لذلك، وتبعًا لمجريات التحقيق تم الكشف عن تواجد السجين الفار مرهج محمد فارس في منزل أحد المقربين منه في بلدة نحلة، وأثناء المداهمة التّي بدأت حوالى الثامنة والنصف من مساء أمس، أقدم فارس على إلقاء قنبلة يدويّة باتجاه القوى الأمنية، وذلك بالتواطؤ مع عصابة جرمية ساعدته في الهرب من قبضة الوحدة العسكرية التّي كادت أن تلقي القبض عليه، حسب مصادر أمنية في البلدة وشهود عيان. وقد أكدت المصادر أنه وبُعيد انفجار القنبلة، قام الجيش بإحراق سيارة رباعية الدفع من طراز شيروكي تابعة لأحد أقارب السجين الفار، كما رد عناصر وحدة الجيش بإطلاق النيران، الأمر الذي تطور إلى اشتباك مسلح بين العناصر والعصابة التّي سهلت طريق الهروب أمام فارس، والتّي ذكرت المصادر أنها تتألف من حوالى ستة أشخاص غالبيتهم من أقارب السجين. وقد لاذ السجين إلى أحد المنازل المجاورة. وأثناء الاشتباك أصيب حسن علي يزبك (22 سنة) وهو أحد عناصر وحدة المداهمة بطلق ناري في ظهره فضلاً عن جروح خطيرة أخرى، وقد نُقل إلى العناية الفائقة في مستشفى دار الأمل الجامعي في وضع حرج. وقد استقدم الجيش تعزيزات أمنية طوقت محيط البلدة، فيما باشرت دهم البيوت المحيطة للتفتيش عن المطلوبين، وهدم منازل المتورطين. وتستمر الاشتباكات للحظة نشر هذا التقرير.
تحقيقات مستمرة
لا تُعد هذه العملية الأولى من نوعها منذ خروج القضية للعلن، إذ أن الجيش قد سبق وداهم عدّة منازل للمطلوبين الفارين، هذا فيما أحبط محاولة خمسة آخرين الفرار من سجن جب جنين، الذي هو كما باقي السجون في لبنان يزدحم بالموقوفين والنزلاء، والذين بغالبيتهم لم يخضعوا لأي محاكمات ومحشورين في عدد يتراوح بين المئة والمئة وخمسين نزيلاً في زنزانات لا تتسع لخمسين شخصًا في مبنى المحافظة. وحادثة الفرار هذه تزامنت مع فرار المدعو خالد المجذوب، الذي كان يفترض أن ينقل بعد تعافيه صحياً إلى هذا السجن أيضاً، إلا أنه هرب من المستشفى إلى البرازيل.. هي حادثة بكل ملابساتها أعادت الجدل المحيط بالقوى الأمنية والجهات القضائية في المنطقة تحديدًا، والتّي تعجز اليوم عن تدارك هذه التفاصيل بصورة مهنية، أو أن تحكم قبضتها لتأمين الحماية للمواطنين الذين باتوا في شبه توجس وتبرم من هذا الوضع الأمني المزري، كما وفي حالة يأس أيضًا، وهي على معرفة مسبقة بأن غالبية هؤلاء الفارين قد انتقلوا فعليًا لمرحلة الطفار. والذي يُعيد أيضًا فتح ملفات وقضايا متناسلة عبر السنوات لم تصل لخواتيمها بعد، من بينها إحكام قوى أمر الواقع في المنطقة من عشائر وثنائي حركة أمل وحزب الله واستحكامهم بمفاصل الدولة ومؤسساتها المهترئة أساسًا.. والذي أمن الغطاء لمئات من المجرمين يسرحون ويمرحون في المنطقة، وشجع آخرين من المهيئين لهذا الانحراف الإجرامي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها