة اوروبية جديدة مع اعترافهم بالتحدي الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للبنان واستعدادهم للعمل مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن".

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها