الجمعة 2024/04/26

آخر تحديث: 11:17 (بيروت)

بكركي تصرّ "على طريق الحياد".. نصرة للبنان وفلسطين

الجمعة 2024/04/26
بكركي تصرّ "على طريق الحياد".. نصرة للبنان وفلسطين
بالنسبة إلى بكركي لبنان الحياديّ لا يتجنب فقط ويلات الحرب إنما يساهم في استقرار المنطقة (Getty)
increase حجم الخط decrease
أوغل لبنان في ارتباطه العضوي بأزمات المنطقة، حتى يكاد الكلام اليوم عن حلول تضعه على سكة الاستقرار يبدو خارج أي سياق. فالبلد الصغير في صلب الحروب "الوجودية" وصراع الهويات، وحلم "حياده" و"تحييده" يبدو كلاماً ممعناً في ابتعاده عن الواقع والوقائع.

ومع ذلك، تصرّ البطريركية المارونية على أن لا خلاص للبنان إلا بحياده الناشط، الذي يطالب به البطريرك بشارة الراعي منذ العام 2020. ففي تموز من ذاك العام، وجّه نداء إلى منظمة الأمم المتحدة مُطالبًا إيَّاها بـ"العمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته، وتطبيق القرارات الدوليَّة، وإعلانِ حياده. فحيادُ لبنان هو ضمانُ وحدته وتموضعه التّاريخيّ"، معتبراً أن "حياد لبنان هو قوّته وضمانة استقراره".

على طريق.. الحياد
اليوم، ولبنان منخرط في حرب غزّة ، وبعض شبابه يسقطون "على طريق القدس"، وإسرائيل تهدد يومياً بتحويله إلى ركام، "تتمسك البطريركية المارونية أكثر بحياد لبنان"، على ما يؤكد أحد أساقفتها. وبسؤاله عن "طوباوية" هذا الطرح اليوم وضجيج الحرب يصم الآذان، يؤكد الأسقف: "هو بالتحديد الوقت المناسب. فلبنان الحياديّ لا يتجنب فقط ويلات الحرب وتداعياتها على البشر والحجر، إنما يستطيع أن يساهم في استقرار المنطقة واستعادة دوره الأكثر فاعلية في الدّفاع عن حقوق الشّعوب العربيّة وعن السلام العادل المرجو". ويؤكد "تثبيت السلام والأمن، والسماح للناس بحياة طبيعية في حمى دولة القانون والعدالة والاستقرار، يتيح للبنان وشعبه قدرة أكبر في رفع الصوت في كل دول العالم والمؤسسات الدولية، وخلق لوبيات للدفاع عن القضايا العربية. أما لبنان المنهك بالحرب والمنهمك في استدراج صراع المحاور على أرضه، والغارق في انقساماته على خلفيات ذلك الصراع، فيغرق في أزماته ولا يفيد نفسه ولا محيطه".

ويروي الأسقف أنه "عام 1926 وفي خلال التحضير لوضع الدستور اللبناني، طلب المفوّض  السّامي الفرنسيّ هنري دو جوفنال Henri de Jouvenel من حكومته أن ترسل له نسخة من دستور سويسرا ليقتدي به ويستوحي منه ما يراعي التركيبة اللبنانية وينسجم معها، مما يسمح باستقرار البلد وترسيخ هويته المستقلة. فلماذا نقبل بأن يكون المفوض السامي أكثر حرصاً على استقرارنا منا؟". يضيف "نحن على يقين أن اللبنانيين، جميع اللبنانيين، يريدون العيش بسلام وطمأنينة محفوظي الكرامة، في بلد منتج على كل الأصعدة. هذا لا يتوفّر ونحن ننحاز إلى الشرق أو الغرب، إلى هذا المحور أو ذاك. كنا، ويجب أن نبقى، الجسر الذي يجمع، والفكرة التي تغيّر، وواحة الحرية والانفتاح ومساحة سلام".

القضية الفلسطينية والإبادة
تعرف بكركي أن الموقف من القضية الفلسطينية هو ما يجعل كثيرين "يتحسسون" من مطلبها الالتزام بحياد لبنان. وعليه يؤكد الأسقف لـ"المدن" أن "هذا موقف يتضمن خبثاً أو جهلاً في أحسن الأحوال. فجميع الكنائس اللبنانية، والكنيسة المارونية في طليعتها، وقفت تاريخياً، وتقف اليوم مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. والبطريرك الراعي تحديداً رفع الصوت أكثر من مرة مديناً حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون. لكن هل بانخراط لبنان بهذه الحرب يساعد الفلسطينيين أو اللبنانيين؟".   

ويختم الأسقف مؤكداً "حياد لبنان يعيد تعزيز الروابط بين أبنائه، فينصرفون إلى ضخ الروح مجدداً في الشراكة الوطنية واستعادة الثقة ببعضهم البعض، بعيداً عن الجنوح في الانحيازات إلى محاور خارجية. كما يسمح الحياد بالتركيز على بناء الاقتصاد والتنمية المتوازنة، التي تربط كل أبنائه ببلدهم، وتضع مصالحه في سلم الأولويات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها