السبت 2023/10/21

آخر تحديث: 16:45 (بيروت)

الناس تتضامن جنوباً: مبادرات فردية لاستقبال الهاربين

السبت 2023/10/21
الناس تتضامن جنوباً: مبادرات فردية لاستقبال الهاربين
يتصدر ارتفاع أسعار الشقق السكنية مشهد "المتاجرة" بالأزمات
increase حجم الخط decrease
كما عند كل أزمة ، تجد طبقة من التجار مكاناً لها لاستغلال الأحداث والظروف. ومنذ حوالى الأسبوعين، يتصدر ارتفاع أسعار الشقق السكنية مشهد "المتاجرة" بالأزمات. فبالتوازي مع تطور الأحداث الأمنية على الحدود اللبنانية-الفلسطينية، التي دفعت بعدد من سكان الجنوب، ومعظمهم من الطائفة الشيعية، إلى النزوح من القرى الحدودية الجنوبية إلى مناطق أخرى، خوفًا من توسع الحرب مع إسرائيل، ارتفعت أسعار الشقق لتصل إلى أكثر من 1000 دولار شهريًا.

لكن، وفي خطوة تضامن، قرّر بعض أهالي الجنوب اللبناني، خصوصاً الميسورين منهم، التصدي لهذه الظاهرة، عن طريق تفعيل مبدأ "التعاضد" أو"التكاتف الاجتماعي"، فاتحين عقاراتهم السكنية ومشاريعهم أمام أبناء القرى الجنوبية الفارين من شبح الحرب.

مبادرات فردية
وفيما تحولت مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء معركة طوفان الأقصى في غزة إلى ساحة لعرض الأخبار المستجدة والمضللة أيضًا، وإلى مسرح للنقاشات والتقديرات العسكرية والسياسية، كان لافتًا أيضًا استخدام بعض الصفحات الخاصة، لعرض مبادرات عدد من أصحاب الشاليهات الموزعة في الجنوب اللبناني، الذين قرروا فتح أبوابهم للأهالي الذين غادروا منازلهم.

في بلدة أنصارية الجنوبية، عُرضت بعض المشاريع السكنية مجانًا أمام العائلات، وهي مجموعة من الشقق السكنية المفروشة، والتي أصبحت جاهزة لاستقبال العائلات الهاربة من أصوات الصواريخ ورشقات الرصاص، والمتوجسة من نشوب أي عدوان إسرائيلي على لبنان.

في حديث خاص لـ"المدن"، يشير حسن خزعل، صاحب مجمع الملاك السياحي في بلدة أنصارية، إلى أن أبواب المشروع فُتحت أمام الجميع منذ أيام. وقد استقبل حوالى 14 عائلة، وزعت على أكثر من 13 شقة سكنية مجهزة بالكامل. وكما كان متوقعًا خلال ساعات قليلة، امتلأ المجمع السكني بالعائلات، التي نزحت من قرى جنوبية مختلفة، أبرزها العديسة، كفركفلا، عيترون...".

"نجحنا في تأمين المياه والكهرباء للعائلات مجانًا، ولن يُطلب منهم أي تكاليف مادية". بهذه العبارة استهل خزعل حديثه لـ"المدن"، ليشرح قائلًا: "كل شقة سكنية تتسع لعائلة واحدة مؤلفة من 4 أفراد فقط، وقدمنا لهم الفرشات الإسفنجية واللوازم الضرورية". لافتًا إلى أن "هذه المبادرة كانت ضرورية في هذه الظروف الاستثنائية، والهدف منها مساعدة الأهالي في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار الشقق السكنية في المناطق الآمنة".   

هذا وقد علمت "المدن" بأن حزب الله على تنسيق يومي مع أهالي القرى الجنوبية وبعض رؤساء البلديات، لتوزيع الأهالي في مناطق أخرى آمنة، ووضع الخطط اللازمة تحسبًا لأي حرب محتملة.

في عربصاليم وأنصار
في السياق نفسه، ونتيجة التطورات الأمنية المفاجئة خلال الأيام الماضية، اضطرت بعض العائلات إلى ترك منازلها والنزوح ليلًا متوجهةً نحو بعض الشاليهات المعروضة مجانًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لكلام محمد حمود، صاحب مشروع زيتونة السكني، في بلدة عربصاليم، المؤلف من شقق سكنية وشاليهات عائلية.

يضيف قائلًا: "مئات العائلات تواصلت معي هاتفيًا للحصول على شقق سكنية، وبعض العائلات حاولت الضعط علينا عن طريق الوقوف أمام أبواب الشاليهات للحصول على شقة مفروشة واحدة، بالرغم من تأكيدنا لهم مرارًا بأن المشروع صار ممتلئًا بالعائلات، في حين أن عدد العائلات التي تواصلت معنا خلال الأيام الماضية فاق الـ500.

تنسيق بين البلديات والمحافظة
بدوره، يؤكد رئيس بلدية أنصار الجنوبية صلاح عاصي في حديث مع "المدن" أن "البلديات الجنوبية تسعى بشكل يومي لمتابعة أعداد العائلات الراغبة بترك بيوتها السكنية. ففي بلدة أنصار وحدها، استقبلت البلدية أكثر من 45 عائلة في غضون أسبوع فقط، وهو رقم لا يُستهان به، وقد وزعت على شقق سكنية فارغة، وقدمنا الخدمات اللازمة لناحية تأمين المياه والكهرباء".

يتابع"خلال هذه الأزمة، توسعت مهام البلديات الجنوبية ومنها أنصار، حيث طلبنا من أهالي البلدة، التبرع للنازحين بالثياب واللوازم الضرورية، وباتت معلوماتهم الشخصية مسجلة لدى البلدية، ونعمل على التعاون والتنسيق مع محافظ النبطية، وباقي البلديات الجنوبية، لتوفير جميع احتياجات الأهالي وحمايتهم"، وفقًا لكلام عاصي.

هذه المبادرا ت، على أهميتها، لا تلغي القلق من أن تكون المناطق المقصودة راهناً غير آمنة  في حال توسع الحرب بين إسرائيل ولبنان، خصوصًا إذا تمددت الضربات الإسرائيلية على مختلف القرى الجنوبية .

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها