ولم يكن متوقعاً أيضاً أن يحصل شرخ في "8 آذار" نفسها وأن لا يذهب مقعد نائب الرئيس الى الطالب علي أيوب، مرشح "حزب الله"، والذي كان يُحضّر له منذ الجولة الأولى. اذ أن الاسم الأقوى في حملة "8 آذار"، والأكثر ظهوراً فيها، لم يُوافق عليه داخلياً في الحملة كما ظهر، ما اضطر الحزب الى ترشيحه في مقابل ترشيح "حركة أمل" للطالب منذر حموي، الفائز بمقعد الدراسات العليا في كلية العلوم، بتحالف مع "التيار الوطني الحر"، "القوات اللبنانية"، "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، ليتمكن حموي من الفوز بالمنصب بفارق صوت واحد عن مرشحة "العلماني" ريم أبو ابراهيم، مع خمسة أصوات حازها أيوب.
ورغم أن الملامح الكاملة للتحالف لم تتضح بعد، إلا أن مؤشرات الاتفاق كانت معروفة. حيث أن الاتفاق كان ينص على ترشيح التحالف الجديد حموي لمقعد نائب الرئيس، ومحمد الخطيب، مرشح "المستقبل"، لمقعد السكريتر، ومعهم سيزار بطيش مرشح "التيار" لمقعد أمانة السر. وقد فاز حموي وبطيش بينما خسر الخطيب لصالح مرشح "العلماني" جمال العلي.
والحال أن الانتخابات الأولى التي يشرف عليها رئيس الجامعة الجديد فضلو خوري، لا تختلف عن سابقاتها من الناحية الحزبية، ولكن نتائجها جاءت مفاجأة إلى حد ما للرئيس نفسه. فالذي حصل خلالها زاد من غرابة التحالفات، خصوصاً لجهة عدم عرض حموي لبرنامجه خلال الاجتماع، فيما كان يفترض أن يكون العرض محاولة لاستمالة أصوات الأساتذة الأعضاء في الحكومة. فبحسب النتائج، حاز حموي على أصوات التحالف التسعة في وقت لم يستطع الحصول على أي صوت من الأساتذة، بعدما ذهب أربعة منها إلى أبو ابراهيم وصوت واحد إلى أيوب، ولعلها المرة الأولى التي لا يحصل فيها الطالب الفائز على أي صوت من أصوات الأساتذة. لكن هذا ما يؤكد أيضاً أن التصويت الداخلي للطلاب لا يعتمد في الدرجة الأولى على البرنامج ولا على أداء المرشح وعرضه.
من ناحيته قال حموي لـ"المدن" إن أولويات عمل الحكومة هي قضية الأقساط، "واقرار قانون انتخابات جديد لا يُقسّم الجامعة إلى أحزاب"، مؤكداً على التعاون في ما بعد مع القوى الموجودة في الحكومة لتحقيق ذلك.
بعيداً عن التصويت، لم تخل ساحة الجامعة من تشجنج واضح بين "حزب الله" والتحالف الجديد، وتحديداً "أمل"، وهو الأمر الذي حاول القيّمون على الحملتين تجنب انفلاته. وتُتداول في الجامعة أقاويل عن تعرض حموي لضغوط من "أمل" لفرض ترشحه. وهذا ما نفاه حموي جزئياً بعد انتهاء الانتخابات، مؤكداً تعرضه لبعض المضايقات من طرف منافس رفض ذكر اسمه لأن الأمور حُلت بحسب كلامه. لكن التفسيرات لم تتوقف، خصوصاً أن حموي، عند خروج المرشحين، لم يتوقف عند شباب "أمل" المتجمهرين للاحتفال قرب مبنى "الوست هول"، بل أكمل طريقه بعيداً، ليعود بعد وقت قصير مُحاطاً بالشباب. الأمر الذي فُسر بأنه تأكيد على تعرضه لضغوط من "أمل"، في حين استبعد حموي هذا التفسير مؤكداً انه أوصل أغراضه إلى مبنى بلس.
على أن هذا الانقسام العلني ليس نتيجة عدم الاتفاق في المفاوضات فحسب، ذلك أن متابعة الانتخابات منذ سنوات تبرز هذه الفروقات بين الحزبين، فإستبعاد أيوب لم يأت من فراغ. ذلك أن قوة الاسم ومركزه في أوساط "حزب الله" كانت الدافع الأول لعدم القبول به. ناهيك عمّا حُكي عن قرار مركزي لـ"أمل" بعدم ترك المنصب لـ"حزب الله"، وهذا ما يُعيد التذكير بـ"لعبة النيات"، كما تسمى بين الفريقين. بالاضافة إلى اختلاف الطرفين في مقاربتهما للعملية الانتخابية، اذ تصر الحركة سنوياً على لعبة الاتصالات الخارجية لتهديد من يواجهها، واختراق داتا الاتصالات، كما حصل هذه السنة، من خلال إرسال رسائل من أرقام منافسيها إلى الطلاب تتضمن إما تحريضاً طائفياً أو تراجعاً عن الترشح. بينما يبتعد الحزب عن هذه الممارسات، لكنه يُحمّل وزرها بسبب التحالف القائم. ومن ناحية أخرى، لا يُتوقع أن تمر "طعنة الظهر"، على ما تسمى في الجامعة، من "التيار" لحليفه الأساسي، أي "حزب الله"، مرور الكرام.
حادثة فردية
وبالرغم من خلو الانتخابات من أي اشكال بين المتجمهرين، الا أن حادثة فردية كادت تنهي هذا الهدوء الحذر. اذ قام أحد الطلاب المتخرجين من الجامعة بالاعتداء على طالب آخر، أثناء انتظار النتائج، فيما كان عناصر أمن الجامعة غائبين منذ الساعات الأولى للانتخابات وحتى اعلان نتائجها، بخلاف ما كان يحصل في السنوات الماضية. على أن هذا الاعتداء لم تعرف أسبابه بعد، بانتظار نتائج تحقيق مكتب الأمن في الجامعة.
قرار رئاسي
في سياق آخر، نجحت اعتراضات "النادي العلماني" بعد الجولة الاولى، خصوصاً لناحية قانون الانتخابات غير العادل في تقسيمه، وغير الشرعي بعدما فرضه عميد شؤون الطلاب، في اضافة مرشحة النادي في اختصاص العمارة في كلية الهندسة ريم نصور، بقرار رئاسي، الى الحكومة الطلابية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها