الجمعة 2024/10/11

آخر تحديث: 16:36 (بيروت)

ساجد القاصر وإبن شقيقه الرضيع غلبا وحشية العدوان الإسرائيلي

الجمعة 2024/10/11
ساجد القاصر وإبن شقيقه الرضيع غلبا وحشية العدوان الإسرائيلي
الرضيع الذي أنقذ كان واحداً من عشرات الأطفال وجدوا في المبنى المستهدف (المدن)
increase حجم الخط decrease

 

 بينما تجتهد ماكينة الإعلام الإسرائيلية لإظهار عدوانها على لبنان بأنه موجه على أهداف عسكرية، متجاهلة ما يوقعه من ضحايا كثيرة بين المدنيين، جاءت الصورة المناقضة مساء  أمس الخميس من بلدة الكرك في زحلة، لتظهر كذب آلة الحرب الإسرائيلية، وجرائمها المتكررة بحق المدنيين وخصوصاً الأطفال.

من تحت أنقاض المبنى الذي إستهدف بثلاثة صواريخ في بلدة الكرك، تسمّر اللبنانيون أمام المشهد الذي تناقلته وسائل الإعلام اللبنانية والعالمية، لطفل رضيع إنتعشت القلوب عند سماع صوته يبكي بين أيدي عناصر الدفاع المدني وهم يخرجونه بلطف من بين ركام المنزل.

إلا أن هذا الطفل لم يكن سوى واحد من مجموعة أطفال يعيشون في شقة سكنية واحدة، بالمبنى الذي يقع في حي سكني مزدحم على مشارف طريق عام البلدة. فقتلت الغارات الإسرائيلية سبعة منهم، أكبرهم طفلة في الحادية عشرة من عمرها. ولم ينج من العائلة سوى كبيريها اللذين كانا خارج المنزل، الى جانب طفلين، وساجد.

ساجد رمضان كان علامة الأمل الأخرى التي ولدت من بين أنقاض الغارة الإسرائيلية التي إستهدفت مبنى الكرك. وقد عثر عليه حياً صباح اليوم الجمعة أي بعد أكثر من 12 ساعة أمضاها بين ركام المبنى، علا خلالها صراخه مرات عديدة مستنجداً بمن ينقذه.

سمع صوت ساجد صاحب دكان مجاور للمبنى، كما يروي، قبل ان يطلب الجيران نجدة الدفاع المدني الذي عملت عناصره تحت تهديدات الطيران الحربي الإسرائيلي والطائرات المسيرة على إخراجه والبحث عن إمكانية وجود ناجين آخرين.

في المستشفى اللبناني الفرنسي بزحلة، قال أقارب له، أن ساجد تعرض لحالة من الهلع الشديد جرى علاجها بالمهدئات. غير ان الفتى البالغ 17 عاماً، تخطى ضعفه  ليروي لحظات الرعب التي عاشها مع عائلته، عندما إستهدفهم الطيران، مرة أولى، لم يستوعب أحدهم خلالها ما حصل، ثم مرة ثانية هرعوا فيها الى الطابق السفلي، فمرة ثالثة.

لا يعرف ساجد ما حصل لأفراد عائلته من بعد الغارة الثالثة، وبإعتقاده أنهم نجوا جميعا عندما هرعوا الى الخارج، وأنه وحده علق في الركام. فيشير الى أنه بقي كل الليل يصرخ كلما سمع حركة في المكان. ويقول"صرخت كلما سمعت صوت دراجة نارية أو سيارة عبرت المكان لكن احداً لم يسمعني حتى الصباح". عندما شعر بحركة في المكان صباحاً إستنجد بصوت عال، طالبا رشفة مياه، ومترجيا الموجودين أن يخرجوه، فبدا حينها بكامل وعيه، وهو يخبر عن ناطور المبنى، الذي بقي مصيره مجهولاً حتى إعداد هذا التقرير.

نجا ساجد حتماً بحياته، خصوصاً ان الطيران الإسرائيلي عاد وإستهدف الكرك ظهر اليوم الجمعة، وذكرت المعلومات أنه إستهدف المكان نفسه.

غير أن قصة ساجد وعائلته لا تنتهي هنا. فهم كما روى للصحافيين الذي إلتقوا به في غرفة الطوارئ، نزحوا أولا من برعشيت في جنوب لبنان الى حارة حريك، قبل ان يستقروا قبل ثلاثة أسابيع فقط في بلدة الكرك في مدينة زحلة.

لا يعرف أبناء الحي كثيراً عن هذه العائلة، سوى أنها حضرت من منطقة الجنوب. بدوا لطفاء للجميع، وكانوا يراقبون أطفالهم كلما خرجوا ليلعبوا في باحة منزلهم. ويذكر صاحب الدكان المجاور، أنه تعرف الى عدد منهم، ومن بينهم الوالدة التي كانت تشتري بعض الحاجيات عندما وقعت الغارة وأصيبت بكتفها.

المبنى الذي تداعى بقسميه في المقابل، لم يكن وحده ما تضرر في الحي، وإنما كل المنازل المجاورة، وأصيب بعض سكانها بحالات هلع، الى جانب الرضوض والكسور التي إستدعت نقل البعض الى المستشفيات، بحيث تم إحصاء 21 جريحاً نقلوا الى مستشفيات البقاع لتلقي العناية.

لم تكن تلك الغارة الوحيدة لإسرائيل على منطقة البقاع، بل سبقها ولحقها غارات أخرى، خلفت أحدها في بلدة رياق ايضاً 11 شهيداً من بينهم طفلة جرى إنتشال جثتها صباح اليوم الجمعة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها