السبت 2020/08/15

آخر تحديث: 16:04 (بيروت)

كورونا يهدّد طرابلس بعدما ساعد شبانُها في إغاثة بيروت

السبت 2020/08/15
كورونا يهدّد طرابلس بعدما ساعد شبانُها في إغاثة بيروت
يستحيل إغلاق المدينة وعزلها نظراً للضائقة الاقتصادية الكبرى التي تعيشها المدينة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
فيما ظنّ أهالي طرابلس في الأشهر السابقة، أنهم بمنأى عن عدوى فيروس كورونا، لا سيما أنّ المدينة لم تسجل عدداً كبيراً في الإصابات، يبدو اليوم أنّ هذا الاطمئنان يغيب كلياً، بعدما سجلت المدينة في الأسبوع هذا، عشرات الحالات الموجبة جراء فحوص الـPCR فيها.

اكتظاظ وفوضى
وواقع الحال أنّ الخطر الذي يهدّد طرابلس، لا يشبه الخطر في مدينة ومنطقة أخرى، نظراً للاكتظاظ السكاني والفوضى الكبيرة التي تعمّ المناطق الشعبية وأحزمة البؤس والأسواق الطرابلسية. هذا إضافة إلى عدم التزام الطرابلسيين بالحدّ الأدنى من الإجراءات الوقائية: وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي. وحتى المقاهي الشعبية التي تقدّم النراجيل، ما زلت تنعقد فيها التجمعات الشبابية حتّى ساعات متأخرة من الليل. فهل دخلت طرابلس مرحلة خطر انتشار وباء كورونا؟

التبانة والزاهرية
في باب التبانة كما في الزاهرية، دبّت حال من الذعر، بعد انتشار أخبار عن كشف  مصابين عشرة في هاتين المنطقتين. لكن قلّة اكترث في اتخاذ تدابير وقائية. أمّا المشكلة الرئيسة في طرابلس، فتكمن في فوضى نتائج الـPCR، والتي تدفع الناس إلى عدم التعاطي مع الوباء بجدية. فثمة عشرات الفحوص، تظهر نتائجها سالبة، ثم تظهر موجبة بعد ذلك، أو العكس.
لكن الأرقام المؤكدة، بحسب ما قال رئيس لجنة إدارة الكوارث في بلدية طرابلس المهندس جميل جبلاوي لـ "المدن"، فتشير إلى وجود ما بين 20 إلى 30 إصابة مؤكدة، سجّلت في اليومين الأخيرين الخميس والجمعة 13 و14 آب  في طرابلس. هذا عدا عشرات الإصابات الأخرى التي سجلت في الأسابيع السابقة، و"هذا رقم كبير لا يمكن الاستخفاف به أبداً". ومن جهة أخرى يأتي كلام جبلاوي ليؤكد أيضاً عدم وجود أرقام واضحة للإصابات، إذ أنّ تحديدها بهامش 20 و30 إصابة يشير إلى غياب المتابعة للحالات الموجبة. الأمر الذي يوضح الضياع الرسمي في هذا الملف ويفتح مجالاً كبيراً لتناقل الإشعاعات بين الناس. 

استحالة العزل والإغلاق
ويعتبر جبلاوي أن  في طرابلس لا إمكانية لفرض حال طوارئ أو إغلاق المدينة وعزلها، نظراً للضائقة الاقتصادية الكبرى التي تعيشها المدينة. وقال: "لا نرغب أبداً بتصعيد الإجراءات الاستثنائية في طرابلس. ولكن لا نريد من الناس أن تدفعنا لذلك. ويمكن الالتزام بوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي كي لا نقع بالمحظور. ولنتعايش مع الوباء من دون أن يشكل خطراً كبيراً. وبالتالي نخفف من انتشاره".

أتر نكبة بيروت
من جهته، يعتبر رئيس بلدية طرابلس رياض يمق في اتصال مع "المدن"، أن انفجار مرفأ بيروت كان له تداعياته على انتشار الوباء في طرابلس. وذلك نتيجة اختلاط الناس وتوجه عدد كبير من المجموعات الشبابية والمدنية الطرابلسية إلى بيروت للمساعدة في عمليات إزالة الركام والردم. وقال: "لا بد لجميع أهالي المدينة أن يتنبهوا للظرف الصحي، لأن توسّع رقعة انتشار الوباء، وتحديداً في المناطق الشعبية، يشكل خطراً حقيقياً على المدينة".
وينصح جبلاوي أهالي طرابلس بالتنبه جيداً بعدما دخل كورونا مرحلة الانتشار المجتمعي في المدينة، "لأنّ لا أحد يرغب بالتضييق على الناس في يومياتهم، والمستشفيات التي تواجه ضغطاً كبيراً لا تملك عدداً كافياً من الأسرّة في حال تصاعد أرقام المصابين".

حملة فحوص
ويشير جبلاوي إلى أن البلدية، بالتعاون مع اليونيسف، تعمل على توزيع نحو 10 آلاف كمامة في طرابلس. وأضاف أنه "إلى جانب فحوص الـPCR في مستشفى طرابلس الحكومي وعدد من المستشفيات الخاصة، أطلقت لجنة إدارة الكوارث بالتعاون مع البلدية ووزارة الصحة، الخميس 13 آب، خطّة لإجراء 300 فحص PCR مجاني أسبوعياً: 150 يوم الخميس و150 يوم الثلثاء. وذلك داخل خيم في القاعة الخلفية لفندق معرض طرابلس، تشجعياً وتسهيلاً لكل من تظهر عليه عوارض الفيروس في طرابلس أن يذهب لإجراء الفحص".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها